“غزّةُ وحدها”.. شعر: سلطان إبراهيم المهدي
هي وحدها وقفت تصونُ حماها
والكلُ أسلمها وخان لواها
تبت يدا مَن للعروبةِ ينتمي
مَن باعَ قدسا للعدا وتباهى
كشف القناع عن الجميع ولم يعد
أحدٌ يناصرُ أو يجيبُ نداها
خنسَ الذين تطاولوا دهرا فما
أبصرتُ حُكّاما ولا أشباها
أين السلاحُ؟ لمن يُعَدُّ؟ وغزةٌ
قد حُوصِرت من أرضِها وسماها
قد أمطرت لهبًا وأفرد شعبها
في شدةٍ بلغت هناك مداها
يا أيها الحكام أين ضميركم
وجيوشكم عن حالها تتلاهى؟
أتعاقب الأرض التي تحمي الحمى؟
هل ذنبها أن قد فدت أقصاها؟
أسلمتمُ الأطفال للجزارِ لمْ
تتأثروا لمّا أراق دماها
لم ترحموا أمًّا تَمَزَّقَ قلبها
جمعت بقايا بنتها وفتاها
أتركتمُ الأوطانَ تجرع غصةً
والغاصبُ الباغي يدك بناها؟
ويصبُّ ويلات البلاء بحقدهِ
فوق الجموعِ وينتشي بأذاها
هدمَ المشافي والمنازل وانبرى
يزجي المنايا في امتداد رُباها
أصمتمُ والصمت ذلة أنفسٍ؟
قد خاب مَن بمعرّةٍ دسَّاها
يا من أخذتم مالنا كي تنشئوا
أجياشكم ٠٠فمتى العيونُ تراها؟
إن الجيوشَ تذود عن أوطانها
تلك المهمة لا مهام سواها
يا من على عرش البلاد جلستمُ
إن الأمينَ الحرَّ من يرعاها
من لم يكن أهلا بحفظ بلادهِ
فبأي حقٍ يستحق الجاها
شتان بين مدافعٍ ومخادعٍ
والأرضُ تعشقُ حارسا لثراها
هذا صمود الصابرين بغزةٍ
غرس المنى في أرضها وسقاها