مقالات

عبد المنعم منيب يكتب: اغتيال هنية وتفاصيل مؤامرة أمريكية شيعة صهيونية

الفيس بوك حذف لي منشور عن المباحثات السرية بين إيران وأمريكا بشأن الضربة القادمة ضد إسرائيل كرد على اغتيال الشهيد بإذن الله إسماعيل هنية رحمه الله تعالى مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة وكامل فلسطين المحتلة ولبنان، وأتت لي رسالة من الفيس بوك يتهمني بانتهاك الأمن السيبراني بمحاولة الوصول لبيانات شخص بإذن أو بدون إذن أو التصيد الاحتيالي للحصول على معلومات تسجيل دخول أحد، وأخبرتني الرسالة أنه تم تقييد حسابي عن بعض المهام لكن استمر حسابي موجودا على الفيس بوك مع التحذير بإيقافه تماما اذا تكرر الخرق، فما هي علاقة التقرير الذي  نشرته بهذا الكلام الفارغ، وعلى كل حال فإليكم نص التقرير لتحكموا بأنفسكم على كون الفيس بوك صهيوني ويمارس ديكتاتورية واستبداد سيبراني ضد العرب و المسلمين وكل من يعارض الهيمنة الصهيونية على العالم.

نص منشور حذفه الفيس بوك

ذهب مؤخرا وفد سري أمريكي الى إيران في إطار وساطة عمانية، ووصل الوفد إيران بطائرة خاصه انطلقت من تركيا، وطلب الوفد من إيران عدم التصعيد في المنطقة لأن نتنياهو له خطة عرضها على اللوبيات الصهيونية في أمريكا أثناء زيارته الأخيرة وأخذ الموافقة منهم عليها بينما الإدارة الامريكية لا توافق عليها وأكدوا لإيران أن التصعيد الشامل في المنطقة يخدم خطط نتنياهو بينما يضر بمصالح المنطقة ولا تريده أمريكا.

الامريكان أوضحوا لإيران جزء من خطة (نتنياهو) للمنطقة وهي:

حرب كبرى بالمنطقة لا تعني فقط إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران وحلفائها بل توريط كل دول المنطقة ومن بينها الدول العربية والخليجية وتركيا ودول إفريقية ثم في النهاية اخضاع الجميع لتسوية بشروط وهيمنة اسرائيل.

وتشمل هذه الحرب تدمير كل البنى التحتية لدول المنطقة قبل الوصول إلى تسوية شاملة وبعدها تستفيد الشركات الأميركية من عملية إعادة الإعمار الكبيرة، بالإضافة إلى إمكانية إجبار إيران على الخضوع للإرادة الأميركية أو يتم مسحها من الوجود باستخدام القوة الامريكية والإسرائيلية المشتركة.

الوفد الأمريكي قدم لإيران عدة حوافز لتستجيب للرغبة الأمريكية بالتهدئة وجاءت كالتالي:

(*) سلم الوفد لإيران قائمة بأسماء عملاء الموساد الذين اغتالوا هنية وفعلا اعتقلت إيران اكثر من 30 من كبار المسئولين الإيرانيين الأمنيين و50 اجنبي.

(*) أمريكا مستعدة للرجوع للاتفاق النووي مع إيران قبل الانتخابات الامريكية.

(*) أمريكا مستعدة لرفع جزء معتبر من العقوبات الاقتصادية فورا عن إيران إذا تمت الصفقة.

يوافق الأمريكان على أن توجه إيران ضربة ضد إسرائيل لحفظ ماء الوجه لكن وضعت خطوط حمراء حول هذه الضربة وهي:

(1) عدم سقوط ضحايا مدنيين في إسرائيل.

(2) عدم استهداف منشآت مدنية في إسرائيل.

(3) تكون الأهداف عسكرية فقط في إسرائيل.

(4) لا تكون الضربة مستمرة على إسرائيل بل ضربة واحدة.

(5) لا تكون الهجمة إقليمية على إسرائيل، بهدف تدمير كبير فيها، بل تكون المشاركة الإقليمية رمزية.

الإيرانيون رفضوا الرد على هذا العرض الأمريكي وقالوا لهم سنبحث الأمر ونعرضه على القائد الأعلى ثم نرد عليكم في وقت لاحق، كما رفض الإيرانيون أن يعطوا أي معلومات عن خططهم أو نيتهم الآن.

إلى هنا انتهى هذا التلخيص الذي لخصته من تقرير نشرته جريدة الجريدة الكويتية نقلا عن مصدر أمني إيراني دون نشر اسمه، لكن حذف الفيس بوك هذا المنشور يدل على الحالة المزرية التي وصلنا لها كمسلمين لدرجة أننا حتى لا يمكننا فتح فمنا في الفضاء الالكتروني إلا وفقا للقيود والخطوط الحمراء التي تفرضها المنظومة الصهيوصليبية على العالم كله منذ أكثر من 300 عاما، وحتى عندما لاح في الأفق فرص جديدة يتيحها لنا الانترنت للتحرر ولو قليلا من هيمنة هذه المنظومة فإن هذه المنظومة الصهيوصليبية سارعت بالهيمنة أكثر وأكثر على الانترنت لا سيما مع استخدامها القدرات المذهلة لنماذج الذكاء الاصطناعي، وقد يسأل سائل لماذا تقول هذا فأنت تنشر مقالك على موقعك الالكتروني كما أن اصل التقرير نشرته الجريدة الكويتية على موقعها الالكتروني والاجابة هي أن هناك فرق فموقعي وموقع الجريدة يدخل اليه عشرات الآلاف فقط لكن مواقع السوشيل ميديا واولها الفيس بوك يدخلها مليارات الزوار فهي اكثر ذيوعا وانتشارا ومن ثم تأثير بالغ وواسع.

ولقد كنت قرأت منذ عدة أيام أن موقع انستجرام حظر كل التعازي في الشهيد بإذن الله إسماعيل هنية فردت تركيا على ذلك بحظر موقع انستجرام داخل تركيا اما الفيس بوك فحظر فيديو لوزارة الشئون الدينية التركية حول نفس الموضوع، ومن ناحية أخرى فإن متجر جوجل و متجر أبل قد حظرا جروبات المقاومة الفلسطينية من على تطبيق تليجرام، وهذا التطبيق يكاد يكون الوحيد الذي مازال بعيدا عن أيدي المنظومة الصهيوصليبية المهيمنة على العالم فصار لكي تفتح جروبات المقاومة الفلسطينية يتحتم عليك أولا أن تفتح تليجرام من موقع شركته الأصلية (صاحبها روسي مقيم في سويسرا).

إن خطورة مسألة متجر جوجل ومتجر أبل أن أكثر من 90% من مرتادي الانترنت في العالم كله الآن يرتادونه عبر الموبايل.

إن أمتنا تحتاج فورا أن أصحاب الأموال المسلمين يمولوا بدائل لكل من فيسبوك وجوجل واندرويد وتويتر وواتس آب (ونؤجل أبل لأن صنع بديل له حاليا ربما صعب).

 ووالله لو فعلوا هذا فإنهم سيكسرون منظومة الهيمنة الصهيوصليبية وسينالون ثواب هذا من الله تعالى إن شاء الله، كما إنهم أيضا سيكسبون أموالا طائلة من هذا العمل لكن المشكلة أن أكثرهم إما غافلون وإما يتصدقون بعشرات الملايين يوميا على رموز دجالة تزعم العمل للإسلام بينما بعضهم الإسلام منهم براء، وبعضهم الآخر صادقون لكنهم يخبطون خبط عشواء.

عبد المنعم منيب

‏كاتب إسلامي وباحث سياسي‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى