شهدت أجزاء من الهند وباكستان، خلال الأيام الماضية، هطول أمطار موسمية غزيرة أدت إلى فيضانات مفاجئة في ولاية جامو وكشمير الخاضعة لسيطرة الهند، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصًا.
في حين لا يزال العشرات في عداد المفقودين عقب انهيار أرضي على طريق الحج الهندوسي، وفق وكالة “برس ترست أوف إنديا”.
عمليات إجلاء واسعة في باكستان
في الجانب الباكستاني، استدعت سلطات إقليم البنجاب الجيش للمشاركة في جهود الإنقاذ بعد أن غمرت مياه الفيضانات عشرات القرى، مما أدى إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص.
وقالت هيئة إدارة الكوارث إن فرق الإنقاذ أجلت أكثر من 20 ألف شخص خلال ليلة واحدة من ضواحي لاهور، ثاني أكبر مدن البلاد، باستخدام القوارب.
خطر متزايد من الأنهار
وأوضح المسؤول عرفان علي كاثيا أن مياه الأنهار الثلاثة الرئيسية – رافي وتشيناب وسوتليج – ارتفعت بشكل خطير، مما أدى إلى غمر قرى في مقاطعات كاسور، أوكارا، بهاوالناجار، بهاوالبور، فيهاري، وسيالكوت.
كما أضاف أن عمليات الإجلاء الجماعي بدأت منذ بداية الأسبوع بعد تدفق المياه من سدود في الهند، الأمر الذي ضاعف من حدة الفيضانات في المناطق الحدودية المنخفضة.
تحذيرات مستمرة من الأرصاد الجوية
توقع خبراء الأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مدار الأسبوع الحالي، وهو ما يرفع من احتمالات وقوع مزيد من الانهيارات الأرضية والفيضانات، خصوصًا في المناطق الجبلية من الهيمالايا، حيث أودت الفيضانات بالفعل بحياة نحو 100 شخص خلال أغسطس فقط.
جهود حكومية وإشادة رسمية
أشاد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بجهود السلطات المحلية في عمليات الإجلاء السريعة، مؤكدًا أن الحكومة توفر خيامًا وإمدادات إغاثة عاجلة للمتضررين.
لكن السلطات لا تزال تحذر من تفاقم الأزمة مع ارتفاع منسوب المياه، خصوصًا أن الفيضانات قتلت منذ أواخر يونيو أكثر من 800 شخص في أنحاء باكستان.
توتر هندي-باكستاني حول معاهدة المياه
وفي تطور سياسي متصل، أشارت التقارير إلى أن الهند أبلغت باكستان عبر القنوات الدبلوماسية باحتمال حدوث فيضانات عابرة للحدود، بدلًا من استخدام لجنة مياه نهر السند – الآلية الدائمة التي أُنشئت بموجب معاهدة 1960 برعاية البنك الدولي.
ويأتي ذلك بعدما علقت نيودلهي عمل اللجنة عقب حادث مقتل 26 سائحًا في كشمير في أبريل الماضي، رغم اعتراض إسلام آباد التي تؤكد أن الهند لا تستطيع إلغاء المعاهدة من جانب واحد.
كارثة مناخية متكررة
يشير العلماء إلى أن تغيّر المناخ يزيد من حدة الأمطار الموسمية في جنوب آسيا، ويثير مخاوف من تكرار سيناريو كارثة 2022 التي غمرت ثلث باكستان وأدت إلى وفاة نحو 1739 شخصًا.