“فطُوبَى اليوم إسماعيلُ طُوبَى”.. شعر: محمد التميمي
وهـم غدروا وهم خانوا الذِّماما … ولــيـس الــقـولُ يــاهـذا اتِّـهـاما
هــم الـسفهاءُ كـم عـاثوا ولـجُّوا … بـحـقـدِ ســـدَّدوا مـنـه الـسِّـهاما
وكـــم فـــي ســابـق الأيــامِ تـبًّـا … عــلـى ضـرَّائـنا اجـتـمعوا لـئـامًا
ومـــاذا قـــد نـعـدِّدُ مــن فـسـادٍ … بــدا فــي فـجـرنا الأبـهى ركـاما
مــجــوسٌ أو يــهــودٌ أو جــنـاةٌ … بـرسمِ الـبغي قـد فـتكوا انتقاما
وكـــم مـــن مـفـتـرٍ بـــاغٍ زنـيـمٍ … وراءِ ذيــولـهـم شــــدَّ الـحـزامـا
يــحـاربُـنـا أذاهـــــم مــاتــوانـوا … وما عرفوا مدى الحقبِ السَّلاما
وجـــوهٌ بـائـسـاتٌ رغـــمَ فـسـقٍ … وأهـــواءٍ فــقـد أمــسـت قـتـاما
ألا لُــعـنَ الـــذي طـعـنَ الـمـفدَّى … أبــا الـشهداءِ مـا خـافَ الـحِماما
هـو الـعملاقُ فـي وجـه ائـتلافٍ … مــن الـسـفهاءِ إذ وافـى حـساما
فـلـسطين الـحـبيبةُ لـيـس تـهدا … ويـلـقى الـمعتدي فـيها الـعظاما
تـراهـم قــد أعــادوا الـعـزَّ بــدرًا … تـــراءى فـــي مـخـابـئِهم تـمـاما
وإسـمـاعـيلُ ضـيـغمُهم مـشـاها … وقـــد ألــفـوا بـغـارتـه اعـتـزامـا
وقــد قــاد الـفـيالق فــي جـهـادٍ … فـلـم يـجـعل لـهـم فـيـها مـقـاما
فلسطين الجريحةُ ما استنامتْ … ولا وهـنـتْ ولــم تــرضَ الـمناما
وقــادتُـهـا الأبــــاةُ رجـــالُ عـــزِّ … ومــا عـاشـوا لأقـصـاهم كـرامـا
فـمـا وهـنـوا ولا خـانـوا ولانــوا … ولا بــاعـوا الـقـضـيَّةَ والـذِّمـامـا
ولا كــانــوا لـصـهـيـون عــبـيـدًا … ومــا الـنـتنِ الـزنـيمِ رأى سـلاما
ولــم يُـعـطوهُ والـثـاراتُ عـجَّت … تــدحـرجُ ســوءَ عـربـدةٍ دوامــا
فـهم فـي الحربِ فرسانُ المنايا … ولــم يـخـشوا بـساحتها الـملاما
وكـم تـحلو الـشهادةُ فـي جـهادٍ … يـصـدِّعُ رأسَ مَــن كــالَ اتِّـهـاما
فــدعْ لـلـعارِ مَــن بـاعـوا نـفوسا … وقد وجدوا لها الأسافلَ واللئاما
وطـوبـى لـلـشهيدِ يـنـالُ فـخـرًا … وعــنــوانًــا لــعــزَّتــه تــســامـى
وإسـمـاعـيلُ عــنـد اللهِ ضــيـفٌ … مــع الـنـجبا وهــم بـاتـوا رمـاما
لـــه فـــي الـعـالمين يــدُ الـثـريَّا … ولــلأوبـاشِ قـــد رأوا انـصـراما
عـبـيـدُ هـواهـمُ عـاشـوا زحـامـا … عـلى الأبوابِ ماوجدوا احتراما
وأهـلُ اللهِ فـي الـفردوسِ نـالوا … نـعـيمَ الـخـلدِ إذ أمـسـى خـتاما
فـطوبى الـيوم إسماعيلُ طوبى … هـو الـمولى اجـتباكَ فـلن تُضاما
مــــع الأولادِ والأحــفـادِ فـــازوا … بــجــنــات ونــالــوهــا مـــرامــا
مــع الـشـهداءِ مــن أبـنـاءِ جـيلٍ … أبـــى أن يـسـتـكينَ وأن يُــلامـا
فـغـزَّتُنا الـحـبيبةُ رغــم خـطـبٍ … ومــــا هــابــتْ صـهـايـنةً لـئـامـا
وفــرسـانٌ لــهـا شــدوا الـمـطايا … يــــردون الأعــــادي والـطَّـغـاما
سـيكتبُ عـنهم الـتاريخُ سِفْرًا ء … جـلـيـلَ الــقـدرِ يُـقْـرِئُـهُ الأنــامـا
فــحـيَّـاكـم إلــهــي واجـتـبـاكـم … بــفـردوسٍ تـــرونَ بـهـا الـوئـاما
وحـسبُكُمُ الـحبيبُ عـليه صـلَّى … إلـــهُ الــعـرشِ ألـفـاكـم نـشـامى
وبـــشَّــرَ بـانـتـصـارٍ مــــن إلــــهٍ … وعـنـكم يـدفـعُ الـيـومَ الـسـقاما
سـيـبزغُ مـن ظـلامِ الـبغي فـتحٌ … يــبـدِّدُ فـــي ديـاجـيـه الـظـلاما
ويـفـنـي مـــا بـــه كــيـدٌ ومـكـرٌ … ويـلـعنُ مَــن تـطـاولَ أو تـعامى
ومَـــن رامَ الـتـبابَ لـديـنِ ربِّــي … ويـلغي الـجيلَ إن صـلَّى وصاما
وهــم قــد يـمكرون ولـن يـنالوا … سـوى الـخسرانِ لـم ينفعْ دعاما
قـــريــبٌ يــومـهـم واللهُ ربــــي … سـيـمهل ثــم يـجـعلهم حـطـاما
فــلا تـحـزنْ أخــا الإســلامِ هـذا … حــديـثُ نـبـيِّك الـهـادي قِـوامـا