عبد المنعم إسماعيل يكتب: هذا هو الطريق.. قراءة لمشهد الشهيد الساجد طعيمة
الصراع مع الجاهلية المعاصرة يعتبر صراعا وجوديا صفريا فالساحة والزمان والمكان لا يقبل وجود النقيضين فالمعادلة واضحة المعالم والمفاصلة مع الجاهلية المعاصرة التي جمعت كل براثن الجاهليات الماضية التي نجح الإسلام والأمة الإسلامية بكسرها وإزالة هيبتها في القرون الأولى والوسطى لهذه الأمة العربية والإسلامية وهنا سؤال ما الذي حدث لكي تصل فاشية الجاهلية المعاصرة إلى هذه الصورة البالية المنتكسة؟
من حكمة الله رب العالمين أن هذا الدين وهذه الأمة لا تتمدد ولا يعلوا ذكرها الا بالجهاد وان هذا المنهج لا يثمر في الواقع إلا إذا اختلطت الكلمات بدماء الصدق لمن يحملها أو يدافع عنها لذا جعل الله في كل زمان ورثة للحق وكيانات تعيش من أجل الباطل الهالك أو المتجدد لحكمة يعلمها الله رب العالمين ومنها استخراج عبودية خلوة قلوب المجاهدين بالحق ورسم الطريق للقادمين على الدرب فيكونوا على بينة من طبيعة المشهد وطبيعة الخصوم وطبيعة التضحية المنتظرة.
يعلوا الحق بمن طلبه متجردا وتسموا النفوس التي خلت من الدنيا والهوى وهي مقبلة ويسكن القلب والعقل حين يدرك كمال الاسماء الحسنى والصفات العلى لله رب العالمين سبحانه.
يقبل المسلم على التضحية والفداء محبا للعطاء وحريصا على الشهادة في سبيل الله أكثر مليار مرة من حرص كلاب الدنيا على حراسة أصنامهم المتجددة توازيا مع الهوس النفسي والهوى القلبي وران جاهلية الغرب الساعية إلى فرض ثقافة ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.
إن الشهيد المسلم القسامي الذي ارتقى ساجدا ليرسم الطريق للأجيال القادمة ويضع معالم حقيقة الدنيا التي تدعمها جاهليات الأرض لتكون وجهة القلوب في الواقع المعاصر ولكن كانت سجدة الشهيد أبو طعيمة فارقة في الحسم والعزم بكسر أصنام جاهلية الواقع العلمانية في ظاهرها والصهيونية والصليبية في باطنها والباطنية في وسيلتها والابليسية في غايتها وهذا من توفيق الله رب العالمين للشهيد الحي المبارك رحمه الله.
هذا هو الطريق فلا نجاح لحفلات المسخ العقدي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي في عقول الأجيال المعاصرة.
لقد سقطت مع دماء الشهيد الفلسطيني المسلم كل حيل وأكاذيب الجاهلية المعاصرة المتدثرة برداء أكاذيب الحضارة المزعومة.
لقد زالت كل اكاذيب الحضارة الغربية أمام ثبات المسلم المجاهد الفلسطيني المدافع عن دينه وأرضه ومقدسات المسلمين.
إن ثبات المجاهد المسلم في غزة والعراق والشام واليمن والشيشان وبلاد إيران المحتلة وبلاد كشمير وبورما والافغان ثبات مصحوب بتوفيق الله رب العالمين سبحانه.
لقد وفق الله الشباب الفلسطيني ليعلنوا بكل وضوح هزيمة الأفكار التغريبية التي يسعى إلى ترسيخها رموز العلمانية الفاشية في بلاد العرب.
لقد ظهر السبيل تحت اقدام العبد المسلم الساجد لله رب العالمين سبحانه حين اختلطت دمائه بأرض الله رب العالمين ليرتق ويهلك قاتليه بجاهليتهم ويعلوا محبيه وتابعيه بعقيدتهم.