عبد المنعم منيب يكتب: الحرب بين الهند وباكستان.. مع من يجب أن نقف؟

يبدو الآن أن ما أعلنته باكستان من إسقاط 5 طائرات حربية هندية بالإضافة لمسيرة حربية هندية هو خبر صحيح، وهي 3 طائرات رافال وواحدة ميج 29 وثانية سو 30 بالإضافة الى مسيرة حربية هندية، وإسقاط ٢٥ مسيرة، صناعة (إسرائيلية)!!
الرافال من أقوى الطائرات الحربية متعددة المهام في العالم، ولا يكاد يتفوق عليها سوى اف35 وإف22 فقط، ولكن يبدو أن هناك صاروخا صينيا متفوق للغاية استعملوه لإسقاطها، خاصة انهم ضربوا هذه الطائرات من داخل باكستان وهي تحلق في سماء الهند لم تخرج من الحدود الهندية، فكانت مباغتة رائعة طبعا، والأمر لم يتوقف على الرافال بل اسقطت باكستان طائرة ميج 29 وثانية سو 30، وكلاهما أحدث ما تملكه ترسانة روسيا من الطائرات الحربية.
طبعا بسطاء المسلمين (وربما بتوجيه مباشر أو غير مباشر من ذباب أجهزة إسرائيل والهند والإمارات والممالك إياها) بدأوا الحملة التي تخدم أهداف الهند وتخصم من قوة باكستان وهي:
((يا أخوة لا تنخدعوا بهذه الحرب فهي ليست بين الإسلام والكفر بل الحكم الباكستاني مرتد وهو علماني وملتزم بالنظام الدولي والقانون الدولي والمجاهدون في باكستان يجاهدون هناك لإسقاط النظام الباكستاني فلا تغتروا بما يجري.. الخ))..انتهى.
وهؤلاء فوق كونهم موجهين أو غير موجهين من الأجهزة إياها، فهم لو افترضنا صدقهم فهم في أحسن الأحوال عقلهم وطريقة تفكيرهم ومستوى فهمهم لتعاليم الإسلام وشرعته في نفس مستوى ذي الخويصرة، ذلك الرجل التميمي الذي قال لسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله سلم: «اتق الله يا محمد واعدل فإنك لا تعطينا من مال أمك وابيك»، وفي رواية زيادة بلفظ «إن هذه القسمة لم يُرد بها وجه الله»..، وهم أيضا مثل الآلاف الذين كفروا سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن معه من آلاف من كبار صحابة النبي محمد صلى الله عليه وآله سلم تحت شعار (يُحًكّم الرجال.. لا حكم الا لله).
هؤلاء لو كانوا مخلصين لله تعالى فعليهم أن يعرفوا أن مستوى فقههم الشرعي والسياسي أضعف من أن يتكلموا ويعلموا ويجهوا الجمهور، بل وبعضهم مهما تعلموا فلن يعي عقلهم مشكلات السياسة المعاصرة المعقدة، لا سيما من منظور فقه السياسة الشرعية المعاصرة، فليلزموا العبادات والتقرب إلى الله بالذكر والدعاء والصيام والقيام ويقلعوا عن السعي لتنصيب أنفسهم موجهين فكريين وسياسيين، لأنهم يضرون أنفسهم ويفسدون آخرتهم بهذا السعي الخاطئ.
ولقد كتبت لأحدهم:
«يا اخي ألا تفقه قوله تعالى {غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)}
يا أخي تفقه أولا في دلالات هذه الآيات السياسية.. سبحان الله يا أخي تعلم قبل أن تتكلم».
فرد بالكلام المعهود: «التمسك بالعقيدة وكذا.. الخ».
فرددت عليه:
«هل أنت تمسكك بالعقيدة أقوى وأصلب من عقيدة صحابة المرحلة المكية عندما تمنوا انتصار الروم عبدة الصليب على الفرس، وأيد الله من فوق سبع سماوات هذه الأمنية وبشرهم بتحقيقها وموعد تحققها؟؟!! أمرك عجيب جدا.. يا أخي اهدأ وتفقه في الإسلام أولا وتذكر قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) سورة ق آية 18.»
على العموم فحالنا هو فوضى فكرية وعلمية ساعد عليها الفراغ الشامل وعززها الإمكانات والموارد المجانية والسهلة التي تتيحها السوشيال ميديا والانترنت ولله در الشاعر عندما قال:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
إذا تولى سراة الناس أمرهم
نما على ذاك أمر القوم وازدادوا
اللهم بلغت اللهم فاشهد.