فن القراءة
تأليف: ألبرتو مانغويل
الكتاب:
“فن القراءة” ليس مجرد كتاب عن القراءة، بل هو رحلة ثقافية وفكرية في معنى القراءة بوصفها نشاطًا إنسانيًا عميقًا يتجاوز التقنيات والمهارات، ليغدو فعلًا وجوديًا وحضاريًا.
ألبرتو مانغويل، القارئ الموسوعي والكاتب المتأمل، يقدم في هذا العمل تأملات ذكية وممتعة حول ماهية القراءة، وكيف شكّلت البشرية عبر العصور، وكيف تتجاوز القراءة حدود النص لتطال الهوية، والتاريخ، والسياسة، والمكان.
يتنقل مانغويل بين الموضوعات بمرونة فكرية آسرة، فيكتب عن القراءة في الظلام، وعن المكتبات، وعن الرقابة، وعن علاقة السلطة بالكتاب، وعن متعة إعادة القراءة، وعن دور القارئ بوصفه شريكًا للمؤلف.
الكتاب مزيج من التأمل الشخصي والتاريخ الثقافي والتحليل العميق، يفتح أعين القراء على أوجه خفية للقراءة، ويعيد الاعتبار للقراءة باعتبارها مقاومة للنسيان والتسلط.
أهم الفصول:
1- ضد الإهمال:
يطرح فيه الكاتب كيف تحولت القراءة من عادة يومية إلى ممارسة نخبوية أو نادرة، ويتساءل عن أسباب تراجع القراءة في عصر السرعة والصورة.
2- القراءة في الظلام:
تأمل في القراءة بوصفها ملاذًا داخليًا، يرافق الإنسان في العزلة أو الألم أو المنفى، ويستعيد من خلاله العالم حتى في العتمة.
3- السلطة والكلمة:
يناقش فيه علاقة القراءة بالرقابة والقمع، وكيف يخاف الطغاة من الكتب، لأن القارئ يمثل استقلالًا فكريًا يهدد السلطة.
4- المكتبة كصورة للكون:
فصل ساحر يحتفي فيه بالمكتبات بوصفها أوطانًا بديلة، ومرايا تعكس تنوع البشرية وتراكم معارفها.
5- القارئ كمؤلف:
يؤكد فيه أن القراءة ليست عملية سلبية، بل فعل خلق، يشارك فيه القارئ في إعادة تشكيل النص، وصياغة معانيه.
أهم المقولات:
“نحن لا نقرأ فقط كي نتعلّم، بل لنعيش حياة مضاعفة.”
“القارئ الحقيقي لا يبحث عن أجوبة، بل عن أسئلة أعمق.”
“كل سلطة تخشى الكلمة، لأن الكلمة لا تُروّض.”
“القراءة ليست ترفًا ثقافيًا، بل شرط من شروط وجود الإنسان الحر.”
“عندما نعيد قراءة كتاب نحبّه، فإننا نكتشف أننا لم نقرأه حقًا من قبل.”
سيرة المؤلف:
ألبرتو مانغويل (Alberto Manguel)، وُلد عام 1948 في الأرجنتين. كاتب، ومترجم، ومحرر، ومثقف موسوعي عالمي. عاش في عدة دول منها كندا وفرنسا، ويُعدّ من أبرز الأصوات المدافعة عن القراءة والمكتبة.
عمل شابًا قارئًا خاصًا للروائي الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، وكانت تلك التجربة نقطة تحوّل كبرى في حياته.
من أشهر أعماله:
تاريخ القراءة
المكتبة في الليل
يوميات القراءة
حاز جوائز أدبية وثقافية عالمية، وعُين مديرًا للمكتبة الوطنية في الأرجنتين، المنصب نفسه الذي شغله بورخيس ذات يوم.
“فن القراءة” كتاب يعيد إلينا الدهشة الأولى أمام الكتب، ويذكّرنا بأن القراءة ليست هواية بل فنّ، بل حياة كاملة تُعاش بين السطور.
ألبرتو مانغويل، بعين مثقف عاشق للكلمة، يُهدي إلينا هذا العمل البديع، دعوة حارة إلى إعادة اكتشاف ذاتنا عبر فعل القراءة العميق.