الخميس سبتمبر 19, 2024
مقالات

فراج إسماعيل يكتب: نتنياهو.. والسماح بتحويل الأموال القطرية لغزة

في الحوار المطول الذي نشرته مجلة «تايم» الأمريكية، وأجراه مراسلها إيريك كورتليسا في مكتب ننتنياهو يوم 5 أغسطس، يمكن وضع أكثر من تفسير لإجابة نتنياهو على سؤال المراسل بشأن السماح بتحويل الأموال القطرية لغزة.

قال «إن هذا المال لم يحدث فرقا كبيرا.. القضية الرئيسة كانت نقل الأسلحة والذخيرة من سيناء إلى غزة. إذاً لم تكن مسألة مال، ولهذا أصر على قطع طريق الإمداد هذا في فترة ما بعد حماس، حتى لا يعيد إمداد الإرهاب».

لا شك أنه اتهام غير مباشر لمصر بتزويد حماس بالأسلحة.. لكن ما يقصده بإصراره على قطع طريق الإمداد، قد يكون محور فيلادلفيا واستمرار سيطرة إسرائيل عليه عقب نهاية الحرب وتحقيق حلمه بالقضاء الكامل على حماس، ويمكن فهمه أيضا بأنه يمتد إلى داخل سيناء نفسها. تهديد مبطن بإعادة الاحتلال فهو لا يقيم وزناً للمعاهدات والاتفاقيات الدولية ولا لمجلس الأمن ولا حتى للبيت الأبيض نفسه.

وقد يريد ابتزاز القاهرة لتقبل الانضمام للتحالف الدولي الذي تقوم أمريكا بتشكيله حالياً للدفاع عن إسرائيل في مواجهة الرد الإيراني المرتقب. تحدثت الميديا الإسرائيلية عن رفض مصر في حين أن دولاً عربية أخرى تشارك في هذا التحالف، بعضها لا يملك قراره بسبب وجود القواعد الأمريكية.

في إجابة نتنياهو على سؤال آخر ما يؤكد هذه النظرية.. فقد قال إن إسرائيل تواجه محوراً إيرانيا كاملاً.. وبصيغة الجمع أضاف “نفهم أنه يتعين علينا أن ننظم أنفسنا من أجل دفاع أوسع، لا يؤثر علينا فحسب، بل على كل بلد في المنطقة بما في ذلك شركائنا العرب”.

يكرر “سيناء” مرة أخرى عندما يجادله المراسل حول عدد الضحايا الكبير من المدنيين. في تقدير نتنياهو أنهم 15 ألفاً أو يزيد قليلاً، ويرد المراسل بأنهم 40 ألفاً حتى الآن. يقر نتنياهو بذلك لكنه يقول إن نصفهم من المقاتلين، وذلك بسبب أن غزة مغلقة ولا يستطيع سكانها الخروج منها إلى سيناء كما حصل في سوريا والعراق. لو كانت مفتوحة أمامهم لخرجوا جميعا من ميدان الحرب. هذا اتهام آخر مبطن لمصر.

حديث نتنياهو يعكس في مجمله ورطة أجهزته الأمنية المهددة برد من إيران ولبنان على اغتيال هنية في طهران. رد في خانة (الانتظار) مع التهديد بأنه سيكون عنيفاً. (الانتظار) يكلفهم كثيرا على مدار الساعة.

صحفي إسرائيل التقط صورة لمطار بن جوريون الذي هجرته معظم شركات الطيران العالمية ومنها الأمريكية، وأرقام وصلت إلى 70 ألف إسرائيلي معذبين في البحث عن مقعد في شركة العال الوحيدة التي بقيت تعمل على الخطوط الخارجية.

يضاف إلى ذلك هجرة السكان من الأحياء المجاورة لمقرات القيادات العسكرية والموساد والشاباك في تل أبيب، والكنيست في القدس عقب تسريب تقارير استخباراتية إسرائيلية بأنها ستكون هدف الهجوم المنتظر.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب