حالة من الغضب الواسع انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب حذف بيان للأزهر الشريف يندد بحرب الإبادة والتجويع التي يمارسها جيش الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين العزل في قطاع غزة.
وأثار حذف “الأزهر”، بيانا من صفحته الرسمية على “فيسبوك” بعد وقت قصير من نشره، غضبا واسعا وتساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتضمن البيان إدانة لحرب الإبادة والتجويع التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر.
ولم تُصدر مشيخة الأزهر حتى الآن أي بيان توضيحي بشأن حذف البيان، في حين واصل ناشطون تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدين بمضامينه، ومستنكرين قرار حذفه.
وتعليقا تساءل الكاتب الصحفي جمال سلطان :” من الذي أمر بحذف بيان الأزهر الذي حمل نداء للعالم لفك الحصار وإنقاذ الجوعى من جميع وسائل التواصل الاجتماعي بعد أقل من ساعتين من نشره؟
واضاف :” من الذي أجبر جميع الصحف والمواقع الإخبارية المصرية على منع نشر البيان؟.
وتابع :” أرجو أن يتضامن الملايين ـ داخل مصر وخارجها ـ مع بيان الأزهر، لأن الأزهر لم ينف بيانه، وإنما جهة ما تدخلت لمنع نشره، وإذا كان نداء الأزهر قد أوجعهم فلنوجعهم أكثر، لعلهم يشعرون بعارهم، تضامنوا مع الأزهر، ومع شيخ الأزهر، لا تتركوا الأزهر وحيدا، كونوا في ظهره”.
وذكر البيان المحذوف، “يطلق الأزهر الشريف صرخته الحزينة ونداءه العالمي المكلوم، الذي يستصرخ به أصحاب الضمائر الحية من أحرار العالم وعقلائه وحكمائه وشرفائه ممَّن لا يزالون يتألمون من وخز الضمير، ويؤمنون بحرمة المسؤولية الإنسانية، وبحقوق المستضعفين والمغلوبين على أمورهم.
وعلى أبسط حقوقهم في المساواة بغيرهم من بني الإنسان في حياة آمنة وعيش كريم، من أجل تحرك عاجل وفوري لإنقاذ أهل غزة من هذه المجاعة القاتلة، التي يفرضها الاحتلال في قوة ووحشية ولا مبالاة لم يعرف التاريخ لها مثيلا من قبل، ونظنه لن يعرف لها شبيها في مستقبل الأيام”.
وتابع البيان “يعلن الأزهر الشريف أن الضمير الإنساني اليوم يقف على المحك وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء يُقتلون بدم بارد، وأن مَن ينجو منهم من القتل يلقى حتفه بسبب الجوع والعطش والجفاف، ونفاد الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موت مُحقَّق”.
كما أكد الأزهر خلال بيانه على أن “ما يمارسه هذا الاحتلال البغيض من تجويع قاتل ومُتعمَّد لأهل غزة المسالمين، وهم يبحثون عن كسرة من الخبز الفُتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية لهو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”.
وأشار البيان إلى أن “من يمد هذا الكيان بالسلاح، أو يشجعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريك له في هذه الإبادة، وسوف يحاسبهم الحَكَم العدل، والمنتقم الجبار، يوم لا ينفع مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكروا جيدا الحكمة الخالدة التي تقول: أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض”.
وأردف البيان “إن الأزهر الشريف وهو يغالب أحزانه وآلامه، ليستصرخ القوى الفاعلة والمؤثرة أن تبذل أقصى ما تستطيع لصد هذا الكيان الوحشي، وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل فوري، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية؛ نتيجة استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق الطبية، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية