الثلاثاء أكتوبر 1, 2024
مقالات

عنتر فرحات‏ يكتب: «غزوة البريكس» أو «مقدمات حرب الانتخابات»

لما يصبح مستوى النخب هو مستوى عارضة أزياء ..

-في أول انتخابات في مصر بعد تنحي الرئيس  حسني مبارك (رحمه الله)، كانت انتخابات تعديل الدستور2011م، وكان الصراع شديدا، ويمثل صورة حية لـ الصراع العالمي لما يجتمع في منطقة واحدة، إلا أن أحد أطراف الصراع استطاع أن يعطي لصراعه صبغة شرعية، فأصبح انتصاره انتصارا لله، وهو ما أدركه الطرف الآخر، وبما أن الانتخابات في مصر تكون يوم الأحد، فيوم الجمعة سيكون مادة ممتازة للخوض في الانتخابات، وإقناع المصلين بالذهاب للانتخابات، والمشاركة بقوة من أجل نصرة دين الله، وهو ما عبر عنه أحد الخطباء المشهورين والذين يمثلون تيارا معينا بـ«غزوة الصنادين»، لذلك كانت ردة فعل الطرف الآخر بأن هذه هي أخطر جمعة في مصر، وكان هذا التصرف أحد الأسباب الرئيسة التي جعلت السلطة تفرض على الأئمة مواضيع الخطب لاحقا.

-الذي أريد وبما أن الطرف الذي بدأ يجهز منذ 2019م، لحرب الرئاسيات ورأينا هذا لما وظف تصريحات شيخ من وهران في أن الدولة هي التي ترعى الفساد، مباشرة هذا التيار يستغل الآن النخبة، ويقنعها في تصرف غريب أن عدم انضمام الجزائر لمجموعة (بريكس BRICS) أكبر فشل تاريخي، ويجب عزل الرئيس فورا، ولا ننتظر حتى الانتخابات المقبلة.

-ولما تركز تجد أن نفس الأقلام ونفس الصفحات التي تبنت وتعاطفت مع شيخ وهران هي التي تتبنى فكرة فشل الرئيس في الانضمام للمجموعة ما أريد قوله:

-ركز معي وافهم جيدا لما تقارن مقال الدكتورة Tresor Rakal عن عدم دخولنا إلى مجموعة البريكس وتقارنه بتلك الأقلام أومن يسمون أنفسهم النخبة وأصحاب الصفحات المؤثرة وطنيا، تفهم بل لا يبق لك مثفال ذرة من شك، لماذا صاحب القرار عندنا لم يشارك الشعب يوما في صناعة القرار، أو في رسم الخطط المستقبلية.

-نخبة (للأسف) تجد خط سيرهم هو نفسه ما تطرحه مؤثرات التيك توك والانستغرام.

-ركز جيدا وبمتابعة عفوية وبسيطة، تجد أن كل طرحهم هو ربط الفشل بالسيد  الرئيس عبد المجيد تبون، وقبله كانت ثورة رهيبة التي استحدثها الشيخ في وهران، ممكن تستغرب هذا الكلام؛ لكن الذي يجب أن تستغربه وهو أن مؤثرة في التيك توك، أول ما اشتهرت به كانت عارضة الملابس الداخلية (حشاكم)، ثم عَمَّدت ابنتها في الكنيسة، وجدناها تقول لمتابعيها الجنادرة، لازم تتضامنون مع الشيخ، وهو نفسه الطرح الذي تبنته النخبة والتيار الإسلامي.

-يعني كل هذه جاءت مصادفة وقدرا، أو تخطيط بمكر من مجموعة متخصصين يعرفون مدخلات ومخرجات العقلية الجزائرية والتي توزن بالعاطفية للأسف الشديد، (اللهم إلا إن كانت عارضة أزياء الملابس الداخلية (حاشاكم) يعني راح تتوب، وتلبس جلبابا وتترهبن، فهنا نكون ظلمنا التيار الإسلامي والنخب الوطنية).

-ثم قبل أن يهدأ دخان الشيخ والذي استفاد منه أولا وقبل كل شيء المخازنية حلفاء الصهاينة، تأتي واقعة البريكس، وصراحة كنت انتظر من التيار الإسلامي يسميها غزة البريكس، ويزين العنوان بـ«غزوة البريكس» ومراجعة حسابات الرئيس، وقبل أن تثور ثائرة أقلام وحناجر التيار الإسلامي من على المنابر، ثارت أقلام النخبة من القنوات ومواقع التواصل، وهي تؤكد على مدخل واحد وهو فشل الرئيسين ونتيجة واحد لا يجب للرئيس أن يترشح لعهدة ثانية، العجيب ليس طرح من يسمون أنفسهم نخبة، لكن العجيب كيف لهذه النخب ان تتفق في النتيجة مع عارضة أزياء داخلية.

Please follow and like us:
عنتر فرحات
كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب