كشف موقع Affaritaliani الإيطالي عن تقرير صادم يفضح وجود مخالفات مالية جسيمة داخل نادي إنتر ميلان، تعود جذورها إلى عام 2016، تاريخ استحواذ مجموعة سونينج الصينية على الحصة الأكبر من النادي، واصفًا الأمر بأنه أكبر فضيحة في الكرة الإيطالية منذ «كالتشيو بولي» عام 2006 وانهيار «بارما» المالي عام 2003.
ووفقًا لوثيقة سرية أعدّها مستشار لإحدى المجموعات المهتمة بشراء النادي، فقد أشار التقرير إلى وجود رعايات تجارية وهمية، وتلاعبات في العقود والرعاة الآسيويين، مكّنت النادي من التحايل على قواعد اللعب المالي النظيف، في وقت كان من المفترض فيه استبعاد إنتر من الدوري الإيطالي أو إنزاله إلى درجة أدنى نتيجة تدهور وضعه المالي.
وأوضحت الوثيقة أن إنتر سجل ما يقرب من 300 مليون يورو من الإيرادات المشكوك فيها بين 2016 و2019، منها 131.4 مليون يورو من شركات تابعة لمجموعة سونينج، و165.6 مليون يورو من كيانات خارجية وصفها التقرير بأنها بلا صلة واضحة بكرة القدم.
وأشار التقرير إلى أن هذه الإيرادات «غير الاعتيادية» شكّلت 27% من إجمالي دخل النادي خلال تلك السنوات، وهو ما ساعده على تجاوز شروط الاتحاد الأوروبي المالية، رغم تعرضه مسبقًا لعقوبات أوروبية عام 2015 بسبب عدم الالتزام.
كما كشف التقرير عن ارتفاع حاد في نفقات النادي خلال تلك الفترة، حيث قفزت رواتب اللاعبين والموظفين من 124 مليون يورو في 2016 إلى 192 مليونًا في 2019، وتزايدت المصاريف التشغيلية من 211 مليون إلى أكثر من 310 مليون يورو.
وأكدت الوثيقة أن هذه القفزات المالية «غير مبررة»، واستندت إلى شركات صينية غير معروفة، مثل FullShare Holding وKing Down Investment وiMedia، والتي لم تنشر بيانات مالية علنية.
وأشار التقرير أيضًا إلى تدخلات سياسية وضغوطات مورست على هيئة الرقابة المالية في إيطاليا لمنع معاقبة إنتر، مع سنّ لوائح استثنائية مؤقتة للنادي، في وقت خضعت فيه أندية أخرى لعقوبات على مخالفات مشابهة.
وردًا على ما ورد في التقرير، دعا وزير الرياضة الإيطالي أندريا أبودي إلى ضرورة «تحقيق الشفافية التامة»، مؤكدًا أن ما يحدث يجب ألا يمر دون تدقيق شامل.
كما لفت التقرير إلى أن المدير العام الحالي لإنتر، جوزيبي ماروتا، كان له دور في إدارة مفاوضات مشبوهة، في تشابه مع فترته السابقة مع يوفنتوس التي شابتها اتهامات بالتعاون مع مجموعات ألتراس متورطة في جرائم جنائية.
ووصف التقرير الوضع بأنه تواطؤ مالي وسياسي مكّن أحد أكبر أندية إيطاليا من التحايل على القوانين دون رادع، في ما يُعد زلزالًا حقيقيًا قد يهز أركان الكرة الإيطالية.