مقالات

عنتر فرحات يكتب: لماذا يهاجمون الجزائر؟

بصفتك مواطنا عربيا أو ممن يهتمون بالشأن العربي خاصة والإسلامي عامة؛ فلا محالة قد لفت انتباهك ذلك الهجوم الشديد والشرس ضد الجزائر وعلى مدار ثلاثة عقود، واشتد أكثر بعد 2011م، وإن كان توقف أو قلت حدة الهجوم كثيرا عن بعض الدول؛ إلا أن الهجوم على الجزائر لم يتوقف أبدا، والغريب في الهجوم على الجزائر يكن متكاملا بمعنى؛ تجد قنوات ومجلات وجرائد وجامعات وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، ولعله لفت انتباهك أن قنوات فتحت خصيصا لمجال معين تجدها تخصص حيزا كبيرا لمهاجمة الجزائر، ولا محالة انتبهت أن قنوات خاصة فتحت من أجل التحريض على الجزائر، سواء في أوربا (فرنسا وبريطانيا) أو قنوات تبث من دول عربية للأسف الشديد، والغريب أن كثرا من صانعي المحتوى جعلوا مادتهم هي مهاجمة الجزائر؛ ليقينهم أن أطرافا كثيرة كبيرة ستقدم لهم كل الدعم المطلوب لتصدر المواقع.

-وإن كان مهاجمة قنوات وصحف وجرائد المملكة المغربية ضد الجزائر قد تجد لها مبررا، فما هو سبب استهداف الجزائر من طرف قنوات ومجلات ونشطاء مشارقة؟

-الجميع لما يسمع الجزائر أو ما يتبادر إلى ذهنك أنها شعب لا يتكلم اللغة العربية، بينما لما تنظر لقنوات الأخبار والمعلقين فإن الريادة للجزائريين، سؤال لماذا لم تربط بين المعلومة التي ألقموك إياها، وهذا الأداء المميز، كمثال بسيط فقط، كيف أو من جعلك تعتقد أن الشعب الجزائري لا يتكلم العربية؛ هو نفسه الذي جعلك تشعر وكأن الجزائر تعيش وكأنها أكبر دولة قمعية في العالم، على شاكلة كوريا الشمالية والصين فترة -ماو تسي تونغ-؛ بينما الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تستطيع تنتقد فيها الرئيس علانية وتنتقد الجيش وتنتقد كل المؤسسات والشخصيات؛ ومن المستحيل أن تجد هذه المساحة من الحرية إلا في الجزائر والإعلام اللبناني.

-أعرف أن الجميع لا يعرف شيئا عن الجزائر وهذا شيء متعمد، أما لماذا مهاجمة المشارقة للجزائر، سنخصص له مجلسا خاصا، وأما القنوات التي تبث من تركيا وبريطانيا وفرنسا فمعلوم مصدر تمويلها، وهو الجواب المباشر.

-وهنا سأعرج على نقطة على جناح السرعة، لماذا تلك الحملة الكبيرة من المملكة المغربية ضد الجزائر؟

الشيء الذي يجب أن تعرفه أن ما تراه حربا بين الجزائر والمملكة المغربية هو في حقيقته حرب ما بين الجزائر ودولة الكيان، لأن الجزائر بالنسبة للتيار الصهيوني يرى بأنها حق مشروع له، ولأنه يرى فيها أرض ميعاد.

ولأن المجموعات الصهيونية يعرفون الجزائر والشعب الجزائري حق المعرفة؛ وذلك لأنهم عاشوا في الجزائر منذ فترة سقوط الأندلس حتى سنة 1962م وذلك لخروجهم مع المحتل الفرنسي؛ لأنهم تحالفوا مع الاحتلال وخانوا الدولة التي آوتهم وكانوا معاونين وشركاء للمحتل الفرنسي ضد الجزائر، فكان مصيرهم حتميا، مع الأقدام السود والخونة الجزائريين الذين انضموا لفرنسا؛ وهذا ما يعني استحالة عودة خائن لأرض الوطن، فالقضية خيانة وليست مشكلة ديانة، هذا أولا.

-فكان المشروع الصهيوني يقتضي تشويه صورة الجزائر بأية وسيلة، ولأنهم يعرفون شدة وحب الجزائري لأرضه، وأنه مستعد للموت من أجل أرضه وفي أي منطقة كانت، وهذا هو سبب عزوف الصهاينة عن مهاجمة الجزائر مباشرة، وجعلهم يوظفون وكلاء ونشطاء ناطقين بالعربية لمهاجمة الجزائر؛ وهذا هو التفسير لماذا كل من يريد شهرة (ترند)سريعة، يبدأ في مهاجمة الجزائر، وهذا هو الجواب المبدئي لوجود قنوات في تركيا ناطقة بالعربية تهاجم الجزائر، وهذا جزء من تفسير تلك الحملة الكبيرة من المشارقة ضد الجزائر.

-نأتي لنقطة أخرى نختم بها هذه المقالة، ثم اجعلها ميزانا ما بين الجزائر ونشطاء وإعلاميين المملكة المغربية الذين يهاجمون الجزائر.

أكيد سمعت بمدونة الأسرة المغربية التي صدرت هذا الأسبوع، وتلك الكوارث التي تضمنتها، ضد الأسرة والأخلاق والمجتمع؛ هل وجدت قناة إعلامية أو نشطاء عرب أو قنوات في تركيا او في غيرها تتطرق لها.

هل وجدت رجال دين ينكرونها..

اعتبر لو أن تلك المدونة كانت في الجزائر (لا قدر الله) كيف سيكون رد القنوات والنشطاء سواء في المملكة المغربية أو مملكات الخليج أو القنوات التي تتبع للجهات التي تكلمنا عنها.

-فقط أعطيك إشارة وعليها قس كل الامور:

آخر تعديل في قانون الأسرة الجزائري، حفاظا على الأسرة، إذا طلبت المرأة الطلاق (الخلع)، وكان لها ولد أو أولاد فإن لها حق الحضانة، لكن ليس لها حق النفقة.

بينما كان للمرأة التي تطلب الخلع؛ حق الحضانة وحق النفقة، وكانت الجمعيات النسوية تطالب بحق الحضانة حتى لما تتزوج بعد الطلاق؛ يعني ابن الزوج الأول يتربى في حضن الزوج الثاني، وعلى نفقة الزوج الأول.

فأنت هنا مباشرة يتبادر إلى ذهنك أن المشرع الجزائري اتخذ هذا القرار؛ والذي يعتبر مجحفا بالنسبة للمنظمات النسوية، حتى المرأة لا تفكر في الطلاق مباشرة، والغاية حفظ الأسرة الجزائرية.

بينما في مدونة المملكة هذا الأسبوع قد تم اتخاذ هذا القرار، يعني المرأة تتطلق، وتكون لها نفقة من زوجها، ثم يكن لها حق الحضانة حتى بعد الزواج.

-هذا مثال بسيط فقط لماذا ذباب المملكة يشن تلك الحملة الشرسة ضد الجزائر؛ لأن الغاية إشغال الرأي العام في المملكة بمشاكل غيره؛ وإن اقتضى الأمر نخلق حربا كلامية.

هذه مقدمة فقط لماذا يكرهون الجزائر؟ وإن كانت فرصة نتطرق لكل الجوانب التاريخية، التي رسخت للغرب عامة ولعملائه خاصة أسباب كره ومحاربة الجزائر.

عنتر فرحات

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى