علاء أبو بكر يكتب: صرخات الألم ونداء المنكوبين.. متى ينتهي جرح السودان؟
بداية الأزمة وتصاعد الصراع
بدأت مأساة السودان الأخيرة في 15 أبريل 2023، عندما اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لتسجل بداية حرب ضروس أدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث للسودان في صراع دموي يعصف بالبلاد، يحرق الأرض، ويفزع أرواح الملايين.
قتلى وجرحى في كل زاوية
مع الوقت تحول القتال في السودان إلى دمار شامل، حيث تتحول المدن إلى ساحات قتال، والبيوت الآمنة إلى ركام، وتشهد الأحياء الآن الأطلال التي تروي قصص الألم والمعاناة نتيجة تزايد حصيلة القتلى والجرحى في المستشفيات، قد بلغ عدد القتلى أكثر من 15 ألف قتيل، إضافة لإصابة نحو 33 ألف جريح آخرين يتألمون في انتظار العلاج.
ضحايا الأطفال وأزمة النزوح
-يتحمل الأطفال العبء الأكبر من المأساة، حيث قتل حتى الآن أكثر من 2000 طفل، ويعاني آلاف آخرون من جروح لن تندمل بسهولة، مع اتساع حالات التشريد، الناتج عن حصول أزمة نزوح ضخمة، أجبرت أكثر من 1.5 مليون شخص على مغادرة منازلهم.
معاناة في غابات إثيوبيا وعلى حدود تشاد
وتتسع معاناة السودانيين لتشمل الفارين إلى غابات إثيوبيا واللاجئين على حدود تشاد والذين يكافحون من أجل البقاء في البراري الوعرة، بعيدين عن وطنهم وأحبائهم، والذين يعانون من الانتهاكات اليومية قد قُطعت بهم السبل، وحصروا في غابات موحشة، يتهددهم الخطف الدائم والعدوان المستمر.
هجمات وحشية على المشافي والمساجد
لم تسلم المشافي في كثير من الولايات من آثار الحرب، فتعرضت لشلل كامل نتيجة الهجمات الوحشية لقوات الدعم السريع، وفي قرية وادي النورة، حصدت نيران المليشيا الآثمة أرواح مئات الأبرياء، ودمرت بعض مساجد مدينة الفاشر باستخدام المتفجرات، مما يزيد من حجم المأساة ويعكس وحشية عدوان عصابات الدعم السريع.
تدمير الزراعة والتعليم
وفي ذات السياق يواجه التعليم خطر التدمير، حيث يتحول حلم الأطفال في التعلم إلى واقع بعيد المنال، بعدما تدمرت آلاف المدارس، وحرَم آلاف الأطفال من حقهم في التعليم إذ يواجه الجيل الجديد مستقبلاً غامضاً، كما تدمر قطاع الزراعة وتحولت الأراضي الخصبة إلى قاحلة تحرقها نيران الحرب ويهدد الجوع الأمن الغذائي للسودان وتطرق المجاعة أبواب الملايين.
أمل رغم الألم
ورغم كل الويلات والألم الشديد يستمر الأمل في قلوب السودانيين، مطالبين برد العدوان ليعود السلام إلى مدنهم، في بحث وسعي حثيث عن مستقبل أفضل، وسط جراح السودان النازفة، فمتى يُستجاب لهذا النداء الإغاثي ؟
ومتى ينقلب هذا الكابوس إلى فجر جديد ينعم فيه السودان بالأمان؟
اللهم رحماك بإخواننا في السودان فرج كربهم وانتقم ممن اعتدى عليهم وكف شره عن المسلمين.