كشفت مصادر أمنية غربية أن إسرائيل تضع اللمسات الأخيرة على خطة لشنّ عملية كوماندوز معقّدة تستهدف منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، الواقعة تحت الأرض قرب مدينة قم، وهي واحدة من أكثر المنشآت تحصينًا في إيران
استهداف منشأة “فوردو” بالكوماندوز
وبحسب معلومات نقلها موقع “أكسيوس”، فقد أبلغت إسرائيل الإدارة الأمريكية مؤخرًا بتفاصيل خطتها المحتملة لاستهداف المنشأة النووية الحساسة،
وذلك ضمن التنسيق الأمني الوثيق بين الجانبين، مع تأكيد واشنطن أنها تتابع الأمر بحذر وتخشى من تداعيات التصعيد في المنطقة بحسب موقع Axios.
لتنفيذ ضربة دقيقة
وتدرس تل أبيب خيار إنزال وحدات خاصة من سلاح الجو أو من نخبة “سييرت متكال” داخل الأراضي الإيرانية لتنفيذ ضربة دقيقة، مستفيدة من معلومات استخباراتية متقدمة وتنسيق مع حلفائها الإقليميين.
وتهدف العملية إلى تعطيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة العاملة في فوردو دون التسبب في حرب شاملة، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
المنشأة الواقعة داخل جبل وتضم عشرات أجهزة الطرد المركزي من طراز “IR-6″، تمثل تحديًا عسكريًا كبيرًا، ما يجعل الخيار التقليدي غير مجدٍ، ويفرض على إسرائيل تبني أسلوب مفاجئ قائم على التسلل والتدمير الموضعي بحسب قناة i24news.
وتأتي هذه التحضيرات في وقت تشير فيه تقارير استخباراتية إلى أن إيران اقتربت من عتبة امتلاك قدرة نووية خلال أسابيع، ما دفع إسرائيل إلى اعتبار ذلك خطًا أحمر.
ووفقًا لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، فإن هذه العملية قد تكون تحذيرًا أخيرًا قبل ضربة أوسع إذا لم تتراجع طهران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة عسكرية.
في المقابل، تحذر واشنطن من أن أي تحرك عسكري ضد منشأة فوردو قد يؤدي إلى إشعال مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران تمتد إلى لبنان وغزة وسوريا، مما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
أبرز الآراء المتداولة حول خطة إسرائيل المحتملة لضرب منشأة “فوردو” النووية:
1. الرأي الإسرائيلي الرسمي والأمني
الهدف: منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي.
يرى المسؤولون الإسرائيليون أن منشأة فوردو تمثل “نقطة اللاعودة” في البرنامج النووي الإيراني. ويعتبرون أن التحرك العسكري -حتى لو كان عالي الخطورة- بات ضرورة أمنية، خاصة بعد فشل المفاوضات الدولية وعجز العقوبات عن كبح تخصيب اليورانيوم.
وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية مثل “القناة 12” و”هآرتس”، هناك شبه إجماع في الأوساط الأمنية على أن “الوقت يداهم إسرائيل” وأن العملية ستكون جراحية، وتركز على مفاجأة طهران وتفادي حرب شاملة.
2. الموقف الأمريكي
الحذر والقلق من التصعيد الإقليمي.
رغم إبلاغ إسرائيل للبيت الأبيض، فإن واشنطن تخشى أن تؤدي أي ضربة لفوردو إلى إشعال سلسلة من الردود المتبادلة، وخصوصًا عبر حزب الله أو الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق. كما أن إدارة بايدن تفضل الحلول الدبلوماسية وتخشى أن تتورط في حرب لا تريدها في عام انتخابي حاسم.
بحسب Axios، لم تعارض الإدارة الأمريكية الخطة بشكل مباشر، لكنها حذرت من العواقب ودعت إسرائيل إلى التنسيق الكامل في حال اتخاذ قرار التنفيذ
3. الموقف الإيراني
تهديدات صريحة بالرد الشامل.
إيران تعتبر فوردو رمزًا سياديًا، وأي استهداف لها “إعلان حرب”. وقد حذّر قادة الحرس الثوري مرارًا من أن أي هجوم إسرائيلي سيقابل بضربات صاروخية على أهداف استراتيجية في إسرائيل، وستُفتح جبهات متعددة ضدها.
وفقًا لوكالة “فارس”، قال مسؤولون إيرانيون إن “طهران لن تقف مكتوفة الأيدي، وستحوّل الضربة إلى كارثة على إسرائيل إن حدثت.”
4. رأي الخبراء العسكريين
عملية معقدة ومحفوفة بالمخاطر.
يؤكد محللون عسكريون غربيون أن منشأة فوردو تقع تحت جبال صلبة، ويصعب تدميرها عبر القصف الجوي التقليدي، ما يُحتّم تدخلًا بريًا خاطفًا. ويصفون الخطة بأنها “مقامرة استراتيجية” قد تنجح تقنيًا ولكنها محفوفة بالتصعيد الجيوسياسي.
وفقًا لخبير الأمن القومي عاموس يادلين، فإن نجاح العملية يعتمد على عنصر المفاجأة والدقة العالية، ولكن تبعات الفشل ستكون كارثية.
5. الرأي العربي والدولي
قلق من إشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط.
تخشى العديد من الدول العربية والخليجية أن تؤدي الضربة إلى جرّ المنطقة إلى حرب مفتوحة، في وقت تشهد فيه توترًا أصلاً بسبب غزة ولبنان. وتفضل هذه الدول احتواء التوتر عبر الضغط الأمريكي والدبلوماسي.
وفقًا لموقع “الشرق” و”الجزيرة”، عبّر دبلوماسيون عرب عن قلقهم من أن أي تصعيد عسكري سيقوّض استقرار المنطقة ويؤثر سلبًا على أمن الطاقة وسلاسل الإمداد.
تعليقات شخصيات سياسية وخبراء عسكريين بارزين
1. عاموس يادلين – الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية
“إذا كانت إسرائيل جادة في ضرب فوردو، فنحن نتحدث عن واحدة من أصعب العمليات في تاريخ الدولة. ستكون مخاطرة محسوبة، لكن البديل — امتلاك إيران لقنبلة نووية — أكثر خطورة.” في : مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية
2. بيني غانتس – وزير الدفاع الإسرائيلي السابق
> “نحن نمتلك القدرة، لكن علينا أن نسأل: ما الذي سيحدث بعد الضربة؟ المواجهة مع إيران ليست مجرد طلعة جوية، بل مواجهة متعددة الجبهات. وفق تصريحات خلال مؤتمر أمني في تل أبيب
3. حسين سلامي – قائد الحرس الثوري الإيراني
“فوردو محمية ولن تصل إليها طائراتكم. وإذا تجرأتم، فستكون صواريخنا فوق تل أبيب قبل أن تخرجوا من أجوائنا.” بحسب وكالة تسنيم الإيرانية
4. توماس فريدمان – كاتب في “نيويورك تايمز”
“إسرائيل تلعب بالنار. قد تستطيع توجيه ضربة لفوردو، لكنها لن تستطيع التحكم في ردود إيران ووكلائها. أي خطوة غير محسوبة قد تشعل حربًا إقليمية واسعة.” في مقال رأي في نيويورك تايمز
5. روبرت مالي – المبعوث الأمريكي السابق لإيران
“واشنطن لا تستطيع منع إسرائيل، لكنها تدرك أن أي ضربة لفوردو ستقضي على ما تبقى من الدبلوماسية. وقد تُجبر أمريكا على الدخول في نزاع لا تريده.” فيوتصريح سابق لقناة PBS الأمريكية
6. د. عبد الله الشايجي – أستاذ العلوم السياسية بالكويت
“الخليج في مرمى النيران إذا اندلعت الحرب. إسرائيل تفكر بمنطق أمني ضيق، لكنها قد تفتح أبواب جهنم علينا جميعًا.” وفق تصريح في برنامج “ما وراء الخبر” على الجزيرة
7. تامير باردو – المدير الأسبق للموساد
> “حتى لو نجحنا في تدمير فوردو، فهل نعرف ما الذي تخفيه إيران؟ هذه ضربة يجب أن تُحسب جيدًا، وإلا سنخسر أكثر مما نكسب. بحسب تصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت