السبت سبتمبر 28, 2024
الأخبار

عين على السودان.. هذا هو حال الولايات والمدن الآن

خاص: الأمة| تتعرض السودان لمحنة عظيمة وحرب أودت بأرواح الآلاف، وأصيب عشرات آلاف آخرين، فضلًا عن نزوح مئات الآلاف، فكيف هو حال السودان الآن، في ظل هذا الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” المتمردة وتبعات ذلك على الأزمة الإنسانية المتفاقمة؟!

يقول الباحث السوداني، المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد تورشين، إن الأزمة الإنسانية تبعاتها كبيرة جدًا، وأن الدولة السودانية الآن في حال لا تحسد عليه لأكثر من عام، حيث أن الخدمات المدنية لا أقول في كل السودان لكن في أجزاء مهمة منها، كدارفور وجزء من كردفان، وحتى في المناطق الأخرى التي لا زالت تعمل الخدمة فيها كجنوب السودان الجديد وشمال وشرق السودان، شبه متوقفة، لكن ما فائدة ذلك والحياة مشلولة تمامًا في العاصمة، لأنه من المعلوم أن من بين الإشكاليات التي طالما عانى منها السودان أن معظم المراكز الصناعية والتجارية هي في الخرطوم، وبالتالي ألقى هذا بظلاله على الوضع الإنساني.

وأضاف تورشين، أن الشيء الآخر أيضا أن الحرب جعلت الكثير من المدنيين في حالة من الهلع الأمر الذي جعل أعدادًا كبيرة وضحمة تنزح إلى مصر، ما أربك حتى الحكومة المصرية والمجتمع المصري؛ بالرغم أنه من قبل ارتباط السودان بمصر ارتباط كبير، وهذا نتيجة للمشتركات الكثيرة بين البلدين كالحدود والثقافة واللغة والدين، وبالرغم من أن الوصول إلى إثيوبيا ربما كان أسهل من الوصول إلى مصر؛ لكن مصر بالنسبة للسودانيين حالة خاصة وارتباط فطري يجعلها رغبة أولى للنازحين.

وأردف، أنه من العوامل التي تجعل البعض يفضل الذهاب إلى مصر فرص العمل، وأن بمصر مكتب للمفوضية العامة لشؤون اللاجئين وكل هذه العوامل جعلت مصر تتحمل أكثر، وأيضًا هناك بعض السودانيين الذين ذهبوا إلى ليبيا برغم اضطراب الأوضاع الأمنية فيها والبعض الآخر ذهب إلى تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، بمعنى كل دول الجوار؛ لكن اعتقد أن حالة الهلع هي التي جعلتهم ينزحون بهذه الطريقة.

وتطرق الباحث السوداني في الشؤون الإفريقية، إلى أن هناك عدد من الولايات مستقرة، كإقليم النيل الأزرق وولايات شرق السودان كلها والولايات الشمالية حتى القرى في الريف السوداني في الأوقات التي تشتد فيها المعارك يمارس المدنيون حياتهم بصورة طبيعية، موضحًا أن هذا النزوح من الولايات الكبيرة والعاصمة.

وأشار تورشين، إلى أن المجتمع الدولي حاليًا مشغول بحروب أخرى كغزة واوكرانيا، ما ألقى بظلاله على الداخل السوداني وتأخر الاهتمام بالملف السوداني والحرب فيها وأزمتها الإنسانية؛ لكنه في النهاية يبقى ملفًا مهمًا ولا بد من الاهتمام بالملف الإنساني على وجه التحديد والسرعة لأن التأخير يعني خسائر كبيرة جدًا في ظل استهداف قوات الدعم السريع المتعمد للمدنين والمواقع المدنية، ومنها المستشفيات والمراكز الصحية، ولأن التوصيف الدولي لما يجري في السودان أنه صراع على السلطة وليست حربًا أهلية أخر كثيرًا التدخل الدولي في الملف السوداني.

Please follow and like us:
Avatar
صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب