في صباح أحد أيام أكتوبر 2023، استيقظ أهل غزة على دوي انفجارات متتالية تهز البيوت والشوارع. منازل كانت مأوى لأجيال، تحولت إلى ركام في دقائق، وأحلام آلاف الأطفال تلاشت مع دخان القصف.
لم يكن أحد بمنأى عن العنف، فالمدارس والمستشفيات والمساجد لم تسلم، والمرافق العامة التي كانت مصدر حياة للمواطنين أصبحت أطلالًا صامتة.
مع مرور الأيام، تصاعدت أعداد الضحايا بشكل مأساوي؛ فقد فقدت غزة أكثر من 39 ألف شخص، بينهم أكثر من 14 ألف طفل و9 آلاف امرأة، بينما
أصيب أكثر من 75 ألف فلسطيني. البيوت المدمرة والنازحون الذين يبحثون عن مأوى آمن أصبحوا مشهدًا يوميًا، والأصوات التي تعلو في الشوارع لم تعد سوى صرخات ألم وفقدان.
في الضفة الغربية، كانت الاعتداءات الاستيطانية والاقتحامات الليلية تسلب السكان هدوءهم وأمانهم. تم تسجيل 457 شهيدًا ونحو 4,750 إصابة، إضافة إلى اعتقال حوالي 8,000 فلسطيني، وتحطيم تجمعات بدوية
ومنازل آلاف العائلات. حتى المدارس لم تعد مكانًا للتعلم، بل صارت مواقع للصراع والمعاناة، حيث فقد آلاف الطلاب حياتهم أو أصيبوا بجروح مروعة.
ردود الفعل الدولية كانت متباينة. الجامعة العربية والبرلمان العربي أدانا العدوان واعتبرانه جريمة حرب، لكن في المقابل، الأمم المتحدة وبعض المنظمات الحقوقية اكتفت بالإعراب عن القلق، والولايات المتحدة أعلنت دعمها لإسرائيل، مما أضاف شعورًا بالعجز والغضب بين الفلسطينيين.
وسط هذا الصراع، ظهر جليًا حجم الانتهاكات: استهداف المدنيين العزل، تهجير آلاف الفلسطينيين من بيوتهم، واعتقالات تعسفية بلا محاكمات. كل ذلك جعل من القانون الدولي مجرد كلمات على الورق أمام واقع دموي لا يرحم.
ومع كل انفجار، وكل فقد، يظل الفلسطينيون صامدين، يحملون الألم والأمل معًا. لكن العالم من حولهم لا يزال مترددًا،
بينما العدوان يستمر، والدماء تسيل، والأحلام تتحطم. الحاجة إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين وتقديم المسؤولين عن الجرائم للمحاكمة لم تكن يومًا أكثر إلحاحًا.
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تبدو التوقعات بالنسبة لفلسطين مأساوية على المدى القريب، لكنها تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية معقدة:
1. استمرار التصعيد العسكري: من المرجح أن تستمر الغارات والاشتباكات، مما يزيد أعداد الشهداء والمصابين ويعمّق الأزمة الإنسانية.
2. تفاقم أزمة النازحين: مع تدمير المنازل والبنية التحتية، سيظل آلاف الفلسطينيين بلا مأوى، ما يضاعف الضغط على الملاجئ والمرافق الإنسانية.
3. تأثير على الأطفال والتعليم: تدمير المدارس واستهداف الطلاب سيؤدي إلى انقطاع التعليم وخلق جيل ضائع من الناحية الأكاديمية والاجتماعية.
4. ردود فعل عربية ودولية محتملة: من الممكن أن تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، لكن دون تحرك فعال حتى الآن، مما قد يطيل أمد الأزمة ويزيد الإحباط لدى الفلسطينيين.
5. استمرار الانتهاكات القانونية والإنسانية: التهجير القسري والاعتقالات التعسفية واستهداف المدنيين قد يستمر ما لم يتم فرض ضغوط قانونية وحقوقية دولية فعّالة.
6. احتمالات الحل السياسي: على المدى البعيد، يبقى الحل السياسي صعبًا بسبب تعقيدات الصراع، لكن المبادرات الدبلوماسية قد تحاول التوصل إلى وقف إطلاق النار أو اتفاقيات إنسانية محدودة لتخفيف المعاناة.
باختصار، المستقبل القريب يبدو قاتمًا من الناحية الإنسانية، لكن الضغط الدولي والمبادرات الحقوقية قد تلعب دورًا محوريًا في الحد من الكارثة أو تخفيف آثارها على المدنيين.