“عيونُ القدْسِ”.. شعر: رأفت عبيد أبو سلمى
عيونُ القدْسِ شاردةٌ
يُـمَـزِّقُ سِـحْـرَهـا الأرَقُ /
وكـــم أنَّـتْ مـواجـعُهَا
أسـىً ، بالحُزنُ تحترقُ /
وكــم غـابـتْ مَبَاهِجُها
يُطـاردُ فـرْحَـها الـقلقُ /
عـيـونُ الـقدْس بـاكية ٌ
كـأنَّ جُفونها الـشَفقُ /
فـهلْ يـومًا يـصالِحُها
رجـالٌ بـالهدى ائـتلقوا /
تعودُ الخيلُ ضابـــحةً
وفي أنفاسِــــها العَبَقُ /
حوافرُها لها لَهَــــــبٌ
وفي الهيجاءِ تـنـطلِقُ /
لأنَّ الــقــدْسَ أمْنِيَةٌ
وفي تحـــــــريرها نَثِقُ /
****
عيونُ الـقـدْسٌ شـاردة ٌ
مِــن الأحـــزانِ فـي ألـم ِ/
تنـادي كـلَّ ذي هِمَمٍ
مــن الـــعُـرْبانِ والـعَـجَم ِ/
ألا هُبُّـوا أيا أمَلي
ويا أحــفـادَ ”مـعـتـــصمِ” /
أعيدوا مَجدَ أمَّتِكمْ
قرينَ العِــــــــــــزِّ والشَـمَم ِ/
أعـيــدوا أمَّــــــة ً كــانتْ
مِن العلياءِ في القِمَمِ /
“صـلاحُ الدِّين” عَـوَّدَهَـا
على الأسمى مِن الشِيَم ِ/
وكم تزهو بما صَنعَتْ
يـدُ الأسـلافِ مِِـن قِدَمِ /
ترى الأمجادَ قادمةً
بعـــزمٍ غــيرِ مُنصَرِمِ /
نـعـانـقُ عِـزَّنـا الـمـاضـي
بـعِــزٍّ راســــــخِ القَدَمِ /
****
عـيـونُ الـقـدْس ِ خائفةٌ
فـأين الـجُندُ والـحَرَسُ ؟ /
فـهـلْ يـومـا ً تـعـاودُها
سيوفُ العزَّ والفرَسُ ؟ /
غفـا بــل غــابَ فـارسُـها
فـمَـنْ لـلـصَّيدِ يـفـترسُ ! /
وهــلْ لـلـمَـجْدِ قـافـــلة ٌ
تـسـيـرُ إذا خــبـا الـقـبَسُ /
وصوتُ الـحَـقِّ لو يـعلو
فصوْتُ الـشـرِّ يَـحْـتبسُ /
ترى الآلامَ راحـــــلـة ً
ومنـهـا الــبُـرْءُ يُـلـتـمَسُ /
ومِن بـيْـن ِ الـمُنى تـوّا ً
يزولُ الـيـأسُ و الـغلسُ /
عيونُ الـقدْس في غدِنا
بـهـا الأنوارُ تـنـبَـجـسُ /
****
عـيونُ الـقدس ِ حالمةٌ
تـنـادي نـصْـرَهَـا الأكــبَـرْ /
فـهل مِـن عـاشق ٍ دان ٍ
يُـعَـانـقُ قـلـبَـها الأخـضـرْ /
يُـفـدِّي عِـرْضَـها الـغـالي
ويحيي مجدَها المُرْهِرْ /
يــداوي جُـرْحَـها الـقاني
فـتىً بالله مـسـتـنـصرْ /
فــتـىً يـسـقى روابـيـها
فـداءً طــــابَ كـالـكـوثرْ /
أيـا قدسُ المُنَى أنتِ
ثراكِ المِسْكُ والعنبَرْ /
هـــواكِ ما خبــا أبدًا
وسِحــرُ جلالِكِ المُقمِرْ /
فَـقَرِِّي قــدْسَـنا عَـيْـنًا
فإن الحقَّ لــن يُكسَرْ /