تقاريرسلايدر

فاجعة الحمدانية في الموصل .. من المسئول؟

الأمة| مرت 48 ساعة على الحريق الكارثي في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى، والذي اندلع بسبب الألعاب النارية التي أشعلت النيران في سقف قاعة الزفاف المكتظة، لتحول عرس الحمدانية إلى فاجعة للمجتمع المسيحي في العراق. 

وكان نحو ألف شخص يحضرون حفل زفاف الحمدانية ليشهدوا عرس حنين (18 عاما) وريفان (28 عاما) في صالة الهيثم في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، حيث تسبب الحريق الهائل في مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات.

عروس الحمدانية

وألقى بعض أقارب الضحايا باللوم على عروس الحمدانية حنين والعريس ريفان في حدوث الكابوس بينما اتهمت السلطات مالك القاعة بالفشل في تأمين متطلبات السلامة، وتم اعتقاله و13 شخصا آخرين حتى الآن.

ورغم إنقاذ حياتهم فإن الوضع النفسي للعروس والعريس مأساوي، حيث فقدوا العديد من أفراد الأسرة.، وقد رفضوا التحدث إلى وسائل الإعلام، ونقلت شبكة روداوو الكردية عن العريس ريفان يوم الخميس، بشكل غير مباشر، أن منزله تعرض للهجوم، وتحطمت نافذة سيارته على يد بعض الأشخاص الذين يعتقد أنهم أقارب الضحايا.

ويقول تقرير روداوو إن حنين وريفان، يرتديان ملابس سوداء، ويمسكان أيدي بعضهما البعض بإحكام عندما يتذكران الكابوس، ولا يريد ريفان أن يترك زوجته وحدها، وكان يسألها بين الحين والآخر إذا كان ما حدث حقيقيًا.

لقد تغير الوضع في الحمدانية إلى حد أن بعض المتاجر لم تفتح أبوابها، بل وتم إغلاق مقصف المستشفى الرئيسي، لقد فقدت جميع العائلات في المدينة تقريبًا شخصًا عزيزًا عليها.

سكان الحمدانية

والحمدانية هي واحدة من المناطق الوحيدة ذات الأغلبية المسيحية في العراق، وتقع في سهل نينوى بالقرب من الموصل، وهي منطقة آشورية تاريخية، مثل العديد من البلدات المسيحية في سهول نينوى، استولى عليها تنظيم (داعش) خلال اجتياحهم لشمال العراق، وارتكبوا فظائع خطيرة ضد الأقليات، بما في ذلك المسيحيين.

وكان التعافي بطيئاً، حيث لم يرغب العديد من المسيحيين في العودة إلى مسقط رأسهم التي اتخذها أسلافهم موطناً لهم منذ آلاف السنين، بسبب المخاوف الأمنية، ووجود الميليشيات الأجنبية في المناطق، ونقص الفرص الاقتصادية.

سبب حريق قاعة افراح الحمدانية

ووفق تقارير اندلع الحريق بسبب الألعاب النارية التي وجهت إلى سقف مصنوع من مادة بلاستيكية شديدة الاشتعال تعتبرها الحكومة العراقية غير قانونية، وفي غضون ساعات قليلة، لقي أكثر من 114 شخصًا حتفهم وأصيب مئات آخرون، حيث احترقت القاعة بالكامل وانهار السقف.

وقال الدفاع المدني العراقي، الأربعاء، إن استخدام الألواح البلاستيكية لسقف القاعة غير قانوني و”سريع الاشتعال ومخالف لمعايير السلامة”، وقال رئيس بلدية الحمدانية عصام بهنام، لرووداو، الأربعاء، إن صاحب قاعة الأفراح سبق أن تم تنبيهه إلى أن المواد المستخدمة في المبنى غير قانونية بسبب قابليتها للاشتعال، وتم مطالبته بإزالتها.

في العراق الذي مزقته الحرب، غالبا ما يتم تجاهل معايير السلامة لأن المباني دون المستوى، مثل قاعة الهيثم في الحمدانية، التي تفتقر إلى طفايات الحريق ومرافق الطوارئ مثل أبواب الإخلاء، وتشتهر البلاد بتكرار الحرائق في فصل الصيف، سواء في المباني الحكومية أو المنشآت الخاصة، لكن سلسلة الحرائق الأخيرة في هذا الوقت من العام تثير مخاوف بشأن مدى كفاية الإجراءات الوقائية التي تعهدت الحكومة بمعالجتها منذ أكثر من عامين. وذلك بعد أن دمرت سلسلة من الحرائق مستشفيات كبرى وخلفت عشرات القتلى والجرحى.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، الأربعاء، اعتقال 14 شخصاً على خلفية حريق الحمدانية المأساوي. وقالت الوزارة إنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق الذي سبق أن بدأته في الأيام المقبلة.

تسمم 150 بحفل زفاف في كركوك بعد فاجعة الحمدانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights