الأمة الثقافية

“غثاء”.. شعر: د. محمود خليل

أرأيتم سنةً تمضي٠٠

من آخر أَلْسِنَةِ اللهبِ٠٠ لتولد سنةٌ أخري ٠٠

من آخر نُقَطِ الصفر٠٠علي فوّهة البركان ؟!

أرأيتم كيف تفتّق رحم السنة الماضيةِ

لتولد من ضلع العامِ الآتي

كل قبورِ بني الإنسانْ ؟!

أرأيتم كيف تهاطل مطر الموت٠٠

لينبت كل زروع الخيبةِ والخسرانْ؟!

فالويلُ علينا نحن شرار الإنس

والويلُ لنا ٠٠

من شر أبالسة الجانْ

       ******

لا تحزن أبداً يا قدس ٠٠

فلسنا نحن إليك

ولا أنت إلينا

نحن الخبر البائد عما حدث

ونحن الأثر الفاسد عما كانْ

       ******

أرأيتم أن السنةَ شهورٌ٠٠

أو أيام٠٠

أو ساعات تمضي ؟!

يا كل غثاء السيل

وآكام الويل

وأشرار الجهل الضارب عفنا٠٠

من نتن الهمج العربانْ

      ******

خسئت كل وجوه السوء٠٠

وباءت باللعنة عما كانت بالأمس تبوء

واليوم !!

وبعد اليوم٠٠تُباري أسوأ وسواسٍ خناسٍ في كون الله

بذلّة نازلة الردة والخذلانْ

      ******

ماذا يبغي أشرفنا حالاً؟!٠٠

من زمنٍ نحيا فيه ٠٠

نراوح بين مراجعة اللعنة٠٠

ومنازعة الروح؟!

أو رفع جنابتنا الكبري بالزفت وبالقطرانْ

       ******

لا عادت سنةٌ أخري نحيا فيها الموتْ

في أدني نبرة صوتْ

ما بين خلايا العار المالئ ذرات الكون علينا

ما بين هوانٍ وهوانْ

      ******

نحيا حب الدنيا

وكراهيةَ الموتِ٠٠

نموت حياةً

وترابا يرفع قدماً٠٠ عن قدمٍ أخري

في عمرٍ وَسِخٍ

ما بين جبانٍ وجبانْ

      ******

لا نُعْمَي حَلّت في دار القوم

ولا رُحْمى جمعت غسق نفايات الكفرة والفجرة ٠٠

من مَثُلات الفسقة٠٠

والمثقوبين بجاه العزة والسطانْ

      ******

يا ذا العزة والجبروت

 أرحنا

وامنحنا من فيض كرامتك الكبري ٠٠

فالموت الأكبر راحتنا الآنْ

     ******

لا عادت سنةٌ أخري تأتي

أو سنةٌ أخري تمضى

إلاٌ والعربُ جميعا

قد أُخِذوا أخذ عزيزٍ مقتدرٍ ٠٠

يلعنهم كل قَليبٍ في كل زمانْ

تمتلئ قبورهمُ نارًا

وتُحَرّقُ بهم الأكفانْ

وأعذنا من شر الفتنة

واسترنا بالقبض إليك

وأنلنا شرف الرحمة

بالتوراةِ٠٠

وبالإنجيلِ٠٠

والقرآنْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى