مقالات

فراج إسماعيل يكتب: لقاء ترامب لم يأت على هوى نتنياهو

في حديثهما للصحفيين بعد إلغاء المؤتمر الصحفي الرئيسي، يمكنني استنتاج أن لقاء ترامب مع نتنياهو لم يأت على هوى الأخير الذي كان فيما يبدو طامعاً في هدية من صديقه مكافأة له على الإبادة في غزة وعلى هجماته الجوية على سوريا وتحديه لتركيا والحصول على ضوء أخضر لضرب إيران.

تصريحات ترامب عن غزة جاءت مقتضبة. لم يركز على التهجير كما في المرة السابقة وإن مر عليه متحدثا عن مزاياه ولم يذكر بالاسم أي دولة تقبل استقبالهم. بدلا من ذلك تساءل عن أسباب تخلي إسرائيل عن احتلال القطاع في السابق.

ركز على التفاوض لإعادة الرهائن وعلى خطة جديدة لوقف إطلاق النار. ويبدو أن هذه الخطة هي التي قدمتها مصر في الساعات الأخيرة. وتنص على إعادة 8 رهائن مقابل وقف لإطلاق النار من 40 إلى 70 يوما.

“اذهب وحل مشكلتك مع تركيا فأردوغان صديقي وأحبه”. هذه كانت صفعة لنتنياهو الذي ربما سمع ما هو أسوأ خلال اللقاء المغلق بشأن الهجمات الإسرائيلية التي تهدد بمواجهة مع تركيا وسمع ما لا يرضيه بشأن غزة أيضا.

لم يشارك نتنياهو كثيرا في الحديث. كان شبه غائب إلا عندما طلب منه ترامب الكلام وهو يحاول أن يغسل ماء وجهه الممتقع، فقال إنه ليس من يحاصر الفلسطينيين في غزة، وهو إتهام شبه صريح لمصر، ويؤكد مدى توتر العلاقة بينها وبين إسرائيل، خصوصا بعد الاختراق الذي قامت به بقمة ماكرون والسيسي وعبدالله في القاهرة.. ووصف اختراق استخدمته شبكةCNN لأن دخول ماكرون يمثل الاتحاد الأوروبي بكل ثقله بعد غيابه عن مشهد غزة طيلة الحرب.

قال نتنياهو إنه عرض على ترامب الدول التي يمكنها استقبال سكان غزة.. لكن ترامب لم يبد اهتماما كأنه لم يسمع شيئا، وبدلا من ذلك قام بالثناء عليه لأنه يرغب في عودة الرهائن.

وحتى بالنسبة لإيران.. لم يساير نتنياهو الذي يرغب بالحرب معها وقال إنه لا يريد الصدام ويسعى للحل الدبلوماسي.

الرسائل التي وصلت إلى نتنياهو من خلال المؤتمر الصحفي:

يجب وضع نهاية للحرب في غزة..

لا شأن لك بتركيا..

توقف عن سوريا…

لا صدام عسكرياً مع إيران…

لن يعود نتنياهو إلى تل أبيب بطلا كالزيارة السابقة.. قد يحاول تجميل صورته بتخفيف الرسوم الجمركية التي فرضت على إسرائيل أو إلغائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى