في ذكراه: البطل المصري “سليمان خاطر”.. قصة أحرار الأمة
(سليمان محمد عبد الحميد خاطر)
أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصري
– الميلاد: 1961م، محافظة الشرقية (مصر)
– الوفاة: 7 يناير 1986م، القاهرة
– كان آخر من التحق بهذا السلاح من الحاصلين على الثانوية العامة، فقد أصدر مبارك قرارا بمنع أي جندي (يفكّ الخَط) من الالتحاق بالأمن المركزي، ليكونوا مجرد (كائنات مدرّبة) تطيع جميع الأوامر من دون تفكير.
(مات سليمان وهو ما زال طالبا في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق التي التحق بها)
– كان “سليمان خاطر” يؤدّي مدة تجنيده على الحدود المصرية مع إسرائيل، عندما أصاب وقتل 7 إسرائيليين تسللوا إلى نقطة حراسته، في الخامس من أكتوبر عام 1985م.
– وُلِدَ “سليمان خاطر” عام 1961م، بقرية إكياد البحرية، التابعة لمدينة فاقوس في محافظة الشرقية، وهو الأخير من 5 أبناء في أسرة بسيطة تعمل بالزراعة.
– فتح سليمان عينيه على آثار نكسة 5 يونيو 1967م، وبعدها شهد حادثة الهجوم الدنيء على مدرسة بحر البقر بالشرقية 1970م، والتي استخدمت فيها القوات الجوية الإسرائيلية طائرات الفانتوم الأمريكية، وأسفرت الهجمات عن استشهاد أكثر من (30 طفل) وإصابة العشرات.
وبحسب ما نشرته صحيفة الوفد في ذلك الوقت، (عندما كانت جريدة محترمة) فإنه في يوم 5 أكتوبر 1985م، وأثناء قيام سليمان بأداء نوبة حراسته المعتادة، بمنطقة رأس برقة جنوب سيناء، فُوجِيء بمجموعة من السائحين الإسرائيليين يحاولون تسلّق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، خاطبهم بالإنجليزية بأنه ممنوع العبور لهذه المنطقة فاستمروا بالتسلق، فأطلق – بحسب الصحيفة – رصاصات تحذيرية، لأن ذلك يشكل في العُرف العسكري وضعية عدائية وخطرة يجب التعامل معها بإطلاق الرصاص، إلا أنهم لم يستجيبوا، وبالفعل أطلق النار عليهم، وقتل منهم 7 أشخاص.
– أُحيل سليمان إلى المحاكمة العسكرية في عهد مبارك، وخلال التحقيقات معه، قال سليمان خاطر: إن أولئك الإسرائيليين، تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.
وأضاف خاطر خلال التحقيقات: ‘(أنا لا أخشى الموت ولا أهابه، إنه قضاء الله وقدره، لكني أخشى أن يكون للحُكم الذي سوف يُصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم)
– وطعنَ محامي سليمان، صلاح أبو إسماعيل (والد الشيخ حازم)، في القرار الجمهوري، وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن.
وبالفعل أصدرت المحكمة العسكرية ضده حكمًا بالسجن المؤبد 25 سنة، بعد الحادثة بـ 3 شهور، وتم نقله إلى السجن الحربي بالقاهرة لقضاء العقوبة الموقعة عليه.
– وبعدها تم نقله إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، (لم يكن مريضا بالبلهارسيا حسب تصريح شقيقه)
– في7 يناير 1986م، أعلنت الإذاعة المصرية، ونشرت الصحف، خبر انتحار الجُندي “سليمان خاطر” في ظروف غامضة، ولم يتم التحقيق في الواقعة وأُغلقت القضية على ذلك.
– وقد تم قتل سليمان خاطر بأوامر رئاسية، بناء على نصيحة من وزير خارجية أمريكا، للقضاء على هذه الظاهرة حتى لا تتكرر في الجيش المصري، وتهدئة الإسرائيليين …
– واشتعلت الجامعات المصرية بالمظاهرات، وعلى رأسها جامعة الزقازيق، التي ينتمي إليها سليمان خاطر، وكانت هذه الحادثة بداية صناعة جيل ثوري غاضب، وتلاميذ وطلاب تـفـتّـحت أعينهم على دخان القنابل المسيّلة للدموع، فأدركوا مبكرا، معنى كلمة: سياسة.
…………
يسري الخطيب
………
1- الفيلم التسجيلي عن سليمان خاطر: اضغط
2- رائعة عبد الله الشريف عن سليمان خاطر: اضغط