حماة، تلك المدينة العريقة التي تتوسط خريطة سوريا، هي نبض في قلب الصراع ومفتاح لموازين القوى،
وذلك لأن موقعها الجغرافي مهم حيوي، فهي تقف على تقاطع الطرق بين الجنوب والشمال، وبين دمشق العاصمة والساحل العصي.
على أرضها يمتد الطريق الدولي M5، شريان الحياة الذي يصل العاصمة بالمدن الساحلية ومناطق الشمال،
مما يجعل السيطرة عليه ورقة حاسمة في أي معركة تخاض على الأرض السورية.
ليس هذا فحسب، بل تحتضن حماة بين جنباتها مطارها العسكري الشهير، تلك القلعة الحصينة التي تنطلق منها الطائرات وتحمل ذخائر الموت،
لقد أصبح المطار مخزنًا استراتيجيًا للعتاد والأسلحة، ومنه تُدار العمليات المشتركة بين قوات النظام وحلفائه من الإيرانيين ومقاتلي الحزب اللبناني،
ليضفي على المدينة بعدًا إقليميًا في خضم هذا الصراع المحتدم.
حماة ليست فقط في قلب الجغرافيا، بل هي بوابة الدخول إلى حمص، مركز ثقل النظام، والعقدة التي تربط دمشق بساحلها، حيث يتعانق البحر والجبل.
إن وقوع حماة في قبضة قوى الثورة يعني إضعاف قبضة النظام، وفتح الطريق نحو معاقل ساحلٍ يستمد منه ثقله السكاني والعسكري،
في حماة تختلط حكايات التاريخ بواقع الصراع، وتتشابك خيوط الماضي مع أحلام المستقبل. إنها بوابة صراع الإرادات،
حيث تكتب فصول جديدة من ملحمة الثورة السورية.