عبد المنعم إسماعيل يكتب: منهجية أبو بكر الصديق في استشراف المستقبل
كان أول من أسلم من الرجال وشرف بصحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم وتربى على عين الحبيب صلى الله عليه وسلم ونال من أوسمة التشريف والتكريم ما لم ينافسه فيه أحد من الخلق كان له منهجية في استشراف العقول القادمة بمرور الزمن واغتنم الحدث الجلل الذي وقع وفاة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فكانت الرؤية البكرية التي يجب أن تتدارسها مدارس نشر الوعي في الأمة على مدى الأيام والسنوات القادمة فكانت الرؤية:
«من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيي لا يموت»
حاول الصديق بل أراد أن يتجاوز حاجز الحدث القائم رغم استغراقه في كمال الحب والإتباع والوفاء لصاحبه فأراد أن يتجاوز الموقف بوضع رؤية منهجية لطبيعة عمل الأجيال المعاصرة والقادمة إلى قيام الساعة وهي:
من يعبد الله عز وجل ومن يعبد غير الله عز وجل ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم، الأول عمله قائم لا ينفك عن ملازمة العبودية لله سبحانه وتعالى والثاني من اختزل العبودية في وجود ذات معينة أو محددة فما بالك لو كان محمد صلى الله عليه وسلم.
فمن كان يفعل لمجرد استمرار محمد صلى الله عليه وسلم في واقع الحياة فلا يستمر على هذه الرؤية لأن البقاء لله عز وجل.
إن منهجية الصديق رضي الله عنه تعالج ظاهرة الاختزال عند بعض العاملين للإسلام حين جعل الأمة عبارة عن وجود ثلة محددة قائمة بالأمر أو رجلاً محدداً يعلو سدة الولاية فما أخطر التسويق لأحادية الرؤية أو اختزال الشمولية في أحادية موظفة أو الدين في رؤية أو الرؤية في رجل مهما علا قدره من المعاصرين لأن الحكمة البكرية قاضية بأن من كان يعبد الله ومن كان يعبد محمد.
فلا تجعل إقدامك رهين بوجود شخصية تسعى على سحب القداسة عليها، فإن كانت كان عطائي أو ولائي أو منعي أو غضبي أو سعادتي وهذا ليس معناه جحود أهمية الرمزية عند الأمة فما أجمل أن تكون رمزية المنهج الشامل قادرة على تجاوز حدث أو شخصية محددة فما القادة والدعاة والعلماء إلا حداة على طريق الدعوة نحبهم ولا نسقط أو ننهار برحيلهم.
منهجية الصديق أبو بكر رضي الله عنه تعالج ظاهرة الهلاك الجماعي عند بعض الكيانات الإسلامية حال انعدام القيادة أو الابتلاء بخصوم يحولون بينها وبين الأتباع.
منهجية الصديق تربط الأمة والأجيال بالمنهج لا بالأشخاص ومن كمال فعله رضي الله عنه أن قال ذلك في توصيف الحدث الجلل خال وفاة الحبيب محمد صلى الله عليه ثم ذهب ليجعل القيادة للجيش في أيدي من اختاره رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
الصديق يستشرف المستقبل ويمضي جيش أسامة:
ليجعل من آليات التقييم للواقع أداة للبحث عن مخرج بعيد عن زخم الأزمة ومرارة واقعها بالبحث عن أجيال المستقبل وإن كان العمر سبعة عشر عاماً.
يؤسس لنظرية منهج واحد أو دين واحد يصنع القادة ولا يستغرق في وجود قائد ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
هي دعوة بكرية الظاهر ربانية البطن محمدية التربية والصحبة تدفع العقول المعاصرة لتجاوز المحن والبحث عن علاج لا عن توصيف يدفع الأمة إلى ساحة كربلائيات الرافضة الذين عشقوا الاستغراق في وجود حتمية وجود المهدي لكي يقاتلون اليهود في أكذوبة خطيرة جداً ربما يستدعي البعض من أبناء الأمة أنه
لا دعوة إلا في وجود.. الذي مات أو رحل بأي صورة أو شكل، ولا إصلاح أو تفاعل مع الواقع إلا في وجود.. الذي كان وأصبح لم يكن.
ليس من العقلانية أن تعود عجلة الزمان للخلف وليس من الدين وصف الباطل بكونه حق لمجرد وجوده في الزمان القائم وليس من الوعي استمرار آليات الاستنزاف للجميع لمجرد عشوائية التوصيف لأزمة أو حدث معين أو مجموعة أحداث متتابعة.
العمل والبذل حال الظروف الصعبة أو الدعوة من خلال الواقع الذي وقع بمكر خصومنا أو بعجز الأخلاء منا أو بتآمر البعض هذا ليس معناه الانصراف من الإصلاح أو البلاغ أو الدعوة أو التغيير حتى يعود الذي ربما لا يعود.
حتمية الحرص على التسويق لثقافة الاستثمار للواقع وإن كنا لا نحب وجوده على الصورة القائمة يجب أن تصنع فينا مهارات الإقتداء والاهتداء لنحقق عبودية الإتباع والوفاء والحكمة في إدارة حدث أو تاريخ أو مستقبل.
هي رسالة من الصديق لشباب الأمة بصفة عامة وشباب الأحزاب والجماعات الإسلامية بصفة خاصة من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمد فإن محمد قد مات.
يا الله وكأن المعني بها أجيالنا التي انصرفت عن شرف الدعوة لمجرد وقوع الخطب الجلل الذي لا نرضاه إلا رضى المضطر أمام تقدير من بيده الملك سبحانه مع سعينا على نشر الوعي الحامل على تحقيق شرف النصيحة وشرف الاهتداء والإقتداء والله المستعان.
هي رسالة تحمل بين طياتها أهمية التعلق بالمنهج وملازمة الحب للأفراد داخل المنهج وعدم جعل المنهج عبارة عن فرد أو الزعم بقداسة فرد معاصر هو جزء من أمة معاصرة لا توزاي رجالاتها رجالات من نزل فيهم النص رضي الله عنهم أجمعين.
ومنها أيضا المحافظة على وجود الرمزية للأمة بوجود القائد الرباني للأمة الربانية.