الأمة الثقافية

“غضبةُ الأُسْدِ”.. شعر: د. سلطان إبراهيم المهدي

“على هامش استعراض ترامب على مصر وبلطجته على قناة السويس”

——————————

أبِيَّةٌ مصرنا مهما دهت فِتَنُ

تأبى الخضوع ولو قد كشَّرت مِحنُ

يا مَن يُهددُ أمن الأرض قاطبةً

لا لن تمرَّ وإن هددتنا السُفُنُ

يا مَن يمسُّ عرين الأُسْدِ مجترءًا

قد غَرَّهُ الوَهْمَ ظنَّ الأُسْدْ قد سَكَنُوا

لا لن تَمرَّ فليست مصرُ هينةً

وسل عُتاةً هُنا في أرضِها دُفِنوا

يا مَن غدوت كما البالون منتفخًا

وصار قلبك بالأحقاد يضطغنُ

مصرُ السلامُ لَمَن يأتي يُسالمها

فيها الهلاك بأهل البغي يقترنُ

مصر الكنانة لم تخنع لمُجترمٍ

وليس منها الأُلو في الروع قد جبنوا

أرض الكنانة تحمي القدس تنصره

سل الملاحم عنها يُخبرُ الزمَنُ

سل أرض حطين والأهوالُ شاهدةٌ

وعين جالوت يبقى ذْرُها الحَسّنُ

ومصر قائدةٌ في البذل رائدةٌ

ما هدَّهَا جَزَعٌ ما مسَّها الوَهَنُ

 تُناصر الأهل لن ترضى بهجرتهم

 لا لن تُسَلِّمَ مَن للحق يرتكنُ

الآن تُفسد سعي البغي تمنعه

في ضوء حكمتها يسترشد الفَطِنُ

وأهل غزة أهلُ العزّ كم صمدوا

هم للحدود حُماة الثغر ما وهنوا

ضحوا وما ادخروا، وَفَّوا وما غدروا

ما في الورى مثلهم بالصبر يُمْتَحَنُ

قل للعجوز الذي يزهو بقوته:

مصر العزيزة فاخسأ أيُّها العَفِنُ

ما كُلِّ طيرٍ ترى  قد حلَّ مطعمه

وغضبةُ الأُسْدِ  لو تدري لها ثَمَنُ

ما أرض مصر ـ وإن تطمح ـ بسائغةٍ

بالجيش والشعب يفْدَى ها هنا الوطَنُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى