لا ادري كيف تخرج الأمة من تيه الأحادية الفكرية التي ضربت عقول الجميع فمن طالب علم متعصب لشيخ محدد أو مجموعة علمية محددة وكأن الأمة محصورة فيها إلى شاب ينظر إلى الأمة العربية والإسلامية من خلال جماعة أو مذهب فكري سياسي معاصر أو طريقة بدعية محدثة أو حزب سياسي يتعامل معه وكأنه يتعامل مع المبشرين بالجنة فإذا ذهبوا يمينا اغلق عقله وسار خلفهم بلا تفكير أو حرية نقد مما وضع الأجيال بين ثنائيات فكرية جهنمية ولا نقول جاهلية منعا للصراع حول المفردات مع إيماننا أن مصطلح الجاهلية المعاصرة يصرف على كل ما ليس من حكم الله أو شرعه المنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل توجد جماعة فكرية معاصرة قادرة على احتواء عقول الأمة العربية والإسلامية في المنظومة الفكرية والثقافية الخاصة بها ؟
هل يمكن أن تتصدر قيادة الأمة جماعة متعصبة لموروثها الفكري والسياسي والاجتماعي مع عجزها عن تصفير وتجفيف الخلاف المجتمعي الموروث والمصنوع؟
هل من العقل تطبيق النظرية الصفرية بين أبناء الأسرة والعائلة والقرية والمدينة والدولة والأمة العربية والإسلامية ؟
إن لم نتوافق ونتعاون تعبدا لله رب العالمين أو نتعايش سويا في المشتركات الفكرية فيما بيننا فعل تسطيع طرف الخلاص من كل الخصوم الفكريين الموجودين ؟
هل من المنطق أن تصبح الأمة العربية والإسلامية على منهجية واحدة مثل زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
هل من المنطق المقبول أن تكرر الأمة العربية والإسلامية مرحلة الخلافة الراشدة في زمن الصديق والفاروق وعمر وعثمان وعلي والحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين ؟
لماذا لا تهتم الأجيال المعاصرة الا بالوقوف على نقاط الخلاف والطعن والاسقاط للعلماء والدعاة والمفكرين والساسة ؟
متى تفهم الأجيال المعاصرة أن مصطلح الأمة الإسلامية مصطلح جامع مانع واسع يسع الأمة كخير أمة أخرجت للناس وفي نفس الوقت يسع الأمة الإسلامية بكل رعاياها حتى ولو كانوا غير مسلمين ؟
هل من الاستقامة الفكرية والثقافية والعقدية الموجودة والمطلوبة أن نوهم الأجيال بأهمية جعل الناس رؤية واحدة أين حكمة التقدير الرباني في التنوع والخلاف والنزاع والاعتصام ثم ذهاب الريح للجميع ؟
ماذا تستفيد قضايا الأمة العربية والإسلامية من حالة النزاع والصراع المشتعل بين أبناء الأمة نتيجة لتعدد الرؤى السياسية أو المذاهب الفكرية الموجودة على الساحة ؟
هل من الفقه أن يستدعي العوام والشباب ضحايا الفراغ البعيدين عن رؤية أهل العلم والفضل إلى نفق الصفرية المدمر للجميع ؟
من للأمة إذا تم اسقاط معظم العلماء والدعاة لمجرد الخلاف مع الجماهير في قضية سياسية معاصرة ؟
نبحث عن قائد يقرأ التاريخ ويعيش الواقع ويصون الأمة في المستقبل بعيدا عن أدبيات التعصب للجماعات والأحزاب والطرق البدعية أو الجمعيات العلمانية والفكرية
ندرك ونفهم ونعتقد أهمية مواجهة الباطل لكن يجب أن يكون هذا الإدراك موازيا لحجم التحديات التي تواجه الأمة
خصوم الاعتصام :
هم رموز التعصب الفكري للكيانات التي نتجت في الأمة زمن الاستضعاف حتى تعامل ضحاياها على اساس أنها الأمة ( الجزئية ) البديلة عن كيان الأمة الجامع وهذا هو نفسه مخطط التقزيم التي صنعته بريطانيا واوروبا زمن الاستعمار حين حرصت على إقامة كيان الجامعة العربية لتعطيل فكرة الجامعة الإسلامية بهدف وضع معوقات داخل كيان الأمة مثل وجود الأكراد أو البربر أو النوبة أو الامازيغ أو خلافه من القوميات ثم ذهب الغرب لصناعة جماعات أو دعمها لتصبح موازية لكيان الدولة أو المملكة أو الإمارة والهدف ليس حرية الجماعات أو حرية الوطن بل المقصود أعمق واخطر وهو صناعة كيان موازي داخل الدولة لتصبح الدول تدار من خلال كيانين كيان الدولة وكيان الحزب أو الجماعة أو الطريقة أو مكتب الاضلال الخميني أو العلماني أو الطائفي المدمر .
أهل الإسلام والسنة والجماعة في مهمة مقدسة في إصلاح الواقع المعاصر لأنهم حينما يتكلمون عن أهمية الكيان الجامع للأمة لا يهدفون تشويه وهدم المكونات الجزئية لهذه الأمة فما من أمة الا وتتكون كم أسرة وعائلة وقبيلة ثم قريةثم مدينة ثم مجموعة كيانات مشابهة ومن ثم الدولة أو الأمة الجامعة للجميع تحت راية الإسلام والسنة والأمة المشكلة الكبيرة جدا أن ضحايا التفرق والاختلاف والتعصب يظنون أن كل نصيحة تسعى نحو إصلاح واقعهم الفكري هو خصومة عقدية أو فكرية معهم ومن ثم يعلنون العداء لكل مخالف للجماعة أو الحزب أو الكيان لأنهم عقدوا الفهم والقلب على الربط بين الإسلام والكيان الخاص بهم ولو على حساب الكيان العام الجامع الامة سواء كان إسلاميا أو علمانيا وهنا مكمن الخطر وصناعة المعوقات والصعوبات أمام الاعتصام .
متى تفهم الأجيال أن الأحزاب السياسية والجماعات الفكرية وسيلة وليست غاية لها مهمة إصلاحية لخدمة الأمة أو الدولة وليست المراد هو تحويلها إلى وطن بديل لكل عقل منحرف لانه مكن ميلاد وصناعة فكر التكفير والانحراف العقدي والفكري المنهجي ومنه يتم شرعنة التضليل للآخر ومكن التفرق الصفري الغير محمود .
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ومن ثم الإسلام والسنة ومنهج الصحابة رضوان الله عليهم هم طريق الصلاح والإصلاح والتغيير للفرد والوطن والأمة وكل سبيل لا يبدأ من التوزي معهم فهو استهلاك عشوائي والله المستعان.