وصف ترامب CNN والنيويورك تايمز ووول ستريت جورنال والواشنطن بوست بـ«إعلام الحثالة». والبيت الأبيض وصف تسريب التقرير الاستخباراتي السري للغاية عن قصف المفاعلات الإيرانية الثلاثة بأن وراءه «موظف فاشل».
ما الحكاية التي أغضبت ترامب وهو في طريقه لقمة الناتو المصغرة؟!
كان ترامب ونتنياهو احتفلا بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني بواسطة قصف مفاعلات فوردو وأصفهان ونطنز الذي نفذته 125 طائرة استراتيجية أمريكية بقنابل خارقة للتحصينات.
لكن CNN فاجأتهما بأن ترامب مثل التلميذ الخائب الذي ضحك على والده بشهادة تفوق مضروبة!
القناة الشهيرة ذات العلاقة النافذة بوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA نشرت تقريرا استخباريا لوكالة استخبارات وزارة الدفاع بأن المفاعلات الثلاث، وخصوصا فوردو الذي يعد الأكبر والأكثر تحصينا في الجبال، أصيبت بأضرار محدودة.
أنا من البداية تشككت لأني لم أر على غير عادة الأسلوب الأمريكي الهوليوودي فيديوهات حية لعملية التدمير. صور الأقمار الصناعية لم تكشف سوى عن فوهات في مفاعل فوردو. الوحيد الذي تحدث عن تدمير كامل هو ترامب بتغريدة على منصته!
لا يمكن أن تكذب على إعلام يفتش عن الإبرة في كوم قش. السي إن إن بثت التقرير المسرب ثم تبعتها الصحف الأخرى القوية. وقدمت النيويورك تايمز متابعة رائعة لما وراء الخبر يمكن أن تجعل منها كليات الصحافة درساً لطلابها في كيفية ملاحقة خبر حصري استثنائي ضرب مصداقية رئيس العالم.
قيل إن ترامب شعر باضطراب رهيب وهو يطالع انفراد CNN ومتابعة النيويورك تايمز. الأخيرة استضافت أبرز ستة محللين من ذوي المصادر الدقيقة والموثوقة الذين أكدوا أن كل ما فعلته الضربة الأمريكية أنها أخرت قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي ثلاثة أشهر فقط. كانت أصلا تحتاج قبل بدء الحرب إلى ثلاثة أشهر للوصول باليورانيوم المخصب إلى 90% وهو القدر اللازم لصناعة قنبلة نووية. كل ما فعله القصف الأمريكي أنه زاد هذه المدة إلى ستة أشهر!
أما المفاجأة الصادمة فهي أن أجهزة الطرد المركزي اللازمة للتخصيب لم تتضرر.. وأن إيران نقلت الكميات التي سبق تخصيبها إلى مفاعلات سرية لا تعرف أمريكا عنها شيئا.
يبدو أن الجيش الأمريكي وقع في فخ عميل مزدوج نجح في تضليل القاذفات الأمريكية فقصفت الطبقة الأولى التي تضم مواقف سيارات ومكاتب إدارية وبوفيه للمشروبات ولم تصل قنابلها إلى الطبقة المحمية التي كانت تحتاج إلى عدة هجمات أخرى لتصل إليها القنابل الخارقة للتحصينات وليس في القواعد الأمريكية منها ما يكفي.
لقد وفر القصف ونتيجته الوهمية التي أعلنها ترامب غطاء سياسيا لإيران لتمضي في برنامجها النووي وهو انتصار حرب لطهران.
إدارة ترامب لم تنكر التقرير الاستخباراتي. كل ما تفعله حاليا هو البحث عن الذي قام بتسريب تقرير سري للغاية إلى الإعلام.
حدة ترامب في مكالمته الهاتفية مع صديقه نتنياهو التي قام خلالها بتوبيخه بصوت عال على اختراقه وقف الحرب في الساعة الأولى كما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، تعكس الاضطراب الشديد عقب نشر تقرير الاستخبارات.
استخدم عبارة سوقية جدا لا أستطيع كتابتها هنا!
ستكشف نتائج حرب الـ12 يوما الكثير من التضليل الذي وقع فيه الموساد نفسه رغم نجاحه في اغتيال قيادات بارزة وعلماء نوويين. بعض القيادات البارزة التي أعلن اغتيالها ومنها قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني ظهروا في الاحتفالات التي جرت في طهران.