“عِش بالوفاءِ لِهَدْيِ دينِ مُحَمَّدٍ”.. شعر: محمد التميمي

يـحـلـو الـوفـاءُ وحـقـلُه الـمـعطارُ … فــيــه الــمــروءةُ أفــقُـهـا زخَّـــارُ
تُـجـلَى بــه الـنيَّاتُ يـزهرُ دوحُـها … وتـــرفُّ حــول أريـجِـها الأوطــارُ
تـسقيه مـن قـيمِ الـعقيدةِ مـاءَها … عــذبًـا يـــدٌ ولـعـزمـها اسـتـبـشارُ
فـيقوم مـن بين الونى قومٌ ذوتْ … زمــنَ الـتَّـجافي أرضُـهـا الـمحبارُ
كم من فتى أثني هواه عن الهدى … مـن قـبلُ ذاك الـموسمُ الـسمسارُ!
فـتـفـتَّقتْ أحــنـاؤُه عـــن عـزمـةٍ … قــدســيَّـةٍ مــاشـابـهـا اسـتـهـتـارُ
إنَّ الــوفـاءَ يـصـونُه روحُ الـهـدى … ويــعــيـدُه لــلــدعـوةِ الــمـضـمـارُ
فــإذا أتــى ســاحَ الـجـهادِ رأيـتَـه … بـــطــلا يــنـاجـزهـم لـــــه تــــزآرُ
تـخضرُّ فـي خـطواته أرضٌ زهتْ … أرجــــاؤُهـــا وكـــأنَّـــه أمـــطـــارُ
ولئن مشى في الناسِ فاحَ عبيرُه … وكـــأنَّـــه الــنــسـريـنُ والـــنُّـــوَّارُ
وكـأنَّه الـقرآنُ يـسعى فـي الـورى … ولِــفــضـلِـه تــتــوجَّــه الأنـــظــارُ
عــش بـالوفاءِ لَـهَدْيِ ديـنِ مُـحَمَّدٍ … واعــلــمْ بــأنَّــك لـلـعـلـى تُـخـتـارُ
وانـهضْ بـدعوتِك الـكريمةِ فارسًا … كــالأوَّلــيــن لــذكــرِهــم إكـــبــارُ
بـإبـائـهم ويـقـيـنِهم بـالـنَّصرِ مــن … ربِّ الــــورى تـتـقـهـقرُ الأخــطــارُ
ســادوا الـبـريَّة بـالإخـاءِ وبـالـوفا … وبـفـضـلهم قــد ســارت الأخـبـارُ
لـــم يــبـق طـاغـوتٌ يـجـرُّ رداءَه … كِــبـرًا ويـعـلـو سـمـتَـه اسـتـكـبارُ
ذلَّ الـطـغاةُ وقــد تــوارى شـأنُهم … واسْـتُـبْعِدَتْ عــن غـيِّـها الأفـكـارُ
وهـفـا إلــى الـدنـيا حِـباءُ شـريعةٍ … ولــجــودِهـا تــتــضـاءَلُ الأنــهــارُ
وكـأنها الـسُّحُب الـتي فـي دفقها … جـــودٌ يـفـيـضُ وخــيـرُه مـــدرارُ
فـبـوجهها الـعُـلويُّ أشــرقَ كـونُـنا … وتـــلألأتْ فـــي الـعـالَـم الأنـــوارُ
هـذا صـباحُ الوحيِ من ربِّ السَّما … مــــازالَ فــــي قــرآنــه الإعــمــارُ
لايُـبْـتَنَى أمْــنُ الـشـعوبِ بـبغيِهم … وحــضــارةٍ قــلَّـتْ لــهـا الأنــصـارُ
فـلقد جـفاها الـناسُ فـي بلدانهم … إذ زاغــــتْ الأحــــلامُ والأبــصـارُ
واشـتدَّ كـربُ الناسِ خوفا من يدٍ … مــلـعـونـةٍ فــيــهـا الأذى والــنَّــارُ
وجُـنـاتُها لــم يـعـرفوا قـيمَ الـوفا … ومـكـانـةً جـــاءتْ بــهـا الأســفـارُ
مَـــن ردَّ وحـــيَ اللهِ تــاهَ بـظـلمةٍ … وســفـاهُ مـــن أخـطـارِهـا تــيَّـارُ !
لــن يُــدركَ الـمـجدَ الـمؤثَّلَ ظـالمٌ … أو مـــجــرمٌ أو عـــابــثٌ خـــــوَّارُ
أمـــا الـشـبـابُ الأوفـيـاءُ لـديـنِهم … فَــهُـمُ الــرجـاءُ الـيـومَ والأنـصـارُ
وهُــــمُ الــوفــاءُ ولـلـمـآثرِ أهـلُـهـا … فَـلْـيَـسْقِ آمـــالَ الـشـعوبِ الـغـارُ
فــدعـوه يــرفـلْ بـالـفـضائلِ إنَّــه … وجـــهُ الأُبـــاةِ الـصِّـيـدِ والأبـــرارُ
روح الـشباب إذا تـسامى خـطوُه … مــاضــرَّه فـــي سـعـيِـه الأشـــرارُ
وقُــواهُ مــن فـضـلِ الإلــهِ قـويَّـةٌ … وبــإذنـه فـــي الـخـطـبِ لايـنـهارُ
والله جـــلَّ جــلالُـه يـرعـى بـهـم … أغــلـى الـمـسـيرةِ عـزمُـهـا جـبَّـارُ
وهُــمُ الـكـنوزُ ومــا يُـخَبِّئُ ظـنُّها … باللهِ تــحــلــو لــلــغــدِ الأقـــــدارُ
وهــمُ الـشبابُ فـؤادُها وفـخارُها … وشـمـوخُـها الـمـعـهودُ والـمـغـوارُ
طـوبى لـهم فـهم الـذين بـوجههم … وجــــهُ الـربـيـعِ ، ولـلـربـيعِ نــهـارُ