الجمعة يوليو 5, 2024
مقالات

«معركة الدعاء لغير المسلمين بالرحمة» أنموذجا

عبد المنعم إسماعيل يكتب: نصوص الشريعة وجاهليتهم

لماذا يعادون النصوص الشرعية؟

إن الجاهلية المعاصرة بكل أصولها الصهيونية والخمينية الصفوية والصليبية وفروعها الليبرالية والعلمانية تؤسس لخدمة كيان أخبث شياطين الأرض المغول الجدد وهم شياطين المد الخميني الصفوي المجوسي وكيل الصهيونية بل أشر مظاهرها على ممر التاريخ الذي يقوم على عداء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين الذين حفظوا النصوص وفهموها وعاشوا عليها.

ثم صبوا جام غضبهم على نصوص السنة المحمدية الصحيحة التي تحفظ الإسلام وحقوق الصحابة والامة والتاريخ ومن هنا كانت معركة النص.

وتبقى معركة النص الشرعي هي أصل المعارك وفرعها على ممر التاريخ والواقع والمستقبل.

شياطين الأرض بشتى أنواع كفرهم يصطادون في الماء العكر والصافي على كل النواحي «ظنا منهم أنهم يستطيعون تحقيق انتصار» على النص الشرعي سواء كان:

– آية قرآنية

– حديثا نبويا

– مخالفة إجماع علماء المسلمين.

وهذا الانتصار نتيجة لمعركة مستدامة يتمنى اعداء الاسلام من خلالها:

– كفر المسلمين بالإسلام

– معاداة المسلمين للنصوص الشرعية قرآن او سنة محمدية.

– تشكيك النفوس المسلمة في دلالات هذه النصوص الشرعية وجعلها مجرد أشبه بالمواد الدستورية الغير مفعلة.

– إضعاف آثار التصديق بهذه النصوص في الواقع.

تربية أجيال تقبل الطعن والتشكيك في النصوص الشرعي.

وأخيرا هم لا يريدون الرحمة بمن كفر لان هذه الارادة ليست في أيديهم.

وربما يمنعون هذه الرحمة عنه لمجرد الخلاف الفرعي فيما بينهم كالخلاف بين الأرثوذكس والكاثوليك او البروتستانت أو بينهم وبين يهود لكن يريدون تمييع حاكمية النصوص ودلالتها الشرعية في الواقع.

ولقد جاءت الأدلة قاطعة للجدال في هذه المسألة

قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.

وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ}.

 جاء في صحيح الإمام مسلم: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي.

ورد عن أبي بردة، عن أبيه قال: كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم، رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان يقول لهم: «يهديكم الله ويصلح بالكم».

وجاء عند البيهقي بلفظ: اجتمع المسلمون واليهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشمته الفريقان جميعا، فقال للمسلمين: «يغفر الله لكم، ويرحمنا الله وإياكم» وقال لليهود: «يهديكم الله، ويصلح بالكم».

– هل بعد حكم الله حكم؟

– هل بعد بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان؟!

العجيب أن مجرمي العالم لم يرحموا كفار الدنيا ولا المسلمين في الدنيا

..

فكم من حروب ظالمة اشعلوها إرضاء لأهوائهم؟

وكم من بنوك للربا أسسوها لسرقة دماء البشرية مسلمين أو كفار؟

وكم أسسوا مؤسسات لرعاية الفشل والعجز عن حل المشاكل وجعلوا العالم يدور في قوانيين مفصلة لرعاية أهواء سدنة العلمانية المعاصرة؟

ثم بعد ذلك يريدون من المسلمين إعطاء صك دخول الجنة لمجرد مفاهيم علمانية تغريبية شيطانية عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان.

يا عقلاء الأرض:

هل طلب المسلمون من النصارى واليهود تغيير أصول عقيدتهم المحرفة التي تمنع المسلمين من دخول الملكوت كما يزعمون او يكتبون تحريفا في كتبهم؟!

يا أصحاب العقول أينما كانوا:

إن التزام علماء الإسلام بقواعد عقيدتهم بعدم الدعاء بالرحمة لغير المسلم سواء كان «نصرانيا» أو «يهوديا» أو «ملحدا» أو «رافضيا طعانا» في الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ليس إعلانا لظلمهم أو إعلانا للحرب عليهم بطريقة عشوائية بل صيانة لخصوصية الدين والتزاما بقداسة النصوص الشرعية التي هي رحمة تدعوا غير المسلمين للتفكير في حقيقة التوحيد الذي هو قاعدة الرحمة وأصل تنزلها على المسلمين في الدنيا والآخرة؟

وأخيرا

العالم به خمس مليار نسمة غير مسلمين، الذين يشكلون 2 مليار مسلم.

لماذا يصرون على تحريف عقيدتنا من أجل عقيدتهم الفاسدة؟

ألم يكفيكم فساد قلوبكم وطغيانكم حتى تتمنوا تحريف فتاوى الإسلام من أجل إرضاء عقولكم؟

إنهم لا يريدون إلا عقيدة المسلمين

إنهم يريدون تزوير جغرافيا العقل والفهم والدين في عقول شبابنا حتى تتربى الأجيال على فتاوى ماسخة لعقيدة الولاء والبراء ومن ثم تسهل معارك جغرافيا الأرض عليهم فانتصارات المسلمين تابعة لعقيدتهم الصحيحة وهزيمتهم نتيجة لعلمانيتهم أو خلط المفاهيم وجعل الدين أشبه بطبق الكشري الذي يجمع بين المتقابلات وهذا من المستحيلات عند ابناء الاسلام والسنة حملة منهج سلف الأمة الرشيد.

Please follow and like us:
عبد المنعم إسماعيل
كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب