الأمة: عقدت الأمم المتحدة مؤتمرا رفيع المستوى حول “التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين”، لإعادة تأكيد الدعم الدولي لحل الدولتين والتخطيط والتنسيق لتنفيذه. ويهدف المؤتمر إلى المساعدة على إنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة التي تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل.
تحدث في افتتاح المؤتمر كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، ورئيس وزراء فلسطين محمد مصطفى.
وفي إطار المؤتمر، عُقدت ثلاث مناقشات على شكل موائد مستديرة، تناولت إحداها موضوع المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.ويُختتم المؤتمر تحت رئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا اليوم الأربعاء 30 تموز/يوليو
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ قال إن الفظائع في غزة ودورة العنف اللا نهائية بين إسرائيل وفلسطين تبين بجلاء أننا لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو. وأوضح أن هذا المؤتمر مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، “ويجب أن يؤدي إلى تغيير حاسم في الاتجاه الصحيح”.
وحذر من أننا “إذا لم نعالج الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني بصورة نهائية من خلال حل الدولتين، فلن نتمكن من تحقيق سلام واستقرار دائمين في فلسطين وفي الشرق الأوسط. هذا هو السبب الذي من أجله اجتمعنا هنا اليوم.
وهذا هو السبب الذي يجب أن يجعل هذا المؤتمر ناجحا، وهذا هو السبب الذي ينبغي أن يجعل هذا المؤتمر يرسم مسارا لا رجعة فيه نحو تنفيذ حل الدولتين. ببساطة، لا يمكننا تحمل المزيد من الأعذار والتأخير. يجب أن نتحرك الآن”.
واختتم حديثه بالقول: “يجب أن نستعيد الأمل والثقة – الأمل في أن مستقبل أفضل ممكن، والثقة في الأمم المتحدة والتزامنا تجاه شعبي فلسطين وإسرائيل”.
قيام دولة فلسطينية “حق وليس مكافأة”
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إن قيام دولة فلسطينية “حق، وليس مكافأة”، محذرا من أن إنكار هذا الحق “سيكون هدية للمتطرفين في كل مكان” وفي قاعة الجمعية العامة جدد الأمين العام التأكيد على أن حل الدولتين هو الحل الواقعي، العادل، والمستدام الوحيد.
وتابع قائلا: “لنتحدث بصراحة. لعقود، كانت دبلوماسية الشرق الأوسط مجرد عملية أكثر منها سلاما. الكلمات، الخطابات، الإعلانات قد لا تحمل الكثير من المعنى لأولئك الموجودين على الأرض. لقد رأوا وسمعوا ذلك من قبل. في غضون ذلك، يستمر الدمار والضم”.
ما البديل؟
وواصل أنطونيو غوتيريش قائلا : إن العبء والالتزام يقعان علينا جميعا لإثبات أن هذا الجهد (المؤتمر) مختلف. ووجه سؤالا لمن يعارضون حل الدولتين، قائلا: “ما هو البديل؟ هو هذا الواقع الذي نراه دولة واحدة يُحرم فيه الفلسطينيون من الحقوق المتساوية، ويُجبرون على العيش تحت احتلال دائم وعدم مساواة؟ أم هو واقع دولة واحدة يُطرد فيه الفلسطينيون من أرضهم”.
وأكد الأمين العام أن هذا “ليس سلاما ولا عدلا ولا يتفق مع القانون الدولي وهو غير مقبول”، محذرا من أن ذلك لن يؤدي سوى إلى زيادة عزلة إسرائيل المتنامية على الساحة العالمية.
الوقت ينفد
الأمين العام نبه إلى أن الوقت ينفد، محذرا من أنه مع كل يوم يمر، تتلاشى الثقة. وتضعف المؤسسات. وتتبدد الآمال. ولهذا السبب، ناشد الأمين العام المجتمع الدولي ليس الحفاظ على حل الدولتين حيا فحسب – بل اتخاذ خطوات عاجلة، ملموسة، لا رجعة فيها لجعله حقيقة واقعة.
وهذا يعني، وفقا للأمين العام: “الوقف الفوري للعنف ولأنشطة الضم والاستيطان، كما دعت إليه محكمة العدل الدولية. رفض التهجير القسري للسكان الفلسطينيين من أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة… رفض أي شكل من أشكال التطهير العرقي.و ضمان المساءلة الكاملة عن أي جرائم فظيعة وانتهاكات أخرى للقانون الدولي.
إلي جانب ضرورة استعادة حوار سياسي ذي مصداقية. وإعادة تأكيد الحقوق المتساوية والكرامة لكلا الشعبين”.اللإسرائيلي والفلسطيني و كل هذا يتطلب شجاعة من القادة على الأرض، وشجاعة من المجتمع الدولي للتحرك بمبدأ ومثابرة. بدءا من غزة