الثلاثاء مايو 21, 2024
انفرادات وترجمات سلايدر

غوتيريس : الهجوم علي رفح سيؤدي لنتائج كارثية علي غزة والمنطقة

مشاركة:

 

الأمة    :   في لقاءه الدوري مع وسائل الإعلام والصحافة قال انطونيو عوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة :

 بعد مرور حوالي سبعة أشهر على يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، تزداد حالة السكان في غزة سوءا يوما بعد يوم وقد دعوت باستمرار إلى وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وإلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وإلى زيادة ضخمة في المعونة الإنسانية وللأسف، لم يحدث ذلك بعد ولكن المفاوضات جارية مرة أخرى.

 فمن أجل سكان غزة، ومن أجل الرهائن وأسرهم في إسرائيل، ومن أجل المنطقة والعالم بأسره، أشجع بقوة حكومة إسرائيل وقيادة حماس على التوصل إلى اتفاق فبدون ذلك، أخشى أن الحرب، بكل عواقبها على غزة وعلى جميع أرجاء المنطقة، ستزداد سوءا بشكل هائل.

  فقد شهدت الأسابيع الأخيرة غارات جوية على منطقة رفح وإن تم شن هجوم عسكري على رفح سيكون تصعيدا لا يطاق، مما سيسفر عن مقتل آلاف المدنيين الآخرين وإجبار مئات الآلاف على الفرار وسيكون له تأثير مدمر على الفلسطينيين في غزة، مع تداعيات خطيرة على الضفة الغربية المحتلة، وعلى المنطقة بأسرها.

 وقد أعرب بوضوح جميع أعضاء مجلس الأمن، والعديد من الحكومات الأخرى، عن معارضتهم لعملية من هذا القبيل. وإني أناشد جميع أصحاب النفوذ على إسرائيل أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع ذلك.

ويبحث الآن أكثر من 1,2 مليون شخص عن مأوى في محافظة رفح، معظمهم فروا من القصف الإسرائيلي الذي بحسب ما ورد في التقارير أسفر عن مقتل أكثر من 000 34 شخصا.

 وليس لديهم سوى القليل جدا من الطعام، وبالكاد يحصلون على الرعاية الطبية، ولا يتوفر لهم سوى القليل من المأوى، ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه.

 وفي شمال غزة، يموت بالفعل أكثر الناس ضعفا – من الأطفال المرضى إلى ذوي الإعاقة – من الجوع والمرض ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتفادي حدوث مجاعة من صنع الإنسان يمكن منعها تماما.

  لقد شهدنا تقدما تدريجيا في الآونة الأخيرة، ولكن ثمة حاجة إلى المزيد بشكل عاجل – بما في ذلك الوفاء بالوعود التي قُطعت بشأن فتح نقطتي عبور بين إسرائيل وشمال غزة، حتى يتسنى إدخال المساعدات إلى غزة من ميناء أشدود والأردن.

  فبموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية المدنيين – ويجب أن يكونوا قادرين على الحصول على الضروريات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

 وإحدى العقبات الرئيسية التي تعترض توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة هي انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني وللناس الذين يستفيدون من خدماتنا.

 ولا يجب استهداف القوافل والمرافق الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني والمحتاجين ونحن نرحب بإيصال المعونة جوا وبحرا، ولكن لا يوجد بديل للطرق البرية.

وإنني أدعو السلطات الإسرائيلية مرة أخرى إلى إتاحة وتيسير وصول المعونة الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني بأمان وسرعة ودون عوائق بما يشمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، إلى جميع أنحاء غزة.

 السادة والسيدات الإعلاميون والإعلاميات الكرام،

 لقد دمرت الحرب النظام الصحي في غزة ، وثلثا المستشفيات والمراكز الصحية متوقفة عن العمل؛ والكثير من تلك المتبقية أصيبت بأضرار جسيمة وبعض المستشفيات الآن تشبه المقابر.

 ويساورني قلق بالغ من الأنباء التي تفيد باكتشاف مقابر جماعية في عدة مواقع في غزة، بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي ومجمع ناصر الطبي ففي مجمع ناصر وحده، أفيد باستخراج أكثر من 390 جثة.

وهناك روايات متضاربة حول العديد من هذه المقابر الجماعية، بما في ذلك مزاعم خطيرة بأن بعض المدفونين قتلوا بشكل غير قانوني ومن الضروري أن يُسمح للمحققين الدوليين المستقلين، ذوي الخبرة في الاستدلال العلمي الجنائي، بالوصول فورا إلى مواقع هذه المقابر الجماعية، لتحديد الظروف بالضبط التي فقد فيها مئات الفلسطينيين أرواحهم ودفنوا أو أعيد دفنهم.

 فلأسر القتلى والمفقودين الحق في معرفة ما حدث. وللعالم الحق في المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي ربما تكون قد وقعت ويجب حماية المستشفيات والعاملين الصحيين وجميع المدنيين. ويجب احترام حقوق الإنسان الواجبة للجميع.

السادة والسيدات الإعلاميون والإعلاميات الكرام،

 أود أن أختتم كلمتي بالحديث قليلا عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.

 إننا نعترف بالعمل الذي لا غنى عنه والضروري الذي تقوم به الأونروا لدعم ملايين الناس في غزة والضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، والأردن وسوريا ولبنان.

 وفي أعقاب تقرير السيدة كاثرين كولونا عن الآليات والإجراءات الكفيلة بالتزام الأونروا بمبدأ الحياد الإنساني، يجري وضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات وإني أناشد الجهات المانحة والبلدان المضيفة والموظفين التعاون مع هذه الجهود.

 فمعظم البلدان التي علقت تبرعاتها للأونروا استأنفت تقديم تلك التبرعات. ونحن متفائلون بأن جهات أخرى ستنضم إليها. وبعض الدول الأعضاء تتبرع للأونروا لأول مرة.

وإن سخاء الجهات المانحة من القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم أمر مشجع وغير مسبوق أيضا. ولكن لا تزال لدينا فجوة في التمويل وإني أدعو الدول الأعضاء، سواء المانحين التقليديين أو الجدد، إلى التبرع بسخاء لضمان استمرارية عمليات الوكالة.

 فوجود الأونروا في جميع أنحاء المنطقة مصدر للأمل والاستقرار، وخدماتها في مجال التعليم والرعاية الصحية وخدماتها الأخرى توفر إحساسا بالحياة الطبيعية والسلامة والاستقرار للمجتمعات المحلية اليائسة.

 السادة والسيدات الإعلاميون والإعلاميات الكرام،

  إن هذه هي اللحظة المناسبة لإعادة تأكيد أملنا في حل الدولتين ومساهماتنا فيه – وهو المسار المستدام الوحيد لتحقيق السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة عامة.

  والأمم المتحدة ملتزمة إلتزاما تاما بدعم الطريق إلى السلام، على أساس إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تماما وديمقراطية ولها مقومات البقاء تتمتع بوحدة الأراضي وتكون ذات سيادة، تكون غزة جزءا لا يتجزأ منها.

  وشكرا لكم.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب