تقارير

عندما ظلّت الكعبة 22 سنة مِن دون الحجر الأسود

1- نهبُ مكة على يد القرامطة الشيعة بقيادة (أبو طاهر القرمطي)

أبو طاهر الجنابي القرمطي (توفي في سنة 332 هـ / 944 م) هو ملك البحرين، وزعيم القرامطة.

اسمه: سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري، (أبو طاهر القرمطي)، نسبته إلى «جنابة» من بلاد فارس.

2- القرامطة فرقة شيعية إسماعيلية ضالة، أقامت دولة إثر ثورة اجتماعية وسياسية ضد الدولة العباسية، وانشقت من باقي الشيعة الإسماعيلية بعد رفضهم إمامة عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية، وأنشأ القرامطة دولتهم في بلاد البحرين (شرق شبه الجزيرة العربية).

3- استغل القرامطة ضعف الدولة العباسية وتفككها لدويلات، وانشغالها بحرب مع ثورة الزنوج، فعاثوا في الأرض فسادًا، وسيطروا على بعض مناطق الجزيرة العربية، وارتكبوا مجازر كبرى، خاصةً في طريق الحُجّاج، فألغى أهل الشام والعراق الحج لشدة الرعب منهم،

– قاموا بمجزرة كبرى في البصرة استمرت 17 يوما، واستباحوا الأموال، واغتصبوا النساء، ثم هاجموا أطراف الشام، وكانوا كلما مروا بقرية سلبوا الأموال، وقتلوا الرجال، واغتصبوا النساء، ثم يحرقون القرية بما فيها ومن فيها، أطفال وعجائز.

4- كانت الكارثة الكبرى للقرامطة، عام (317هـ – 930م) حينما أغاروا على المسجد الحرام، وقتلوا من فيه، وسرقوا الحجر الأسود لمدة 22 سنة،

5- قام أبو طاهر القرمطي، ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس مُحرِمون، وقتلَ حوالي 30 ألفا من الحُجّاج وأهل مكة الذين حاولوا الدفاع عن الحجر الأسود (حسب تاريخ ابن كثير) واقتلع القرامطة الحجر الأسود، وهم يتضاحكون: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم أرسلوه إلى هَجَر (الهَجَر هو الاسم القديم لمدينة الإحساء السعودية)

6- دخلَ القرمطي الكعبة على ظهر حصانه ومعه عساكره، وهناك تشبّث الحجاج والعُبّاد والشيوخ والنساء بغطاء الكعبة المُشرّفة، وفي وسط هذا التدافع البشري في موسم الحج، كانت المذبحة الكبرى، والقرامطة يقتلون ويدوسون كل شيء ببربرية مفجعة، ويصيحون بضحاياهم في سخرية ووحشية: (يا حمير! أليس قلتُم في هذا البيت مَن دخله كان آمنا؟ أين حُرمته الآن)

7- يعلق ابن الجوزي وغيره من المفسّرين على قوله تعالى: “من دخَله كان آمنا” أي من دخل المسجد الحرام فعلى القائمين على هذا البيت تأمين الزوّار والحجّاج والمعتمرين والعمل على راحتهم وعدم التعرض لهم، وقيل آمنا من النار.

8- انتشر نهب القرامطة، وراحوا يقتلون الناس في كل مكان داخل الحرم، وفي طرقات وشوارع مكة، حتى امتلأ البلد الحرام بالجثث، فأمر القرمطي أتباعه بدفن القتلى في ساحة الكعبة، وإلقاء البقية في بئر زمزم، ولم يتوقف الأمر عند هذا، بل إن أبا طاهر القرمطي اعتبر الكعبة المشرّفة والبيت الحرام والطواف به مثل عبادة للأوثان والأصنام، وكان يوبّخ من يقتله من المسلمين بهذا الكلام قبل قتله،

9- وضع القرمطي الحجر الأسود في بيتٍ كبير، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة الآلاف من أهل القطيف.

10- رفضَ القرامطة طيلة 22 سنة، كل العروض المالية الكبيرة التي قدّمها المسلمون، لإعادة الحجر الأسود.

11- ظل الحجر الأسود معهم فى الإحساء لمدة 22 سنة، والناس حول الكعبة يطوفون ولا يجدون الحجر الأسود، حتى هدد الخليفة العزيز بالله الفاطمى فى مصر القرامطة أن يرسل لهم جيشًا إلى الإحساء ليعيد الحجر الأسود، فخافوا على مُلكهم فى الإحساء وأعادوا الحجر الأسود إلى مكة سنة 339 هجرية،

ونجح العزيز بالله في القضاء عليهم، وإبادتهم، بعد ذلك، وتطهير الخليج والشام منهم،

12- يقول الإمام ابن الجوزي: (إن مذهب القرامطة ظاهره الرفض “التشيع” وباطنه الكفر، ومفتتحه حصر مدارك العلوم في قول الإمام المعصوم، وعزل العقول أن تكون مدركة للحق لما يعترضها من الشبهات… هذا مبدأ دعوتهم، ثم إن غاية مقصدهم نقض الشرائع… وقد ثبت عنهم أنهم يقولون بإلهين قديمين.. وكلهم أنكر القيامة.. ثم إنهم يعتقدون استباحة المحظورات، ورفع الحجر… وغرضهم هدم قوانين الشرع)

———-

 المصادر:

1- القرامطة (ابن الجوزي)

2- تاريخ المذاهب الإسلامية (محمد أبو زهرة)

3- تاريخ الرسل والملوك (الطبري)

4- الكامل في التاريخ (ابن الأثير)

5- القرامطة (المستشرق الهولندي: ميكال يان دي خويه)

6- كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة (محمد بن مالك الحمادي اليماني)

7ـ تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة (محمد عبد الله عنان)

8- فضائح الباطنية (أبو حامد الغزالي)

9- تاريخ مكة (أبو عبد الله الفاكهي)

10- تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد (أبو بكر الجراعي)

11- الأعلام (خير الدين الزِّرِكْلي)

————

يسري الخطيب

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى