غراندي: السودانيون يعيشون كارثة والملايين اصبحوا ضحايا للجوع والإهمال ومحنة الفرار
مطلوب تكثيف الدعم الإنساني والتنموي،.

الأمة: أصدر فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.بيانا يناشد فيه العالم العمل من أجل انقاذ السودان من الكارثة التي يعيشها منذ مايقرب من عامين قال فيه :
السودان ينزف، وقد طالت معاناة شعبه فالمدنيون يتعرضون للقصف يومياً، فيما ملايين الأشخاص عالقون بين براثن الصراع والإهمال ومحنة الفرار.
وقد أدت الحرب المستمرة منذ عامين إلى ما هو الآن أسوأ أزمة إنسانية وأزمة نزوح في العالم، وقد تفاقمت بسبب الخفض الحاد في المساعدات الدولية. في الأيام القليلة الماضية، شهدنا هجمات دموية على الفئات الأكثر ضعفاً في شمال دارفور. وكان من بين الضحايا عمال إغاثة، وهي انتهاكات صارخة للقانون الإنساني.
السودانيون محاصرون من كافة الجهات – حرب، وانتهاكات واسعة النطاق، ومهانة، وجوع، وغيرها من المصاعب. يواجهون حالة من اللامبالاة من العالم الخارجي، والذي لم يُبدِ خلال العامين الماضيين اهتماماً يُذكر بإحلال السلام في السودان أو إغاثة جيرانه.
وتابع يقول : عدتُ لتوي من تشاد، وهي الملاذ الآمن لما يقرب من مليون لاجئ سوداني فروا من هذه المذبحة.
روى لي أشخاص التقيتهم على الحدود قصصاً عن تجارب لا ينبغي لأحد أن يمر بها. مع ذلك، ورغم الألم، أخبروني أنهم لم يعودوا يشعرون بالخطر. إنها القوة الهادئة للجوء.
لكن النقص الحاد في التمويل يعني أننا سنعاني في سبيل التخفيف من المعاناة. فالإمدادات الغذائية والدوائية آخذة في التناقص، والمآوي بدائية، ولا يمكننا نقل اللاجئين إلى مناطق أكثر أماناً.
ليس السودانيون وحدهم من خرجوا من دائرة الأضواء، فقد أدار العالم ظهره إلى حد كبير للدول والمجتمعات التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين. وعلى الرغم من شح الموارد في تشاد، إلا أنها سمحت للاجئين بالتماس الأمان على أراضيها، فيما فر عدد كبير بلغ 1.5 مليون إلى مصر.
وقد عاد مئات الآلاف من مواطني جنوب السودان إلى ديارهم، وهم من كانوا لاجئين في السابق، هرباً من العنف في السودان، ليجدوا وطنهم على شفا الحرب مرة أخرى.
إن استقرار المنطقة بأسرها معرض للخطر. ليست هناك حاجة ملحة للحماية الإنسانية فحسب، بل أيضاً للمساعدات الإنمائية حتى تتمكن الحكومات المضيفة من توفير مستقبل أفضل للاجئين وشعوبها. إنهم بحاجة للاستثمار في السلام والرخاء والاستقرار، وهم بحاجة إلى ذلك الآن.
لكن تأثير هذه الحالة الطارئة بات ملموساً في أماكن أبعد، حيث يصل اللاجئون السودانيون إلى أوغندا، ويعبرون ليبيا في رحلات محفوفة بالمخاطر باتجاه أوروبا.
هؤلاء اللاجئون بحاجة إلى حقوقهم الأساسية في الأمان والكرامة، والتعليم والعمل، والصحة والسكن، والسلام، وهم يستحقونها. لقد خاض الكثيرون هذه الرحلات بحثاً عن تلك الحقوق، وسيتبعهم كثيرون آخرون.
بعد عامين من المعاناة المتواصلة، لم يعد بإمكان العالم تجاهل هذه الحالة الطارئة. علينا بذل قصارى جهدنا لإحلال السلام في السودان، ويجب تكثيف الدعم الإنساني والتنموي، إذ أن الاستمرار في تجاهل هذه المعاناة ستكون له عواقب وخيمة.