في تطور غير مسبوق، نفّذت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو 2025 غارة جوية دقيقة استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، ما أسفر عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي وعدد من أبرز القيادات العسكرية في النظام الإيراني. الحدث، الذي فاجأ العالم، حمل تداعيات سياسية وعسكرية واسعة، وفتح الباب أمام تساؤلات عدة حول مصير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وموقع قطاع غزة في معادلة الصراع الإقليمي الجديدة.
بحسب ما أوردته وكالات الأنباء الإيرانية والغربية، فقد استهدفت الغارة مواقع عسكرية ونووية حساسة في قلب العاصمة طهران، بما في ذلك مقر الحرس الثوري الإيراني.
وأكدت إيران رسميًا مقتل الفريق أول حسين سلامي، في واحدة من أكبر الخسائر التي يتعرض لها النظام منذ اغتيال قاسم سليماني في 2020.
ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها رسميًا، فإن المؤشرات كافة تشير إلى وقوفها خلف الهجوم، مع دعم غير مباشر من أطراف غربية.
في أول رد فعل رسمي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن “الولايات المتحدة لم تكن طرفًا في الهجوم”، في محاولة لاحتواء أي تصعيد مباشر مع طهران.
لكن في المقابل:
أمرت واشنطن بإخلاء جزئي لبعض قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط.
أعادت انتشار بعض الوحدات لحماية مصالحها في الخليج والعراق وسوريا.
البيت الأبيض حذّر إيران من استهداف القوات الأميركية، مع التأكيد على “دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
في الكونغرس الأميركي، تباينت المواقف:
الجمهوريون اعتبروا الضربة “خطوة ضرورية لكبح المشروع النووي الإيراني”.
الديمقراطيون حذّروا من “تصعيد إقليمي قد يجر واشنطن إلى مواجهة غير محسوبة”.
هل تنقذ الغارة نتنياهو من أزماته الداخلية؟
تأتي غارة طهران في وقت يعيش فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واحدة من أسوأ فتراته السياسية، مع تصاعد الانتقادات لسياساته خلال حرب غزة، واحتجاجات داخلية على خلفية تدهور الاقتصاد وتراجع الثقة الشعبية.
مكاسب سياسية مؤقتة:
الغارة منحت نتنياهو دفعة معنوية في أوساط اليمين المتطرف.
استخدمها لتأكيد “قوة الردع الإسرائيلية” وقدرته على “ضرب العدو في عقر داره”.
لكن.. الأزمة أعمق:
المحللون يرون أن “النجاحات العسكرية لا تكفي لترميم الشرخ السياسي”.
إذا لم تحقق الضربة استقرارًا استراتيجيًا أو تهدئة في غزة، فستفقد تأثيرها السياسي سريعًا.
خلاصة: الغارة قد تؤخر الانهيار السياسي لنتنياهو، لكنها لا تضمن له البقاء في الحكم.
غزة… المستفيد الغائب أم الخاسر الصامت؟
رغم أن قطاع غزة لم يكن هدفًا مباشرًا للهجوم، فإن تداعيات الغارة تطال المقاومة الفلسطينية بوضوح، خصوصًا في ظل العلاقة الوثيقة بين إيران وفصائل مثل حماس والجهاد الإسلامي.
نقاط ضعف محتملة:
مقتل قادة في الحرس الثوري قد يؤدي إلى ارتباك في التنسيق والدعم اللوجستي.
احتمال إعادة إيران لترتيب أولوياتها داخليًا قد يعني تراجع الدعم المالي والعسكري المؤقت لغزة.
مكاسب إعلامية ومعنوية:
فصائل المقاومة قد تستغل الحدث لتأكيد أن المعركة أصبحت إقليمية.
الغارة تضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع محور المقاومة، وليس فقط مع غزة.
ما القادم؟ توقعات ما بعد الغارة
إيران قد ترد بعمليات غير مباشرة عبر أذرعها في العراق، سوريا، لبنان، أو غزة.
إسرائيل ستعزز حالة التأهب على جميع الجبهات، بما فيها الجنوب المحاذي لغزة.
واشنطن ستواصل ضبط النفس مع تهديد ضمني بالرد على أي مساس بقواتها.