فوائد لغوية

هل يجوز أن نقول إن “الله موجود”؟
إذا قلت إن “الله هو الواجد” فالمعنى “الله هو الغني” (يمكنكم البحث عن معنى اسم الله الواجد).
أما “الله موجود”، فـ”موجود” اسم مفعول من الفعل “وجد”، ومعنى أنه اسم مفعول، أنك “تجده”، أي تلقاه، ونحن نجد الله حولنا في كل شيء، فخلقه دليل على وجوده.
ويقع لفظ الجلالة مفعولًا به للفعل “وجد” في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: “ووجد الله عنده”، و”لوجدوا الله توابًا رحيمًا”. وبنظرة يسيرة إلى العبارتين سنجد أن الله في كلتيهما “موجود”. ومن ذلك أيضًا أن يعبّر بعضنا فيقول: “لقد وجدتُ الله في رحمة أمي، ووجدتُه في طيبة أبي…”، فالله هنا أيضًا موجود.
أما الردّ الشائع بأن “الله ليس موجودًا، بل هو واجد الوجود”، فهو قول عجيب، لأن المقصود عادةً أن “الله ليس مخلوقًا، بل هو خالق الوجود”، وهو شديد البعد عن معنى النص، فإذا كان الله “واجد الوجود” فالمعنى أنه “وجد هذا الوجود”، لم يخلقه، بل وجده حاشاه تعالى. والصواب هنا أن نقول “أوجده” لا “وجده”، فيكون هو “مُوجِد الوجود” لا “واجد الوجود”، ويكون الوجود “مُوجَدًا” لا “موجودًا”.
وعلى هذا، فإن عبارة “الله موجود” ليست خطأً ولا عيبًا ولا حرامًا.
والله أعلى وأعلم.
المصدر: صفحة نحو وصرف