أقلام حرة

عبد المنعم إسماعيل يكتب: واقعنا المعاصر.. بين مراد ترامب ومراد الله

الغرب يريد جماهير الأمة عامة والقادة خاصة ينظرون الى الأمور بميزان القوة الدنيوية بعيدا عن الحسابات والسنن الربانية الحاكمة لحقيقة التدافع بين الإسلام وكل جاهليات الأرض عامة وأهل الغضب والضلال خاصة.

ترامب طاغية البيت الأبيض يريد أن يوهم نفسه تمام الوهم أنه يستطيع التلاعب بجغرافيا بلاد العرب والمسلمين كما يريد هواه الجاهلي بعد نجاحه في إقصاء علماء السنة والسلفية عن مشهد الإصلاح الشامل داخل أمة الإسلام عامة وبلاد العرب خاصة.

ترامب يريد بناء جيل ممسوخ الهمة والكرامة يرقص خلف ملاعب الكرة مع تجاهله لقضايا الأمة المفصلية.

ترامب يريد نسخة من الدعاة تشبه الحسون مفتي البراميل ودعاة السوء الذين يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي فلا تحركهم ثوابت عقدية ولا موروث تاريخي ولا كوارث الصهيونية والصليبية والصفوية في بلاد العرب والمسلمين.

ترامب يريد تربية جيل من أطفال المسلمين ينفصلون عن دينهم منذ نشأتهم حتى يسهل على العلمانية تغيير معالم الحق الإسلامي في الأرض كل الأرض لأن المسلم يتعامل مع الأرض على أساس وعد الله بالتمكين له فيها رغم انف الجاهلية وعملائها المهزومين نفسيا وعقديا.

ترامب يريد بناء عقول في الأمة منفصلة عن التاريخ الإسلامي العظيم الذي كتب صفحاته العظيمة الصحابة رضوان الله عليهم ثم التابعين منهم محمد بن إبراهيم الثقفي الذي فتح الهند بعد القادسية الأولى وطارق بن زياد والب أرسلان ومحمد الفاتح وصلاح الدين الايوبي وشامل باسييف وخطاب وعز الدين القسام وجنود حرب العاشر من رمضان الذين كسروا كبرياء الصهيونية في قمة كبريائها ووقوف الغرب معها ويريد جيل لا يشبه جيش الفتح الثاني لدمشق بإزالة بشار الطاغية ترامب يريد جيل صوفي قبوري ممسوخ العقيدة الصحيحة يرقص مع الشيعة ويطوف حول قصور البيت الأبيض مع النصارى واليهود.

الغرب يدرك تمام الإدراك أن وعلى يقين كامل أن المستقبل لهذا الإسلام العظيم وان أهل السنة والجماعة هم وقود الأمة الخيرية ومنبع القادة الفاتحين وحصاد تربية الخلفاء الراشدين لذا الحرب العالمية تستهدف غربة أهل السنة والجماعة وتفكيك الجغرافيا التي تجمعهم ليسهل على شياطين الغرب. تمرير مخططات التقسيم الخادم لبني صهيون.

الله عز وجل له إرادة ربانية ماضية وحقيقة كونية حتما ظاهرة على الدين كله ولو كره الكافرون الجاهليون فوق كل ارض وتحت كل سماء وصدق الله إذ قال: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}. سورة الإسراء.

فقدر الله في الباطل هو النهاية بعد العجز والفشل وذهاب الريح ولكنه لحكمة يعلمها رب العالمين سبحانه يقدر له مرحلة من مراحل العلو الظاهر في الدنيا ليكون سببا في تغير مفاهيم من لم يدخل الايمان الراسخ قلوبهم ولم يلامس اليقين شغف نفوسهم ومن هنا كان العلو الاستدراجي لأهل الجاهلية ومن سقط في تيه نفوسهم.

إن إرادة الله في إحقاق الحق وابطال الباطل لم ولن يعلوها إرادة وصدق الله عز وجل إذ قال: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}. سورة الأنفال.

فالإرادة الربانية في إحقاق الحق وابطال الباطل قضية منتهية قطع الحكم فيها رب العالمين سبحانه وتعالى فلم ولن تتغير ولا تتبدل والحكمة الربانية قد تقضي في تأخير الاظهار الرباني لهذه السنة في زمان معين أو مكان معين لحكم يعلمها رب العالمين خاصة إذا اختلط الحق بأهواء من يحمله أو تعلق الباطل ببعض أدوات الحق التي فقدها.

عن تَميم الداري رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَيَبْلُغَنَّ ‌هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الكُفْرَ».

فلا بقاء لقوة أمريكا ولا استمرار لبطش اليهود والصهيونية في إسرائيل المحتلة للأرض المقدسة ولا نجاح لمخطط التغريب الذي يرعاه سدنة العلمانية في بلاد العرب مهما بذلوا من مشاريع لصرف الناس عن دينهم فالدين والحق والسنة وأهل السنة ومحبة الصحابة رضوان الله عليهم قدر الله الذي لا يتغير مهما اجتمع على أهل الإسلام من بأقطارها أصحاب الجحيم ومن سار في ركابهم وطغيانهم.

كن على يقين من نصر الله وامضي ولا تلتفت لإرجاف المرجفين ولا تتعجل استعجال الكارثيين الذين يحسنون صناعة الكوارث وهجر منهجية المواجهة وربانية التوافق مع السنن الربانية الحاكمة.

عاد الشام بعد ستين عام من الطغيان الباطني سليل اليهودية العقدية وسوف يعود العراق واليمن بعد مكر شياطين الخمينية وسوف تبقى القاهرة شامخة بالإسلام والسنة والصحابة والتاريخ في وجه مشاريع ترامب كما وقفت في وجه مشاريع المغول والصليبيين ولن تتغير بوصلة الإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة مهما سعى شياطين البيت الأبيض وغربان التدليس العقدي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في مؤتمرات التنكيس العقدي أو التغيير العقلي أو التلبيس الفكري.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى