“عمر بن الخطاب”.. شعر: يسري الخطيب
ما زلتَ يا “عُمَرْ “
تزورُنا في حَوْمةِ الضميرْ
وفي الدِّما إن مَسّـنَـا اللُّغُوبْ
فنكنسُ القنوطَ والكروبْ
ونغسلُ القلوبَ في القلوبْ
ونمتطي ذؤابةَ النهارْ
وإنني الشياط ْ
***
وهامتي تصارع ُ النواهك ْ
وتُوبِقُ التثريبَ في الوسيلةْ
فالراجفونَ تسنَّمُوا القبيلةْ
مُذْ حِيـلَ بين أَكُفِّنَا والسَّيْفْ
الخَيلُ ما عادت من الرهانْ
ولا البيارقُ في يدِ الخليفةْ
” فـ سَارية.ْ. “
لا يلزمُ الجَبَلْ
وإنني الشياط ْ
يمورُ في المناهلِ القديمةْ
ويسكنُ السنابكَ العظيمةْ
فيختبِي الهلالُ في السّديمْ
نحن هُنا يا سَيِّدِي العظيمْ
نقتاتُ من غُباركَ النشيد
وندفعُ الأيامَ للضريبةْ
ننامُ في النهار مرتينْ
فصاحبي يقولُ: لا مناصْ
نُزيِّنُ الإطارَ بالمصاحفْ
لكنّهمْ قد غلَّـقوا الأبوابْ
ومَزَّقوا القميصَ والسرائرْ
وما أنا – يا سَيِّدِي – بـ يوسفْ
وإنني الشياطْ
***
يا دُرَّةَ الإسلامِ يا ” عُمَرْ “
ما زلتَ تعلو هامةَ الزمانْ
تُدثـّـرُ الأمانَ بالأمانْ
فَينزوِي في جُحرهِ الهوانْ
ويرتمي التاريخُ عند بابكْ
وكُلُّنا يا سَيِّدِي الغُثاءْ
نُخَـزِّنُ المساءَ في العيونْ
ونرتضِي في جِيدِنا الرِّشاءْ
“فـ سَارية ْ.. “
لا يلزمُ ُالجَبَلْ
مُذْ حِيـلَ بين أَكُفِّنَا والسَّيْفْ
وإنني الشّياط ْ
***
نراكَ حين بيعة السقيفةْ
فنحتفِي لنخرقَ السفينةْ
ونعجنُ الرمادَ بالدماءْ
ونكتبُ الرثاءَ في الرثاءْ
فكُلنا – يا سَيِّدِي – الغثاءْ
فالراجفون تَسنَّموا القبيلةْ
مُذْ حِيـلَ بين أَكُفِّنَا والسَّيْفْ
وإنني الشياطْ
***
تَوَضَّأَ التاريخُ من غباركْ
نَحنُ هُنا يا سَيِّدِي العظيمْ
غِلمانُنا أشاوسُ القبيلةْ
قد صَـدَّأوا السيوفَ والأغمادْ
وقَطَّعوا قوائمَ الجيادْ
تنازعوا …مَن يفتحُ المزادْ ؟!
مَن يشتري التخومَ واللحودْ ؟
لكنّنا – يا سَيِّدِي – الضّحيّةْ
فأرضُنا جماجمُ القبيلة ْ
مُذْ حِيـلَ بين أَكُفِّنَا والسَّيْفْ
وإنني الشياطْ
***
يأيها العملاقُ يا “عُمَرْ “
يا حُلمَنا المزروعَ في القلوبْ
وسراجَنا في وحشةِ الدروبْ
نمتصُّ من غُبِاركَ العدالةْ
ونقرأُ الرجالَ والحُثالةْ
سفَّانُنا لا يعرفُ المرافيءْ
تأبَّطَ الخريطةَ الرمادْ
لا يدركُ النجادَ والوهاد
وما أنا – يا سَيِّدِي – بـ يونسْ
وإنني الشياطْ
***
ما زلتَ يا ذُؤابةَ الزمانْ
تُريِّشُ الأمان في الأمانْ
وتختبِي في ألقةِ الصباحْ
فتنجلي القلوبُ والبصائرْ
وتستوي الوهادُ بالمنائرْ
وتختفي شُجيرةُ الرضوانْ
يا سَيِّدِي العظيمَ يا “عُمَرْ “
نشمُّ في غباركَ الرسالةْ
لكننا الحفاةُ في القَتَادْ
مُذْ زلزَلتْ جُدرانَنا البوائقْ
وتوشَّحت بغياهبِ العمائقْ
يا أُمّـةً كانت على قَدمَينْ
يا جذوةً في قلبِنا الدُخانْ
النومُ لا .. لا لم يعدْ ينامْ
فـ “ساريةْ .. “
لا يلزمُ الجَبَلْ
مُذْ حِيـلَ بين أَكُفِّنَا والسَّيْفْ
وإنني الشياطْ