علي الديناري يكتب: الدعوة إلى الله في فكر وحركة الجماعة الإسلامية
أسباب انتشار دعوة الجماعة الإسلامية
تميزت دعوة الجماعة الإسلامية في السبعينات حتى التسعينات بالقوة والتدفق وسرعة الانتشار خصوصا بين الشباب
وأهم أسباب هذه القوة في الانتشار من وجهة نظري الآتي:
ـ دعوة المسلمين عموما إلى القيام بواجب الدعوة إلى الله وللجماعة بحث بعنوان “لماذا ندعو الى الله” جعل فرضية الدعوة إلى الله أول دافع يجعل المسلم جاعلا الدعوة أحد محاور حياته الشخصية ورسالة واجبة عليه.
هذه الدعوة والتذكير بها جعل الدعوة ليست مهمة جماعة ولا طبقة أو هيئة وحدها بل رسالة كل مسلم.
ـ خصت الشباب بتحميلهم مسئولية الدعوة إلى الله من خلال أدبياتها الموجهة للشباب وتحفيزهم للقيام بمسئوليتهم وكثيرا ما تحدث خطباؤها تحت عنوان «دور الشباب في حمل راية الإسلام» وضرب أمثلة من الصحابة وغيرهم.
ـ مما جعل الدعوة إلى الله تأخذ روحا متدفقة أنها تمثل في فكر الجماعة أحد طرق التغيير الثلاثة (الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله).
ومادامت تتصل بـ«التغيير» فالشباب يطمح للتغيير ويتحمس لطرقه ووسائله.
ـ تركيز الجماعة على العمل في الجامعات.
ـ ربط الدعوة الى الله بإعادة مجد الأمة وانتصارها في معاركها الحالية.
ـ تربية أبناء الجماعة على «الجهاد في سبيل الله» جعل تكاليف الدعوة هينة بالنسبة للتكاليف والتضحيات المهيأ لها الأخ وهي تضحيات الجهاد.
كما جعل الداعية يدعو الى الله بروح الجهاد وقوته وهمته وخطابه الثائر.
ـ الخطاب القوي للجماعة ومناسبته للشباب واشتهار الجماعة بكلمة الحق والصدع به وعدم المداهنة تناسب مع روح الشباب ورغباته.
ـ تربية أبناء الجماعة على روح الدعوة إلى الله وممارستها تحت كل الظروف.
ـ تدريب أبناء الجماعة على الدعوة الفردية بعد دراسة بحث الدعوة الفردية الذي أعدته الجماعة وإلزام كل منتسب للجماعة بإحضار مدعوين جدد إلى أنشطة الجماعة بطريقة يمكن محاسبته على التقصير فيها.
ـ المواقف التي وقفتها الجماعة ساهمت بقدر كبير جدا في نجاح الدعوة سواء مواقف اجتماعية بمساعدة الفقراء وحل المشاكل الفقهية كـ«المواريث» أو بتغيير المنكرات أو مواقف سياسية بتوضيح موقف الشرع من القضايا السياسية بلا مواربة كل ذلك بث الروح في الدعوة وفجر القضايا والتساؤلات المشروعة التي من خلالها يظهر الحق والصواب.
ـ عمل «مدرسة دعوة» مبسطة وغير مكلفة في كل مسجد يمكنه القيام بها أمد الدعوة بالكوادر المدربة على وسائل الدعوة وأهمها الخطابة.
ورغم أن الجماعة لم تتمكن من تأسيس معاهد للدعاة إلا أن بساطة ” مدرسة الدعوة” وعملها في المساجد أدى لسرعة انتشارها.