الأمة الثقافية

فوائد لغوية

«كافَّةً»

هذه الكلمة يوضِّح وزنُها أنها اسم فاعل مؤنَّث من الفعل “كفَّ”، وهي تُستعمل بمعنى “جميعًا”.

والفصيح في استعمالها أن تأتي بعد ما تُشير إلى اجتماعه، فنقول “حضر الرجالُ كافَّةً”، و”حضر النساء كافَّةً”.

ويستعملها بعضنا كاستعمال “جميعًا”، فيقدِّمها لتُضاف ويُحذَف منها التنوين، فيقول: “حضر كافةُ الرجال”، و”حضر كافَّة النساء”، وهو استعمال غير فصيح.

أما قوله تعالى: “وما أرسلناك إلا كافة للناس” فـ”كافة” فيه اسم فاعل مؤنَّث للمبالغة، يعني “كافًّا للناس عن الباطل”. ولو كانت بمعنى “جميعًا” لكانت الصيغة “لكافة الناس”.

قد يكون بعض اللغويين أجازها، ولكن إجازتها سببها الوحيد انتشارها، وهو منطق غير صحيح، لأن الأخذ مما ينتشر على ألسنة العامة غير المتقنين للغة العربية، سيؤدي -لا محالة- إلى إفسادها وضياعها.

هنا أشير إلى سبب يجعلني لا أُجيز هذا الاستعمال، هو أن في اللغة العربية كلمتين أُخرَيَين تُستعملان الاستعمال نفسه، ولم يُجِز أيٌّ من اللغويين تقديمهما، هما “قاطبةً” و”طُرًّا”، وهما بنفس معنى “كافة”، فنقول: “خلق الله الناس قاطبةً”، ونقول: “أكرمتُ أصدقائي طُرًّا”… ولم يقُل أحد قط: “خلق الله قاطبةَ الناس”، ولا “أكرمتُ طُرَّ أصدقائي”.

إذًا فلا منطق في تقديم “كافة”، ومَن يقدِّمْها فإنما يكتب ما يشيع فقط، ولا ينتهج نهج قواعد الفصاحة.

المصدر: صفحة نحو وصرف

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights