أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – مساء الخميس- عزم بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، معتبرًا أن هذه الخطوة تُعزز مسار السلام في الشرق الأوسط. إلا أن هذا الإعلان أثار غضبًا إسرائيليًا فوريًا، حيث وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”مكافأة للإرهاب”.
جاء إعلان ماكرون عبر منصة “إكس”، حيث نشر رسالة موجَّهة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد فيها التزام فرنسا بالاعتراف بدولة فلسطين، داعيًا دولًا أخرى إلى الانضمام إلى هذه الخطوة. وقال ماكرون: “تماشيًا مع التزامنا التاريخي بسلام عادل ودائم، قررت فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، وسأعلن ذلك رسميًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وبهذه الخطوة، ستكون فرنسا أول قوة غربية كبرى تعترف بفلسطين دولةً، مما قد يُعطي زخمًا للدول الأوروبية الأخرى، خاصةً بعد أن قادت هذه المبادرة سابقًا دول أصغر ذات مواقف ناقدة لإسرائيل.
ردود فعل إسرائيلية وأمريكية
تصاعدت الانتقادات الإسرائيلية تجاه القرار الفرنسي، حيث هاجم نتنياهو الخطوة واصفًا إياها بأنها “ستُشجّع الإرهاب وتُهدد أمن إسرائيل”، مضيفًا: “الدولة الفلسطينية لن تكون سوى منصة لاستهداف إسرائيل، وليس للتعايش السلمي”. كما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوفال كاتس القرار بأنه “استسلام للإرهاب”.
من جهتها، عبّرت الولايات المتحدة عن معارضتها لأي اعتراف منفرد بدولة فلسطين، وفقًا لبرقية دبلوماسية مسرّبة في يونيو الماضي، مشيرةً إلى أن ذلك قد يُناقض المصالح الأمريكية ويُعقّد الجهود الدبلوماسية. ولم يُصدر البيت الأبيض أي تعليق رسمي حتى الآن.
سياق الموقف الفرنسي
يأتي إعلان ماكرون تتويجًا لمساعي فرنسية أشهر عدة لدعم حل الدولتين، رغم الضغوط الدولية. وكانت باريس قد خططت لعقد مؤتمر دولي بالشراكة مع السعودية في يونيو لوضع معايير لقيام دولة فلسطينية، لكن المؤتمر أُجِّل بسبب الضغوط الأمريكية والتوتر الإقليمي إثر المواجهات بين إسرائيل وإيران.
ومن المقرر الآن عقد اجتماع تحضيري على مستوى الوزراء يومي 28 و29 يوليو، يليه قمة رفيعة المستوى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر، حيث سيُعلن ماكرون رسميًا عن الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين.
تُظهر هذه الخطوة تحولًا في الموقف الأوروبي، وقد تُفاقم الخلافات بين إسرائيل وحلفائها الغربيين، خاصةً في ظل استمرار الحرب على غزة وتصاعد الدعوات الدولية للاعتراف بالحقوق الفلسطينية.