فتح مدينة بابك
في 20 رمضان سنة 222هـ، افتتح “الأفشين البذ” مدينة بابك واستباح ما فيها بعد محاصرة وحروب هائلة، وقتال شديد، غنم فيها المال الكثير، هذا الفتح جاء بفضل التجهيز الكبير للجيش الذي قام به الخليفة المعتصم.
والأفشين هو “حيدر بن كاوس”، تركي الأصل، والأفشين لقب أجداده أمراء (أشروسنة) من بلاد ما وراء النهر (تركستان) كان من كبار القادة في عهد المأمون والمعتصم، اشتهر ببأسه وشجاعته ومهارته في أساليب الحرب، صحب المعتصم إلى مصر حين ولاه عليها سنة 213هـ، لقمع الثورات التي نشبت فيها، فأرسله المعتصم لإخماد التمرد في الدلتا، فقضى عليه، وحمل زعماء التمرد إلى المعتصم فضرب أعناقهم.
ولما ولي المعتصم الخلافة أرسله لإخماد ثورة بابك الخرمي، فقضى عليها وقبض على بابك وأرسله مكبلا بالحديد إلى المعتصم فقتله وصلبه بسامراء، وقد طمع الأفشين بولاية خراسان، جزاء جهوده في القضاء على ثورة بابك، فيقال إنه حرّض المازيار على التمرد على المعتصم لإفساح الطريق أمام الأشفين، ظنا منه أنه سيكلفه بإخماد تمرد المازيار، ويوليه على خراسان، وقيل إن حساده هم الذين أشاعوا عنه ذلك،
قبض عليه المعتصم، وعقد له محاكمة برئاسة وزيره عبد الملك بن الزيات، وانتهت المحاكمة بإدانته بالتهم الموجهة إليه، والحُكم بقتله.