عنتر فرحات يكتب: حتى لا يتكرر سيناريو سوريا في الجزائر

رسالة للسيد رئيس الجمهورية والسيد قائد الأركان

(ركز جيدا مع هذه الجملة: مرسيدس الشيخ البوطي)

أول ما يتبادر إلى ذهنك هو ما علاقة سوريا بالجزائر ولماذا ربطت سوريا بالجزائر؛ وإن كان ما حصل في سوريا صعب بل استحالة تكراره خاصة في الجزائر؛

وذلك لطبيعة التركيبة المجتمعية ما بين الجزائر وسوريا، إضافة إلى الخلفيات العقائدية والإيديولوجية الراسخة في المجتمع، هذا أولا.

ثم أليس خوفك هذا هو أكبر دليل على التقهقر الذي تعيشه البلاد، وأنتم تتغطون بأحاجي من قبيل أنها قوية ولا نظير لها، وأنها تمشي في الطريق الصحيح،

وهو ما جعلكم تعادون القريب قبل البعيد لأجل هذا النظام، والذي أنت اليوم تعترف أن ما حدث في سوريا قد وصلكم ارتداداته.

على كل جزائري أن ينتبه لهذه

أما أنا وحتى أجيبك عن هذا فيجب على أن أعرج على بعض النقاط التي يجب على كل جزائري أن ينتبه إليها، وقبل أن أستحضر هذه النقاط دعني أهني الشعب السوري،

أولا على سلامتهم، لأن بقاءك حيا في ظرف مثل الذي مرت به سوريا فهو فضل كبير من الله عز وجل،

وأثني التبريكات برفع القهر الذي كان يعيشه ذلك المجتمع الطيب، الذي لم يعرف كيف وجد نفسه ما بين قهر نظام طائفي وبين سدان تجار بشر يخيرونه ما بين تنفيذ أجندات مشاريعهم العولمية أو عبودية الخيام والموت غرقا،

ولكن إرادة الله فوق كل إرادة، أما فرح الشعب السوري بما حصل فهو ما سنخصص له مقالا خاصا بإذن الله تعالى.

-وتعريجا على موضوعنا لماذا يجب على السيد الرئيس التحرك وبسرعة قبل فوات الأوان، وحتى لا يتكرر سيناريو سوريا، فهنا دعني أستفتح بهذه القصة الحقيقية،

والتي كانت تقريبا 2005 أو 2006م، حيث قدم القصر الرئاسي في دمشق سيارة مرسيدس كهدية للدكتور البوطي (رحمه الله) كي يستعملها في تنقلاته، فشكرهم الدكتور البوطي، وأرجعها للقصر بحكم أنه لا يحتاجها.

الشيخ في خدمة الرئيس

ممكن تستغرب وأين المشكلة، الشيخ في خدمة الرئيس فطبيعي يهديه سيارة والتي لا تعتبر شيئا؛

مقارنة بما قدمه الشيح لسوريا بلدا او للنظام بوجه أخص، وهي أصلا من قوت الشعب الذي قهره النظام بجبروته.

لا، ليس هذا الغريب، الغريب أن القصر رأى أن السيارة قد غُيرت، فبعد أن كانت سيارة من نوع يتناسب مع هدية الرئيس،

إذا بالشخص المكلف بإيصال السيارة غيرها، جعلها سيارة مرسيدس بالاسم فقط (نوع قديم)، أكيد فهمت قصدي من هذه القصة الحقيقية.

-الذي أريده أن هذه الحادثة وأنا اجزم القول إنها تتكرر يوميا في الجزائر، سواء ما يحصل في المؤسسات التربوية ابتداء من المدراس الابتدائية إلى الجامعات إلى المدارس العليا،

والأمر نفسه في المؤسسات الصحيحة، والتي أصبحت مصالح أو مكان عملي لإثبات فشل الدولة،

ولا داعي للكلام عن البلديات والمديريات التابعة للوزارات، فكل قرارات السيد الرئيس حبر على ورق، وإن نفذت فلا تزيد عن كونها شبيهة بمرسيدس الشيخ البوطي.

فالذي أريده هنا أنه يجب ضرورة على السيد الرئيس أن يركز على أن كل القرارات التي تم الموافقة عليها قد تم تنفيذها وفق ما تمت المصادقة عليه،

وهذا يقتضي أن تكون الدولة متمثلة في المؤسسات الأمنية حاضرة وبقوة، لا في كل المؤسسات بل حتى في المشاريع الصغيرة،

والتي الجميع يعرف قيمتها الحقيقة، وكيف تكون قيمة المشروع بعد النفخ.

الربط بين النظامين السوري والجزائري

فهنا سيتبادر إلى ذهنك سؤال آخر: كيف ربطت بين النظام في سوريا والنظام في الجزائر؟

الآن لو تسأل الشيح أسامة الرفاعي أو الشيخ كريم راجح أو الشيخ البُغا (حفظهم الله جميعا)، إنهم كان باستطاعتهم يطلبوا لقاءات من رئيس سوريا،

بل إن الرئيس كان يرسل لهم مبعوثين خاصين، بل كان بشار الأسد بنفسه كان يذهب للشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ حفظه الله موجود وتأكدوا من هذا الكلام.

فالسؤال هنا: إذا كان بشار الأسد بهذه الطريقة المتسامحة، فلم لم نر أثر ذلك أفعالا في سوريا،

وتستطيع أن تقول لي: أنت كنت هناك، وتعرف أنه لا يوجد أي أثر في دمشق بل في سوريا كلها يتناسب مع تصرفات الأسد مع علماء دمشق.

-هنا مربط الفرس، وهنا أخطر نقطة يجب على الدولة الجزائرية أن تنتبه لها، وهي ما بين الطائفية في سوريا وحزب الإدارة في الجزائر.

موضوع مقالنا القادم بإذن الله تعالى: «ما بين حزب الإدارة في الجزائر والطائفية العلوية في سوريا»

عنتر فرحات

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights