“غزّة.. ما سرُّها؟!”.. شعر: حسين العبد الله
“غزة” صامدة، وقلوب ملايين المسلمين تنصت بخشوع لأبجديات العزة التي تنهال عليها، وعلى أهلها الذين صاروا نبراسا للمجاهدين في الأرض، وللحرية والصمود والتضحية..
“شهداء غزة” ألهموا الشعراء فأوقفوا أقلامهم في محراب الطهر.
اخترنا لكم من بين ما سطّر شرفاء هذه الأمة، قصيدةً للشاعر السوري “حسين العبد الله”.
ما سرُّها؟! يا سائلًا عن سرِّها
وعن النياشينِ التي في صدرِها
عن طهرها لما تولَّت أمةٌ
عنها ونامت في عباءةِ عهرِها
عن ضحكةٍ سكنت شفاه شهيدِها
عما بدا من نظمِها في نثرِها
فأبٌ بـ (روح الروحِ) ودَّع طفلةً
وبضمَّةٍ … من قَبل ضمَّةِ قبرِها
وصغيرةٌ لا حبَّ يشبهُ قولَها:
(أمي وأعرفُها نعم من شَعرِها)
(حلوٌ وأبيضُ شَعرُه كِرلي) فهل
في الشِّعر أجملُ من قصيدة شِعرِها؟!
لا وردَ يشبه غَزَّةً لما بكت
وعلى الأنامِ تصدقت من عطرِها
جعلَتْ حكاياتِ الوداعِ قصائدًا
لا شيءَ يشبهُ غَزَّةً في صبرِها
يا أمَّةَ البترولِ فلتبكي دمًا
أسفًا على خذلانها في عسرِها
وليمسحِ التاريخُ كلَّ سطوره
يكفي من الأمجاد ما في سطرِها
….
وقال أيضاً:
نذرت بنيها غزة لتذودَ
عنا فساروا للوطيس أسودَ
إن الكرامة أن تعيش مجاهداً
بالنصر تظفر أو تموت شهيدَ
الله أكبر زمجروا وتحدروا
طوفان أقصى يقلع الرعديدَ
يا أيها الطوفان رجس إنهم
لا تبقي في الأقصى الشريف يهودَ
نام الطغاة على العروش وغزة
في كل قلبٍ أيقظت بارودَ
إن عَّز يا غزيُّ أن نمضي لكم
جيشاً وشادوا دون ذاك حدودَ
ركعاتنا سجداتنا ودعاءنا
تمضي وراءك للوطيس جنودَ