رحب عمال الطوارئ المسلمون في المملكة المتحدة بالقوانين الجديدة المقترحة لمعالجة الإساءة العنصرية والدينية تجاه رجال الإطفاء وموظفي سيارات الإسعاف والشرطة الذين يستجيبون للمكالمات في المنازل الخاصة.
وتسعى هذه الإجراءات، التي تم تقديمها بموجب مشروع قانون الجريمة والشرطة الذي طرحه حزب العمال، إلى سد الثغرة التي تحمي العاملين في حالات الطوارئ من الإساءة العنصرية والدينية في الأماكن العامة ولكن ليس داخل منازل الناس.
لا يعد الاعتداء العنصري أو الديني على شخص آخر في منزل خاص جريمة في الوقت الحالي – وهي ثغرة في القانون كان من المفترض في الأصل أن تمنع مقاضاة الأشخاص بسبب محادثات خاصة.
قال شوميل رحمان، المسعف الذي عمل في خدمة إسعاف شمال شرق البلاد لأكثر من عقد: “أحيانًا يظن المجتمع أنه لمجرد كوننا موظفين حكوميين، يحق لهم معاملتنا كما يشاؤون. سلوك بعض الناس غير مقبول بتاتًا، ونأمل أن يدفع هذا الناس إلى إعادة النظر في أفعالهم”.
في شهر مارس/آذار، وجد استطلاع رأي أجراه موظفو هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن الهجمات على العاملين في الخطوط الأمامية قد زادت منذ عام 2023. وفي عام 2024 وحده، تعرض حوالي واحد من كل سبعة من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية (14%) للعنف الجسدي من نوع ما من قبل المرضى أو أقاربهم أو أفراد الجمهور.
ووصل التمييز أيضًا إلى أعلى مستوى له في خمس سنوات، حيث أبلغ 9.25% من الموظفين عن مثل هذه الحوادث التي شملت المرضى والجمهور، وقال أكثر من النصف إن الإساءة التي واجهوها كانت على أساس خلفيتهم العرقية.
رحمان، الذي يصف نفسه بأنه “بنغلاديشي جوردي”، أخبر صحيفة “هايفن” أنه تعرض لاعتداءات طفيفة وعنصرية صريحة أثناء تأدية واجبه. وتذكر تعرضه لإساءة عنصرية من قبل نفس الرجل في مناسبتين منفصلتين.
في البداية، نعت الرجل، الذي كان ثملاً، رحمن بكلمة “زنجي” بينما كان هو وزميله يحاولان مساعدته في ركوب سيارة الإسعاف. بعد تحذيره من سلوكه، هدأ، لكن ما إن وصلا إلى المستشفى حتى بدأ يصرخ بألفاظ عنصرية، منها كلمة “زنجي”.
قال رحمان: “أنا شديد الحساسية تجاه أي شيء، لكنني فكرت: ماذا لو كان مسعفًا حديثًا؟ ماذا لو كان شخصًا أقل قوةً وشجاعةً؟”. وعندما التقى بالرجل نفسه مرة أخرى بعد أسبوع، وتعرض لمزيد من الاعتداء، أبلغ الشرطة عن الحادثتين.
وبموجب القوانين الجديدة، فإن إساءة معاملة العاملين في حالات الطوارئ في أي مكان ستكون عقوبتها القصوى السجن لمدة عامين.
قالت أوروسا أرشيد، التي أصبحت أول امرأة إطفاء ترتدي الحجاب في المملكة المتحدة عندما انضمت إلى خدمة الإطفاء والإنقاذ في نوتنغهامشاير في عام 2019: “آمل أن يحدث هذا التشريع فرقًا كبيرًا حتى لو كان الأمر يقتصر على نشر المعلومات التي تفيد بأن هناك في الواقع الكثير من الديانات والثقافات والأجناس المختلفة في هذه الأدوار”.
وقالت أرشيد إن معظم التفاعلات مع الجمهور كانت إيجابية، لكن ردود الفعل تجاهها قد تكون “متباينة”.
تحصل على الكثير من التشجيع. يقول البعض: “لم أرَ قط إطفائية، أو إطفائية آسيوية، أو إطفائية مسلمة”. لكنك تواجه أيضًا الجانب السلبي، حيث سيتجاهلك الناس ولن يقبلوا أنك إطفائية مثل زملائك الرجال.
وأضافت أن كونها مسلمة بسبب حجابها يثير مخاوف أمنية إضافية أثناء أداء واجبها. “دائمًا ما تدخل المنزل بحذر، وتفكر: ‘أتساءل كيف سيتفاعل هؤلاء الناس معي؟ هل سيكون رد فعلي سلبيًا؟ هل عليّ حماية نفسي؟ كيف أتصرف؟’ هذه الأفكار تدور في ذهني باستمرار – أشياء لا تخطر على بال رجل إطفاء أبيض مستقيم، كالعادة.”
وقال رجل إطفاء آخر، طلب منا عدم نشر اسمه، إنه وصل ذات مرة إلى منزل أحد الأشخاص لإجراء فحص السلامة من الحرائق، فقط ليناديه صاحب المنزل بكلمة “P” ويخبره أنه غير مرحب به.
ذهب للجلوس في سيارة الإطفاء أثناء الزيارة – دون أي اعتراض من زملائه. قال: “ما آلمني أكثر من أي شيء آخر هو استمرار فحص السلامة من الحرائق في المنزل”.
كما أكد على ضرورة التغيير الثقافي والتحالف داخل مراكز الإطفاء والخدمات العامة. وقال: “عندها فقط سيكون هذا التشريع فعالاً”، مضيفًا أن العمال الذين لا يشعرون بدعم زملائهم قد يكونون أقل ميلًا للتحدث علنًا عن الإساءة التي يتعرضون لها من الجمهور.
وقالت وزيرة الشرطة ديانا جونسون: “إن عمال الطوارئ لدينا يعرضون أنفسهم للخطر كل يوم للحفاظ على سلامتنا، ولا ينبغي لهم أبدًا أن يتسامحوا مع الإساءة بسبب عرقهم أو دينهم أثناء قيامهم بعملهم ببساطة.
“ومن خلال سد هذه الثغرة، فإننا نرسل رسالة واضحة مفادها أن الإساءة العنصرية والدينية الموجهة إلى أولئك الذين يخدمون مجتمعاتنا لن يتم التسامح معها”.
قالت حفصة محمود، التي تدربت كمسعفة وتجري الآن أبحاثًا في جامعة إيست أنجليا حول التفاوتات العرقية ونقص التنوع في خدمة الإسعاف، إن الحماية ضد الإساءة العامة أمر مرحب به – ولكن عمال الطوارئ يحتاجون أيضًا إلى ضمانات أفضل ضد التمييز من قبل زملائهم.
وقالت “لا أعتقد أنهم يبذلون جهدا كافيا، وهذا هو السبب جزئيا في وجود هذا الكم الهائل من المشاكل التي نواجهها داخل الخدمة – لأنهم يستطيعون الإفلات منها”.
توصلت مراجعة أجرتها هيئة الوصي الوطني في عام 2023 لصناديق الإسعاف التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية – والتي تدعم الأشخاص في إثارة مخاوفهم في مكان العمل – إلى أن موظفي سيارات الإسعاف لديهم “خوف من التحدث” وسط ثقافة “الزمرة” من “التمييز على أساس الجنس والعنصرية وكراهية المثلية الجنسية”.
وأضافت محمود: “علينا أولاً أن ننظر في البيئة التي نسعى إلى توظيف الموظفين فيها. نسعى إلى تنويع القوى العاملة، لكننا لا نسعى إلى إصلاح ثقافة القوى العاملة”.
أشارت أليشبا هاشبا، المسعفة في خدمة إسعاف شمال شرق البلاد، إلى نقص واضح في التنوع داخل المهنة. وقالت: “أعتقد أن ما يراه الناس كمسعف هو رجل أبيض كبير السن، وهذه هي الصورة التي كانت لديّ عندما بدأت أفكر في الالتحاق بهذه الوظيفة. وحتى الآن، أستطيع أن أحصي على أصابع اليد الواحدة عدد الأشخاص ذوي البشرة الملونة الذين أعرفهم والذين يعملون في منطقتي”.
وأضافت هاشبا أنه في حين أنه من “الجيد” أن الحكومة تأخذ الهجمات على عمال الطوارئ على محمل الجد، إلا أنه يتعين بذل المزيد من الجهود لتعزيز التفاهم الثقافي والدعم داخل خدمة الإسعاف نفسها.
وقالت “الكثير من الناس لا يفهمون أو لا يعتبرون أن الآخرين يعيشون بشكل مختلف”.
قالت آنا باري، المديرة العامة لجمعية الرؤساء التنفيذيين لسيارات الإسعاف (AACE)، إن بناء أماكن عمل شاملة ومناهضة للعنصرية أمرٌ بالغ الأهمية. وأضافت: “يلتزم قادة خدمات الإسعاف بتهيئة أماكن عمل آمنة نفسيًا، حيث يُعامل الناس بكرامة واحترام”.
بعد إقراره في مجلس العموم، عُقدت قراءته الأولى في مجلس اللوردات في وقت سابق من هذا الشهر على مشروع قانون الجريمة والشرطة. ولم يُعلن بعد عن موعد قراءته الثانية.
