فوائد لغوية
أَحَد – إحْدَى
إذا استعملت إحدى هاتين الكلمتين فعليك أن تنتبه هل هي مضافة أم غير مضافة.
فإذا كانت مضافة فإنها -منطقيًّا- تُضاف إلى جمعٍ أو إلى مثنًّى أو ما يعني معناهما، وفي هذه الحالة يجب أن تطابق مُفرَد المضاف إليه في النوع (التأنيث والتذكير). فإذا كان مُفرَده مذكَّرًا استعملنا “أحَد”، وإذا كان مُفرَده مؤنَّثًا استعملنا “إحدى”.
فنقول: أحد الكتب (لأن الكتاب مذكَّر).
ونقول: إحدى الروايات (لأن الرواية مؤنَّثة).
وفي القرآن الكريم تجد أن الله سبحانه وتعالى يقول: “إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَر”، لأن المفرد مؤنَّث وهو “الكُبرَى”.
ويقول جلّ شأنه: “أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ”، والضمير الكاف مع الميم يشير إلى جمع المذكَّر.
…
ويجوز استعمال “أحد” و”إحدى” إذا كان المفرد يجوز فيه التأنيث والتذكير، في مثل قولنا: أحد الأحوال (لأن الحال يجوز تذكيره وتأنيثه).
كما يجوز استعمال “أحد” و”إحدى” إذا كان الجمع يصلح للمفرد المذكَّر والمفرد المؤنَّث، فمثلًا كلمة “مقالات” مفرَدها إما “مقال” وإما “مقالة”، وهنا يجوز أن نقول: “أحد المقالات” و”إحدى المقالات”.
وبالمثل يجوز أن نقول: “أحد المشكلات” و”إحدى المشكلات”، لأن المفرد إما “مُشكِل” وإما “مُشكِلة”.
كذلك إذا كان المضاف إليه يجمع المذكر مع المؤنث جاز أن نستعمل “أحد” و”إحدى” حسب السياق. نقول مثلًا: “أحد الحاضرين” بمعنى “حاضر من الحاضرين”، ونقول “إحدى الحاضرين” بمعنى “حاضرة من الحاضرين”، لأن “الحاضرين” مع مذكر للتغليب، أي استُعمل مذكَّرًا لأن الحضور فيه ذكور وإناث معًا.
…
أما في حالة التنكير وعدم الإضافة فإننا لا نستخدم إلا كلمة “أحد”، مذكَّرًا كان المشار إليه أم مؤنَّثًا.
مثلًا يقول الله تعالى: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ”، فاستُعمل لفظ “أحد” رغم أن “نساء” مؤنَّث، ومُفرَدها “امرأة” مؤنَّث.
كذلك استُعمل لفظ “أحد” مع المذكَّر في غير حالة الإضافة في مثل قوله تعالى: “أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ”، والضمير الكاف مع الميم يشير إلى الجمع المذكَّر.
…
إذًا:
– في حالة الإضافة يجب أن نستخدم “أحد” مع المضاف إليه الذي مُفرَده مذكَّر (أحد الكتب – أحد الرجال – أحدكم – أحدكما – إلخ).
– في حالة الإضافة يجب أن نستخدم “إحدى” مع المضاف إليه الذي مُفرَده مؤنَّث (إحدى الروايات – إحدى النساء – إحداكُنَّ – إحداكما – إلخ).
– في حالة التنكير مع عدم الإضافة نستخدم لفظ “أحد” مذكَّرًا كان المشار إليه أو مؤنَّثًا (أحدٌ منكم – أحدٌ منكُنَّ – أحدٌ من الرجال – أحدٌ من النساء – إلخ).
…
ملحوظتان:
– تُستعمَل كلمة “أحد” وصفًا لله سبحانه وتعالى وإخبارًا عنه بمعنى الواحد الذي لا يتجزَّأ، في مثل قوله تعالى: “قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ”.
– تُستعمل كلمة “أحد” اسمًا علَمًا لليوم الثاني من الأسبوع، يوم الأحد.
المصدر: صفحة نحو وصرف