أقلام حرة

عمر بلقاضي يكتب: الزَّيفُ المُؤلَّهُ

من هو أدونيس ليستحق اهتمام وجوائز الدوائر الفكرية والثقافية في الغرب؟؟؟

كل من تهتم به المؤسسات الغربية وتعمل على إعلاء شأنه من الكتاب والشعراء والمفكرين والفنانين فهو مكلّف مبهمة من طرفهم ومسخّر لخدمة المشاريع التغريبية المدمرة في الوطن العربي والإسلامي فما موقع ادونيس من هذه القاعدة او المعادلة؟

اسمه الحقيقي علي احمد سعدي، عدل عن هذا الاسم الرائع الى اسم ( ادونيس ) وهو صنم او اله من آلهة الاغريق ، ولا يخفى عليكم ما في ذلك من دلالة

شعره كله اهانات للذات الالهية واستهتار واباحية وله ميول استبدادية عبّر عنها بأقواله، واليكم ملامح شخصيته وأفكاره من خلال بعض أقواله وأشعاره:

في حوار اجراه معه صقر ابو فخر وهو مثقف فلسطيني علماني سأله عن طبيعة اعتقاده الديني الشخصي فأجابه ادونيس: الإلحاد في سياق كلامنا هو عدم الإيمان بمفهوم الله كما يقدمه التاويل الإسلامي او كما يقدمه الوحي الإسلامي، المفهوم الإسلامي يقدم الله كنقطة منعزلة عن العالم ومجردة ، وضمن هذا الاطار يمكنني ان اسمي نفسي ملحدا ، ولكنني شخصيا ميال الى القول ان العالم ظاهرة طبيعية وكونية ، والإنسان نفسه ظاهرة طبيعية ، ولا اعتقد ان هناك غيبا بالمعنى الميتافيزيقي ، لذلك لا اومن ان هناك قيامة وجنة ونار ، هذا اعتقادي صريحا .المرجع ادب الميول النازية في شعر ادونيس جمال جمعة

وهذا الكلام يدل على جهل فاضح منه للتّصور الإسلامي، فالله في التّصور الإسلامي ليس نقطة منعزلة عن العالم بل: (وهو اقرب اليكم من حبل الوريد)، (واذا سألك عبادي عني فاني قريب)  (لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء )، (يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور) فكيف غابت هذه الحقائق عن مفكر (مسلم)؟ اليس هذا هو الإلحاد المبني على الجهل والعناد؟ وان نفى انه ملحد في حوار لاحق مع شاعر إسلامي سعودي هو عبد الله باشرحيل فذلك لا يشفع له خاصة وان اشعاره تحمل استهتاره باسم الجلالة بصورة واضحة ومكررة، يقول في قصيدة هذا هو اسمي: طفل يشيب وللأرض إله يموت

ويقول:

احرق ميراثي واقول ارضي بكر

ولا قبور في شبابي

اعبر فوق الله والشيطان

دربي انا ابعد من دروب الله والشيطان

اعبر في كتابي

في موكب الصاعقة المضيئة

في موكب الصاعقة الخضراء

اهتف.. لا جنة لا سقوط بعدي

وامحو لغة الخطيئة

ويقول:

انتظار الله الذي يجيء

مكتسيا بالنار

مزينا باللؤلؤ المسروق

من رئة البحر من المحار

انتظر الله الذي يحار

يغيب يبكي ينحني يضيء

وجهك يا مهيار

ينبئ بالله الذي يجيء

هل تبقى ذرة من تقديس وتقدير لله مع هذا الاستهتار في الحديث عن الله، وإذا قرأ طفل ان الله يتزين باللؤلؤ المسروق، ويغيب، ويحا، ويبكي، وينحني، هل يبقى في نفسه هيبة من الله او تشنيع لجريمة السرقة وجريمة الانحناء أي الرضا بالذل؟ اين علماء التربية للوقوف في وجه هذا الطيش والتخريف الذي يتسبب في كوارث تربوية؟

ويقول:

صليت يا فنيق

ان يهدأ السحر وان يكون

موعدنا في النار في الرماد

صليت ان يقودنا الجنون

إذا كان يقول صراحة انه صلى من اجل ان يقودنا الجنون فكيف يكون حال المتأثر بشعره؟

أهذا هو التنوير والدعوة الى العقلانية؟ ام انه من الإبداع في الشعر ان تقول مالا تعني وتعني ما لا تقول؟

ويقول مستهزئا بالأخلاق متغنيا بالخيانة:

آه يا نعمة الخيانة

ايها العالم الذي يتطاول في خطواتي

هوته وحريقه

ايها الجثة العريقة

ايها العالم الذي خنته وأخونه

انا ذاك الغريق الذي تصلي جفونه لهدير المياه

وانا ذاك الإله

الاله الذي سيبارك ارض الجريمة

انني خائن أبيع حياتي

تصوروا التّدمير الذي يحدثه كلام بذيئ لا اخلاقي تربويا كهذا الكلام في لا وعي القارئ وتخيلوا والدا يتفوه امام ابنائه مستهترا بكلام كهذا فيردد: انا خائن، انا اخون، ابيع حياتي، نعمة الخيانة، انا الاله، الاله الذي يبارك ارض الجريمة.. حاولوا ان تقدروا مدى التدمير التربوي الأخلاقي والعقائدي الذي يتركه في نفوسهم وعقولهم حتى ولو زعم انه لا يعني حقيقة الالفاظ وقال انها رموز لمعاني اخرى، فاللا وعي او العقل الباطن لا يفرق بين ما هو منطوق وما هو مقصود، بل يسجل ما يرد اليه كما هو في ظاهره ثم يجسده في الافكار والسلوك.

ويقول مستهترا:

وقلت انا القطب المتدرب غير أنى

اميل الى النظر في الكتفين وفي الردفين وفيما اوتي السر

هل خطر ببال هذا المبدع ان له اولادا واخوة واخوات يطلعون على طيشه هذا؟ ام انه انعدام الحياء الذي يريد ان يجرّ امّتنا اليه بحداثته المزعومة؟

ويقول معترفا بدوره في هدم العقول:

هذا انا لست من عصر الأفول

انا ساعة الهتك العظيم اتت لخلخلة العقول

هذا انا عبرت سحابة

حبلى بزوبعة الجنون

هنا عبر بصدق عن مهمته التدميرية التي يقوم بها في الامة العربية والاسلامية

ويعبر ان افكاره البطنية فيقول:

هنا ينزل الراس ويرتقي البطن

ليس لكلماته أرجل، وليس لأفكاره معاول

كلا ما يقول لا يبدأ وليمة ولا يجلب غنيمة

يعجن الخردل بالخل ورماد البلوط ويخلطه باللوز والزبيب

لكن من اين له الماء

كيف تريد ان تكون خالقا دون ان تكون ماحيا

هل هناك معنى لهذا الهراء يا قوم؟ يعجن الخردل بالخل ورماد البلوط ويخلطه باللوز والزبيب؟ اهو تخريف مخبولين؟ ام تهويم كهان؟ ام هو ابداع الحداثة التي ترضي الدوائر الفكرية والثقافية في الغرب عن ازلامه؟ فلنسكت لكي لا نتهم بالرجعية والتخلف والتحجُّر والقصور العقلي والعاطفي عن فهم الأفكار والأشعار الحداثية الراقية.

ويقول في جريدة الحياة في 17 افريل 2003 كلاميا دمويا استبداديا في حكم الشعوب العربية ومنها الشعب العراقي وفي اثناء محنته وها هو كلامه: (وهذا التعلم اوصل بعضنا وانا منهم الى الظن ان الشعب العراقي غير مهيأ لان يحكم نفسه الا بالعنف والقتل) المرجع السابق

هذا هو الشاعر الحداثي الكبير جدا الذي يستحق التقدير والجوائز من الدوائر الفكرية والثقافية الاستدمارية في الغرب لأنه يكدح لتدمير ايمان وقيم واخلاق الامة لكي تبقى تابعة للغرب الاستدماري المتصهين.

أيها التغريبيون المسخَّرون للمشروع الغربي الاستدماري في الوطن العربي والإسلامي آن الأوان لتستيقظوا من انبهاركم بالغرب وتبعيتكم له ولفتح حوار حقيقي وجاد حول القضايا الفكرية والثقافية والحضارية المصيرية للامة، فقد ولّى عهد الانبهار بالمدنية الغربية، لقد انكشفت عوراتها وعورات المسخّرين لها المدافعين عنها ، انكم تسبحون ضد التيار، وهو جارفكم لا محالة الى الفضيحة والعار، ولن ينفعكم ابدا النفخ في الرماد البارد، وتلميع القذارة وإعلاء الحقارة ، الا فلنستعمل نور العقول بجدية ومسؤولية وصدق:

لكي نرى وجهَ الحقائق في الدُّنا

كي ندرك الدَّرب القويم ونتَّبعْ

لكي نعفَّ عن السّفاسف والهوى

كي نرتفعْ

لكي نخلِّل في الأنا

حتّى على ِّ المكارم تنطبعْ

كي نكشف الزَّيف المُؤلّه في الوجود فينصدعْ.

عمر بلقاضي

كاتب وأديب جزائري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى