بحوث ودراسات

على مائدة العلم والأدب: مصادر قديمة وجديدة في بيان البلاغة النبوية

محمد نعمان الدين الندوي

[هذا المقال مقدمة لباكورة تأليفاتي: «الروائع والبدائع في البيان النبوي»، الذي هو -في الأصل- رسالة كنت كتبتها لنيل شهادة: «الفضيلة» -من قسم الحديث الشريف- تحت إشراف فضيلة الشيخ واضح رشيد الحسني الندوي رحمه الله عميد كلية اللغة العربية بندوة العلماء سابقًا.

وقد صدر لهذا الكتاب ثلاث طبعات، طبعتان عن دار الصحوة بالقاهرة، (الأولى: ١٤١٧ھ – ١٩٩٦م، والثانية: ١٤١٩ھ – ١٩٩٨م).

 وطبعة عن دار الشهاب بدمشق، (١٤٢٠ھ – ١٩٩٩م).

والكتاب يزدان بمقدمة جليلة قيمة لسماحة الشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله، الذي يرجع إليه الفضل الأكبر -بعد الله- في طبع الكتاب وصدوره عن العاصمتين العربيتين، فما كان لطويلب مغمور خامل الذكر -مثلي- أن يطبع كتابه هناك، لو لم تشفع له مقدمة الشيخ الندوي رحمه الله وجزاه عني وعن سائر الأمة خير ما يجزي به عباده الصالحين.

والحمد لله رب العالمين].

* * *

الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، والصلاة والسلام على الرسول العربي سيدنا محمد، الذي أعطاه ربه مفاتيح البيان وأسلس له الكلام، وجعله خير من نطق بلسان العرب، وعلى آله وصحبه وسلم، ومن تبعهم بإحسان، وبعد.

فإن أعظم خريجي المدرسة البيانية القرآنية، محمد صلى الله عليه وسلم أعرب العرب وأفصحهم الذي تزخر أحاديثه الشريفة باللآلئ والدرر اليتيمة التي تضيء جيد البيان العربي، كما تتألق نورا وهدى، وتمثل أهم مصدر وأعظم منبع ـ بعد كتاب الله ـ للتشريع والأحكام.

من هنا.. تعد الأحاديث الشريفة – بعد كتاب الله ـ أهم المصادر الرئيسية وأجلها في اللغة والأدب، التي تغني أسلوب الأدباء والشعراء وتثرى فكرهم..، ولكن -مع ذلك- لم تلق النواحي الجمالية واللغوية والفنية والأدبية و البلاغية التي تزدان بها الأحاديث الشريفة عشر ما تستحقه من العناية والاهتمام بهذا الصدد، فقد تركزت العناية أساسا في المحافظة على الحديث الشريف، بحيث كان لعلم الرواية والاهتمام بالمتن والسند وما تبع ذلك، الحظُ الأوفر من عناية العلماء، فقد استنفد العلماء والمحدثون طاقاتهم ومواهبهم في بيان معاني الأحاديث النبوية الشريفة وشرح ألفاظها، وإيضاح غريبها، واستنباط المسائل والأحكام من نصوصها.

لماذا شُغل الناس عن البلاغة النبوية؟

فينشأ سؤال: ما الذي شغل الناس عن البلاغة النبوية؟

الجواب: شغلتهم عن ذلك، بلاغةُ القرآن الكريم، فقد أُخذوا ــ بحــق وجدارة – بإعجاز القرآن الكريم وبلاغته، وشغلهم كذلك عنها – البلاغةِ النبوية – الحديثُ الشريف نفسه، فقد انصرفوا كليًا إلى النظر في مكانته التشريعية، ولم يكتفوا بذلك.. بل زعم بعضهم أن الحديث لا يحتج به في اللغة، ومعلوم أن الحديث الشريف الذي صلح أن يكون دعامة أساسية في الدين والشريعة، يصلح بنفسه أن يكون منارا أعلى يهتدى به في الأدب والبلاغة.

ولئن عذرنا القوم على انصرافهم بإعجاز القرآن عن بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنى لهم العذر وقد صرفهم فقه الحديث عن أدب الحديث.

 بعض المحاولات القديمة في العناية بالناحية البلاغية في الحديث الشريف:

على أننا نجد بعض المحاولات في هذا الصدد في مكتبة الحديث الشريف القديمة، فجزى الله سبحانه العلامة بدر الدين العيني الحنفي شارح صحيح البخاري الذي اعتنى في كتابه: «عمدة القاري» بالناحية البلاغية للحديث الشريف اعتناء يذكر، فقد أشار في غير قليل من الأحاديث الشريفة إلى نواحيها البلاغية والفنية مما تزدان بهما من استعارة أو جناس أو فن من فنون البيان أو علم البديع، فيقول مثلا -وهو يشير إلى مكانة الحديث-: (المسلم مــــن سلم المسلمون من لسانه ويده) البلاغية:

 «فيه من أنواع البديـــع تجـنيس الاشتقاق وهو أن يرجع اللفظان في الاشتقاق إلى أصل واحد، نحو قوله تعالى: {فأقم وجهك للدين القيم}، فإن [أقم] و[القيم] يرجعان في الاشتقاق إلى القيام».

(عمدة القاري: باب المسلم من سلم المسلمون إلخ).

وأظهر من ذلك ما قاله في شرح حديث: (بني الإسلام على خمس الخ):

« إنما طوى ذكر الفاعل لشهرته، وفيه الاستعارة بالكناية، لأنه شبه الإسلام بمبنى له دعائم فذكر المشبه وطوى ذكر المشبه به، وذكر ما هو من خواص المشبه به، وهو البناء، ويسمى هذا: [ترشيحية]، ويجوز أن يكون استعارة تمثيلية بأن تمثل حالة الإسلام مع أركانه الخمسة بحالة خباء أقيمت على خمس أعمدة، وقطبها الذي تدور عليه الأركان، هو شهادة أن لا إله إلا الله، وبقية شعب الإيمان كالأوتاد للخباء، ويجوز أن يكون استعارة تبعية بأن تقدر الاستعارة في [بني]، والقرينة: [الإسلام]، شبه ثبات الإسلام واستقامته على هذه الأركان بالخباء على الأعمدة الخمسة، ثم تسري الاستعارة من المصدر إلى الفعل، وقد علمت أن الاستعارة التبعية تسرى أولًا في المصادر ومتعلقات معاني الحروف، ثم تسري في الأفعال والصفات والحروف، والأظهر أن تكون استعارة مكنية بأن تكون الاستعارة في الإسلام، والقرينة: [بنى] على التخيل بأن شبه الإسلام بالبيت، ثم خيل كأنه بيت على المبالغة، ثم أطلق الإسلام على ذلك المخيل، ثم خيل له ما يلازم البيت المشبه من البناء، ثم أثبت له ما هو لازم البيت من البناء على الاستعارة التخييلية ثم نسب إليه ليكون قرينة من إرادة الحقيقة ». (انتهى كلام العيني).

(عمدة القارئ كتاب الإيمان – باب قول النبي: بني الإسلام على خمس).

ولعل صاحبنا هذا – العلامة العيني – فرد وحيد – عني بالحديث الشريف من هذه الناحية الفنية عناية لا يستهان بها ممن تناولوا الحديث الشريف شرحًا واستنباطًا وفقهًا من العلماء السلف، رحمهم الله جميعا.

وفي المكتبة القديمة الحديثية أو الأدبية – على غناها وغزارتها – لا نكاد نجد كتابا واحدا أفرد لبيان البلاغة النبوية، غير أننا نجد فيها بعض التعليقات -كذلك- على الأسلوب النبوي وخصائصه، وبعض الإشارات إلى المزايا الفنية للحديث الشريف بالمقارنة بينه وبين كلام الأدباء وأصحاب البيان والبلاغة، فمن ذلك ما جاء في (البيان والتبيين) للجاحظ في وصف الأسلوب النبوي، وهو أصل عظيم استند إليه أكثر من تصدوا لهذا الموضوع، ولعل الجاحظ أول من بحث في الأسلوب النبوي جملة مستدلًا و مستعينًا ببعض الإشارات التي جاءت على ألسنة بعض الصحابة حول المنطق النبوي ووصفه وصفًا دقيقًا…، كما ذكر نبذة من التعبيرات المبتكرة النبوية التي لم يسبق إليها منه صلى الله عليه وسلم، وكذلك ذكر طائفة مختارة من خطبه وأقواله الرائعة وأمثاله الحكيمة، ولم يقتصر على ذلك، بل وقارن بين الأدب النبوي وبين كلام بعض الشعراء، وأثبت فضل البيان النبوي على غيره، فيقول -مثلا-: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « الناس كلهم سواء كأسنان المشط»، وقال الشاعر:

سواء كأسنان الحمار فلا ترى

لذي شيبة منهم على ناشئ فضلا

وقال آخر:

شبابهم وشيبهم سواء

فهم في اللون أسنان الحمار

بعد ما ذكر الجاحظ قول النبي وقول الشاعر، يقول:

«وإذا حصلت تشبيه الشاعر وحقيقته وتشبيه النبي وحقيقته علمت أفضل ما بين الكلامين».

ومن المكتبة القديمة -كذلك- (الإعجاز والإيجاز) لأبي منصور الثعالبي الذي جمع فيه المؤلف نبذا مختارة من أحاديث الرسول، وهذه الأحاديث المختارة تزدان بالتشبيهات والتمثيلات والاستعارات والمطابقات والتجنيسات وروائع أقوال الرسول وحكمه من جوامع كلمه، ولم يتعرض المؤلف -الثعالبي- لشرح الأحاديث الشريفة شرحًا بلاغيًّا وفنيًّا إلا فيما يتعلق بالألفاظ من شرحها وحلها اللغوي.

ومنها كتاب:(المجتبى) لأبي بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزدي (ت ٣٢١ھ )، فإن هذا الكتاب مرجع هام يرجع إليه في معرفة المبتكرات النبوية من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر فيه المؤلف نحو خمسين حديثــــا مــــن أقواله التي لم ينطق بها أحد قبله غيره.

ومنها: (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) لضياء الدين ابن الأثير، فقد أشار فيه المؤلف إلى بعض الخصائص الفنية للحديث الشريف، فذكر -مثلا- بعض جوامع كلمه، وشرح مزاياها الأدبية وإعجازه صلى الله عليه وسلم – في ذلك، وأثبت بالمقارنة فضل الكلام النبوي وسموه على كلام غيره من حملة العلم والبيان.

 ومنها: (كتاب الصناعتين) لأبي هلال حسن بن عبد الله العسكري الذي تناول فيه بحث «التناسق الفني» في كلام رسول الله وشرح مزاياه.

وهناك كتب أخرى -لا نطيل بذكرها الكلام- في المكتبة الحديثية القديمة، تبحث في بعض المزايا الفنية للبيان النبوي، ولم تؤلَّف لذلك خاصة، بل تعرض له أصحابها تعرضا إكمالا للبحث وإتماما للفائدة أو في تعبير أصح: «كفائدة غير مقصودة» أو «هامشية».

 دراسات جديدة موضوعية:

وكتبت هذه السعادة الكبرى للمكتبة الحديثة أنها ازدانت بكتب ألفت في هذا الموضوع خاصة.. موضوع: «البلاغة النبوية» أو «الأدب النبوي». وإن الكتب التي ألفت خاصة -على حد معلوماتنا- لبيان الجمال الأدبي في الأحاديث النبوية كالآتي:

 (۱) روائع من أقوال الرسول للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني.

(۲) دراسة أدبية لأحاديث نبوية مختارة للدكتور كامل سلامة الدقس.

(۳) من روائع الأدب النبوي للدكتور كامل سلامة الدقس.

(٤) التصوير الفني في الحديث النبوي للدكتور محمد بن لطفي الصباغ.

(٥) من روائع البيان النبوي للدكتور مصطفى عبد الواحد.

 (٦) الحديث النبوي الشريف من الناحية البلاغية للدكتور كمال عز الدين.

إن هذه الكتب المذكورة ألفت خاصة في شرح المزايا البيانية والفنية والتصويرية والأدبية للحديث الشريف، فقد اختار مؤلفوها أحاديث نبوية، ثم تناولوها شرحاً فنيا وأدبيا، فجزاهم الله خير الجزاء.

وأحسن ما كتب – عندي – في هذا الموضوع إلى الآن: ما كتبه الأديب الكبير الأستاذ مصطفى صادق الرافعي في كتابه «إعجاز القرآن» وفي «تاريخ آداب العرب» (الجزء الثاني) تحت عنوان: «البلاغة النبوية»، فقد أفاض في الموضوع وأجاد ووفق في ذلك توفيقا عظيما، فذكر فيه العوامل التي أثرت في البيان النبوي، وبين خصائصه مع ذكر النماذج والأمثلة، وتسجيلا للواقع وإرجاعا للفضل إلى صاحبه.. أعترف بأني استفدت -في إعداد هذا الكتاب- استفادة أدين لها بفضل كبير لا يسعني إلا الإشادة به.

فإنه -بحث الرافعي- نفيس وهام وقيم جدا لا يعرف قيمته وأهميته إلا من قرأه قراءة واعية مقارنة مع الدراسات الأخرى في الموضوع.

ثم هناك مقالات وبحوث أخرى حول البيان النبوي، استفدت منها في تأليف هذا الكتاب. منها مقال سماحة شيخنا الأديب العلامة أبي الحسن على الحسني الندوي الذي نشر في جريدة «الضياء» في محرم ١٣٥١هـ ـ مايو (۱۹۳۲م) التي كانت تصدر عن ندوة العلماء.

ومنها مقال الأستاذ أحمد العناني الذي نشر في مجلة: «حضارة الإسلام» (شوال ١٤٠٠هـ – ١٩٨٠م) تحت عنوان: «حول الأدب النبوي».

ومنها مقدمة «مختارات من أدب العرب» لسماحة الشيخ الندوي.

 ومنها مقال الأستاذ منشاوي عثمان عبود الذي نشر في مجلة كلية اللغة العربية، الرياض (الجزء الثاني (۱۳۱۲ هـ – ۱۹۷۲م) تحت عنوان «الاحتجاج بالحديث في اللغة».

 ومنها مقال الأستاذ صبح السالم الذي نشر في مجلة «الوعي الإسلامي» (العدد ٧٦ غرة ربيع الآخر ۱۳۱۰هـ) تحت عنوان «البلاغة النبوية».

ومنها مقال الأستاذ محمد أبو شهبة الذي نشر – في حلقات – تحت عنوان: «صور مشرقة من البلاغة النبوية» في مجلة التضامن الإسلامي التي تصدر عن وزارة الحج الموقرة بمكة المكرمة.

ومنها مقال الأستاذ مصطفى صادق الرافعي تحت عنوان: «السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية» الذي بدأ به الجزء الثالث من كتابه القيم: «وحي القلم».

هذه كتب ودراسات ومقالات كتبت في بيان البلاغة النبوية، واطلعت عليها، ويمكن أن تكون هناك جهود أخرى بذلت بهذا الصدد، ولم أتمكن من الاطلاع عليها.

الحاجة إلى تأليف هذا الكتاب:

ومع هذه الجهود القيمة المشكورة، ومع الاعتراف بفضل أصحابها الذين وفقهم الله لسد فراغ كبير وقضاء دين عظيم في ناحية مهمة من نواحي خدمة حديث رسول الله، مع ذلك لا تزال الحاجة قائمة إلى المزيد من الدراسات الجادة في هذا الموضوع «المظلوم» الواسع الكبير، وطرقه بأساليب أخرى، ولفت الأنظار إلى جوانب جديدة من الجمال الفني والروعة البيانية والقيمة البلاغية والأدبية للحديث الشريف استئناسا بالكتابات القديمة المبعثرة -وما أقلها وما أصعب الوصول إليها- وبالدراسات والجهود الجديدة المبذولة في الموضوع.

فشعورًا بهذه الحاجة الكريمة، وقيامًا ببعض الواجب في هذا المجال ورغبةً في الحصول على شرف خدمة ناحية – لم تنل حظها من العناية والاهتمام ما يستحقه – من نواحي كلام رسول الله… جاءت هذه الدراسة، لعلها -كما تفضل سماحة الشيخ الندوي في تقديمه للكتاب-: «تثير أذواق المدرسين والدارسين على دراسة هذا الموضوع في إطار واسع وعلى مستوى علمي و نقدي رفيع، وكفى بذلك سعادة وشرفا ونجاحا وتوفيقا لعمل بار مشكور وسعي علمي ديني مقبول».

 نظرة على منهج الكتاب ومحتوياته:

بدأت الكتاب ببعض المباحث الرئيسية المتعلقة بالموضوع، فتحدثت في الفصل الأول عن آراء العلماء في الاستشهاد بالحديث الشريف في اللغة، وعن تأثير الحديث الشريف في اللغة العربية وآدابها، كما تكلمت ـ فيه ــ حـول حكمة نفى الشعر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم تحدثت في الفصل الثاني -في إسهاب وتفصيل- عن العوامل التي أثرت في تكوين الأسلوب النبوي وما يتميز به – عن غيره – من الخصائص البيانية والبلاغية والأدبية.

أما الفصل الثالث -وهو من أهم الفصول في هذا الكتاب- فقد استعرضت فيه مختلف الأساليب البيانية والطرق التعبيرية النبوية، وقدمت فيه نماذج مختارة من الكلام النبوي، شرحت خصائصها وروائعها البيانية والبلاغية، وطريقتي في ذلك أنني أعنون كل حديث – من الأحاديث الشريفة التي ذكرت كنماذج في هذا الفصل – بأبرز ما يشير إلى ما في الحديث الشريف من مزية بيانية، أو جمال فني، أو تعبير دقيق رائع، أو أسلوب كلامي حكيم، أو نكتة رائعة وغير ذلك… ثم أذكر الحديث الشريف، ثم أشرح ما فيه من الروائع البيانية والبلاغية والفنية مع التعرض إلى ما يشتمل عليه -الحديث الشريف- من المعنى والمضمون حسب الحاجة.

 ويختص الفصل الرابع بالكلام النبوي السامي عن: «المرأة» وما يتميز به من النزاهة والسمو والدقة والشمول والمراعاة لمشاعر النساء وأحاسيسهن وفطرتهن والرفع لمكانتهن وقدرهن.

 ويتبعه الفصل الخامس الذي يبحث في الكلام النبوي عن «الطبيعة ومشاهدها» مع ذكر النماذج وشرحها.

أما الفصل السادس فيختص بالخطب النبوية ومزاياها مع ذكر أمور تتعلق بالخطابة من نشأتها وأقسامها ومزاياها في الجاهلية والإسلام.

 ويتلوه الفصل السابع الذي يبحث في الأدعية النبوية مع شرح جوانب التأثير فيها.

ويعقبه الفصل الثامن الخاص بجوامع الكلم النبوية مع ذكر النماذج وشرحها.

 أما الفصل التاسع فقد أفرد للتعبيرات المبتكرة النبوية وشرح مزاياها البيانية.

والفصل العاشر يتحدث في كلام الرسول المسجع وبيان موقفه من التسجيع مستشهدا بالنماذج وشرحها.

أما الفصل الحادي عشر فهو يبحث في الأمثال والحكم النبوية مع بيان مزاياها، وينتهي الكتاب بالفصل الثاني عشر الذي يبين خصائص الرسائل والمعاهدات النبوية مع شرح مزاياها الكتابية والموضوعية.

 هذه هي النظرة العجلى على محتويات هذا الكتاب، وأدعو الله سبحانه أن يتقبل مني هذا العمل الذي قمت به – كما أسلفت – لأنال شرف خدمة ناحية هامة – طالما تشاغل عنها الباحثون والمؤلفون وقصر فيها السابقون واللاحقون – من نواحي الحديث النبوي الشريف، وينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون، كما أرجو حضرات السادة القراء من أصحاب الاختصاص أن يفيدوني بملاحظاتهم وآرائهم حول هذا الجهد المتواضع الذي قام به هذا العاجز القصير البضاعة في هذا الموضوع الجليل، وصلى الله وسلم على النبي الهادي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(الثلاثاء: ١١ من ربيع الثاني ١٤٤٦ھ – ١٥ من أكتوبر ٢٠٢٤م)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights