غوتيريس: تحقيق العدالة المالية والأمن المناخي يجدد الأمل لعالم أكثر استقرارا
بمناسبة العام الجديد 2025..
الأمة: وجه انطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة رسالة للعالم بمناسبة العام الجديد 2025 قال فيها :
كان عام 2024 من بدايته إلى نهايته عاما شحيحا ببوادر الأمل فالحروب الدائرة تتسبب في قدر هائل من الآلام والمعاناة وموجات النزوح.
وتسود أشكال عدم المساواة والانقسامات التي تؤجج بؤر التوتر وتعمق انعدام الثقة.
واليوم يمكنني الحديث رسمياً عن مرور عقد من الزمن عانينا خلاله من حرارة قاتلة.
فقد سُجلت خلال السنوات العشر الأخيرة أعلى معدلات الحرارة السنوية على الإطلاق، بما في ذلك عام 2024.
إننا نشهد انهيار المناخ أمام أعيننا مباشرة.
لكن علينا أن نحيد عن هذا الطريق المؤدي إلى الدمار، وليس بين أيدينا أي وقت نضيعه.
في عام 2025، يتحتم على البلدان أن تضع العالم على مسار أكثر أمانا من خلال تقليص حجم الانبعاثات بدرجة كبيرة ودعم الانتقال نحو مستقبل متجدد.
وذلك أمر حيوي، ولكنه ليس عصيا عن التحقيق.
فحتى في أحلك اللحظات، رأيت كيف أن الأمل يدفع بعجلة التغيير.
وإني أرى الأمل متجسدا في النشطاء، شبابا وكبارا، وهم يرفعون أصواتهم من أجل إحراز التقدم.
وأرى الأمل متجسدا في أبطال العمل الإنساني، بتغلبهم على العقبات الهائلة وتوفيرهم الدعم لأكثر الناس ضعفاً.
وأرى الأمل متجسدا في البلدان النامية التي تناضل من أجل إحقاق العدالة المالية والعدل المناخي.
وأرى الأمل متجسدا في العلماء والمبتكرين الذين يشقون الطريق لفتح آفاق جديدة أمام البشرية.
ورأيت الأمل متجسدا في قادة العالم حينما اجتمعوا في أيلول/سبتمبر من أجل اعتماد ميثاق المستقبل.
وهذا الميثاق هو دفعة جديدة لبناء السلام من خلال نزع السلاح ومنع الانتشار.
ولإصلاح النظام المالي العالمي، حتى يصير أداة تدعم وتمثل جميع البلدان.
وللعمل من أجل توفير المزيد من الفرص للنساء والشباب.
ولبناء حواجز الأمان، بحيث تعطي التكنولوجيات الأولوية للناس بدلا من جني الأرباح، وللحقوق بدلا من الخوارزميات المنفلتة.
وللتمسك، على الدوام، بالقيم والمبادئ المكرسة في حقوق الإنسان والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وليست هناك ضمانات لما سوف يكون عليه عام 2025.
بيد أنني أتعهد بالوقوف إلى جانب كل من يعمل على تهيئة مستقبل أكثر سلاما ومساواة واستقرارا وصحة لصالح جميع الناس.
فمعاً، يمكننا أن نجعل من عام 2025 عام بداية جديدة، لا يقف فيه العالم في حالة من التشرذم، بل ككتلة من الأمم المتحدة.