دعا عمدة لندن صادق خان، اليوم الأربعاء، الحكومة البريطانية إلى الاعتراف “الفوري” بدولة فلسطين، في خطوة وصفها بأنها ضرورية لإنقاذ حل الدولتين، وسط تصاعد الضغوط من داخل حزب العمال الحاكم على رئيس الوزراء كير ستارمر قبل مؤتمر دولي للأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية يُعقد نهاية يوليو الجاري.
وقال خان في بيان حازم إن “مشاهد المعاناة المروعة في غزة تتفاقم يومًا بعد يوم”، مضيفًا: “أطفال يتضورون جوعًا يبحثون بلا أمل عن الطعام بين الأنقاض؛ وأفراد عائلاتهم يُقتلون برصاص جنود الاحتلال أثناء بحثهم عن المساعدات”. واعتبر أن “لا شيء يبرر تصرفات الحكومة الإسرائيلية”، مطالبًا بوقف ما وصفه بـ”القتل المروع وغير المبرر” وفتح المجال أمام دخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
تصريحات خان جاءت بالتزامن مع مجاعة خانقة تضرب أكثر من مليوني نسمة من سكان قطاع غزة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وقيود المساعدات الدولية، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها القطاع منذ عقود.
الضغوط على حكومة ستارمر تعززت أيضًا من داخل حزبه، إذ دعت شخصيات بارزة في حزب العمال، من بينهم وزير الصحة ويس ستريتينغ، وزيرة العدل شابانة محمود، ووزير شؤون الشرق الأوسط السابق هيلاري بن، إلى الاعتراف بدولة فلسطين. وقال ستريتينغ خلال جلسة برلمانية: “آمل بصدق أن يتمكن المجتمع الدولي من التكاتف… للاعتراف بدولة فلسطين بينما لا تزال هناك دولة بحاجة إلى الاعتراف بها”.
وكانت المملكة المتحدة قد أكدت مرارًا أنها ستعترف بدولة فلسطين “عندما يحين الوقت المناسب”، و”بما يحقق أقصى تأثير” بالتنسيق مع الحلفاء، وهو الموقف الذي بات محل تساؤل متزايد مع تصاعد الغضب الشعبي والبرلماني من المأساة الإنسانية في غزة.
ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر دولي في نيويورك يومي 28 و29 يوليو/تموز، برعاية سعودية-فرنسية مشتركة، لحشد الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطين. ويأتي هذا المؤتمر بعد تأجيله في يونيو الماضي نتيجة التصعيد العسكري المفاجئ بين إسرائيل وإيران.
تجدر الإشارة إلى أن خان نادرًا ما يتدخل في قضايا السياسة الخارجية، ما يضفي على بيانه وزنًا خاصًا في المشهد البريطاني، وسط جدل داخلي متنامٍ حول موقف المملكة المتحدة من الحرب الإسرائيلية على غزة ومستقبل الدولة الفلسطينية.