نفّذت فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدّمتها كتائب القسام، عملية نوعية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استهدفت قوة إسرائيلية راجلة ومدرّعة خلال محاولة توغل.
وأسفرت العملية عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين، بينهم ضابط، بعد تفجير ناقلة جند مدرعة من نوع “بوما”، ما أدى إلى اشتعالها بالكامل ومقتل من فيها، وفق ما أفادت به قناة الجزيرة استنادًا إلى مصادر عسكرية إسرائيلية.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللواء دانيال هغاري أقرّ بمقتل الجنود، واصفًا الحادث بأنه “مؤلم للغاية”، وأضاف أن القوات لم تتمكن من تنفيذ عملية إنقاذ في الوقت المناسب بسبب كثافة نيران المقاومة في المنطقة.
عقب الكمين، تفجّرت موجة غضب في صفوف الجنود الإسرائيليين، خصوصًا من أفراد كتيبة الهندسة القتالية 605، الذين اتهموا القيادة العسكرية بالتقصير والإهمال. ونقلت قناة الجزيرة عن أحد الجنود أن المدرعة المستخدمة كانت تعاني من أعطال متكررة،
مضيفًا: “أُمرنا بدخول منطقة مشبوهة دون تغطية كافية، والمعدات التي نُقلت إلينا لم تكن موثوقة منذ البداية”.
الانتقادات لم تقتصر على الجنود. فقد صرّحت والدة أحد القتلى أن نجلها أخبرها قبل العملية أن المركبة “غير آمنة”،
وأضافت في حديثها لقناة الجزيرة: “كان ابني يعلم أنه يركب مركبة معطوبة، لكن لم يكن لديه خيار، لقد أرسلتم أبناءنا إلى حتفهم”.
وفي السياق ذاته، طالب عضو الكنيست يوآف سيغالوفيت بفتح تحقيق فوري في ملابسات الحادث، محمّلًا وزارة الدفاع والقيادة الميدانية مسؤولية ما وصفه بـ”الإهمال المؤسسي”،
لافتًا إلى أن كتيبة الهندسة 605 هي الوحيدة التي لا تزال تستخدم هذا الطراز من المركبات رغم التحذيرات السابقة.
تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه عمليات المقاومة جنوب القطاع، وسط اعتماد تكتيكات الكمائن والعبوات الناسفة المزروعة بدقة. وتؤكد تقارير ميدانية، من بينها تقارير للجزيرة، أن المقاومة نجحت في إنهاك القوات المتوغلة، سواء من حيث القدرات اللوجستية أو المعنوية،
وهو ما ينعكس على أداء الجنود وردود فعل ذويهم في الداخل الإسرائيلي.
في ظل هذا المشهد، يتزايد الضغط على القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب، بينما تواصل المقاومة إرسال رسائلها من الميدان بأن الجنوب لا يزال ساحة اشتباك مفتوحة، وغير محسومة.