حواراتسلايدر

عمر الجنابي: نتائج مجالس المحافظات تبشر بتغيير سياسي في العراق

الأمة| تشهد الخارطة السياسية في العراق تغيرا ملحوظا وفق النتائج غير النهائية لـ انتخابات مجالس المحافظات التي يحسمها في بغداد للمرة الأولى تحالف سني تشكل حديثا، ويرى الكاتب الصحافي العراقي عمر الجنابي  رئيس مركز نطاق لتطوير الصحافة وصناعة الرأي، في حوار مع جريدة الأمة أن نتائج الانتخابات البلدية توحي بأن انتخابات مجلس النواب في 2025 ستكون مختلفة، ويرى الجنابي أن القوى السياسية الشيعية المدعومة من إيران باتت مهددة بشكل جدي، ويشير كذلك إلى تتراجع أسهم التيارات السنية القديمة بشكل ملحوظ.

وإلى نص الحوار:

لماذا تصدر تحالف تقدم نتائج انتخابات بغداد، كأول تحالف سني يحقق ذلك؟

تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي تصدر انتخابات مجالس المحافظات في بغداد لعدة أسباب، أولها باعتباره الوريث الشرعي للقائمة العراقية في 2010، وبسبب أن التحالف الآخر الذي يقابله يضم أحزاب سنية أصبح أهالي بغداد ناقمين عليهم، وأيضا كان لانتقاء الشخصيات المقبولة اجتماعيا سبب في حصول تحالف تقدم على أعلى الأصوات في بغداد، كذلك أسفر غياب التيار الصدري وعدم دخول حزب دولة القانون والحشد الشعبي في قائمة واحدة، في تصدر تحالف تقدم السني بزعامة الحلبوسي في بغداد.

برأيكم، لماذا يتراجع باستمرار تأثير التيارات السنية القديمة في العراق؟

تراجع الأحزاب السنية واختفاء بعضها، سببه الكهول الموجودين في العملية السياسية منذ 2005، وهؤلاء اتهموا طول 15 عاما بالفشل لعدم قدرتهم على تحريك العجلة الحكومية وإثبات وجودهم في الملف السياسي في مواجهة الطائفية في 2006 وفشلهم في مواجهة نوري المالكي وحكومته حتى 2014، بالتالي لم يكن لهم أي دور سواء تجاه النازحين او الطائفية الحكومية أو مواجهة التهجير القسري ما بين 2006 و2010، وبالتالي هم مرفوضين شعبيا.

وهذه الاحزاب لم تجدد دمائها ولم تغير نهجها، ورغم أنها في الانتخابات الأخيرة وما قبلها قررت الاندماج في أحزاب وجهات ومسميات جديدة كمحاولة للتغيير، لكن قدموا نفس الأسماء ونفس النهج، لذلك هم مكشوفين أمام الشارع، ولم ينفذوا إزاحة جيلية، حتى تكون لهم مقبولية في الشارع، وبما أنه لم يحدث بالتالي كانت هناك انتكاسة كبيرة خصوصا في محافظة الأنبار بعد عودة شخصيات مثل العيساوي والكربولي كان يتوقع أن يكون بينهم وبين الحلبوسي منافسة، لكن الحلبوسي اكتسح في الأنبار وهو ما يؤكد رفض وفشل هذه الجهات والشخصيات شعبيا.

كيف أثر غياب التيار الصدري عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات؟

غياب التيار الصدري عن انتخابات مجالس المحافظات، هذا الغياب أثر بشكل إيجابي على بعض التحالفات الانتخابية مثل تحالف دولة القانون وتحالف “نبني” الذي يمثل الفصائل المسلحة، كذلك تحالف قوى الدولة برئاسة عمار الحكيم وحيدر العبادي، بالمقابل أثر أيضا على نسبة المشاركة التي يعتقد الكثير من المراقبين للشأن العراقي أنها غير صحيحة وأنها لا تتجاوز 15٪، لكن نسبة 41٪ التي أعلنتها مفوضية الانتخابات هي التي ستعتمد بالأخير بلا شك، وأعتقد أن تأثير عدم وجود التيار الصدري هو استفتاء لشرعية هذه الانتخابات بالنسبة للشارع الشيعي.

كيف تقيمون أداء التحالفات المدعومة من الإطار التنسيقي؟

التحالفات المدعومة من الإطار التنسيقي لم تحقق النتائح المرجوة من جمهورها على الأقل، إذ أنه رغم غياب التيار الصدري لم يتصدر تحالف دولة القانون كما كان متوقعا في بغداد، كذلك تحالف الفصائل المسلحة “نبني” لم يكن مؤثرا في كثير من المحافظات، خصوصًا في ظل تقدم أحزاب المحافظين في البصرة وكربلاء وواسط، وهذا يؤثر بشكل كبير على شكل التحالفات في انتخابات مجالس النواب مقبلة، وبالتالي أعتقد أن تحالفات الإطار التنسيقي لم توفق، لذلك اضطر الاطار التنسيقي لتشكيل كتلة في كل المحافظات للحصول على رئاسة المجلس ومنصب المحافظ.

هل يمكن اعتبار نتائج مجالس المحافظات مؤشرًا على ما ستكون عليه الانتخابات البرلمانية 2025؟

الآن بدأت الصورة واضحة بعد هذه الانتخابات، الإطار التنسيقي سيبقى كما هو وهذه مقاعده وجمهوره محدود جدا، وقد دفع بكامل جمهوره في كل المحافظات وهم حولي مليون ناخب فقط في كافة المحافظات، وبالتالي إذا تحالف الحلبوسي والصدر والقوى المدنية في انتخابات مجلس النواب في 2025 قد نشهد انتخابات مزلزلة في نتائجها إذا لم يتم التلاعب فيها، وقد نشهد تغيرا شاملا في المشهد السياسي العراقي وقد تكون هناك مطالبات حقيقية للجهات المشاركة في الانتخابات بإلغاء الاقتراع الخاص للجهات العسكرية والحشد بسبب عدم القدرة على إنهاء الضغوط السياسية المتهم بممارستها على المنتسبين لقوات الأمن والحشد والجيش جهات سياسية، وبالتالي تذهب الأصوات إلى جهات بعينها، وأعتقد أن الانتخابات المقبلة إذ ما شارك بها الصدر واستمر التقارب ما بينه وبين البارزاني والحلبوسي الذي قد تتحالف معه جهات سنية باعتباره المنتصر، سيكون هناك تغيير جذري في شكل الحكومة المقبلة وخسارة الإطار التنسيقي.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى